دعم الإمارات لغزة.. جهود قياسية وريادة إنسانية
عبر تنفيذ أكبر عملية إجلاء طبي، بعد أيام من وصول أكبر سفينة مساعدات، تواصل الإمارات جهودها القياسية دعما لأهل غزة.
يأتي هذا بعد أسابيع من نجاح دولة الإمارات في الوصول لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، لتكون أول دولة تنجح في الوصول للمدينة وتقديم المساعدات الإنسانية لإغاثة سكانها بعد عودتهم لمنازلهم التي غادروها منذ عدة شهور.
جهود تتواصل على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإنسانية، عبر مبادرات متتالية تربُت بها دولة الإمارات وقيادتها على قلوب أهل غزة، وتحاول عبرها مداواة جروحهم وتخفيف آلامهم في القطاع الذي يئن تحت قصف إسرائيلي متواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ورسمت الإمارات عبر تلك المبادرات ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكل خاص والعمل الإنساني بشكل عام، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكده لغة الأرقام، التي تبرز جهود الإمارات القياسية في دعم القطاع.
أكبر عملية إجلاء طبي
ضمن أحدث تلك الجهود نجحت دولة الإمارات في تنفيذ إجلاء طبياً عاجلاً لـ148 فلسطينيا ومرافقيهم إلى أبوظبي.
وأعلنت دولة الإمارات بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، مساء أمس الثلاثاء، عن مبادرة طارئة لإجلاء 85 مريضاً ومصاباً في حالة حرجة – من ضمنهم مرضى سرطان بحاجة لعلاج مكثف - برفقة 63 من أفراد عائلاتهم إلى أبوظبي انطلاقاً من مطار رامون في إسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم لتلقي الرعاية الطبية في مستشفيات دولة الإمارات.
وتعكس هذه المبادرة أهمية القيام بتدخل إنساني عاجل لإنقاذ الأرواح، وتجسّد الالتزام القوي لدولة الإمارات لدعم الشعب الفلسطيني في غزة خلال الأوضاع الكارثية التي تحيط بالقطاع، حيث سهلت خطوط الاتصال المختلفة لدولة الإمارات الجهود الإنسانية لتقديم الدعم لسكان غزة، ومد يد العون لهم وقت الحاجة.
وقالت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي: "في هذا الوقت الحرج، لا يمكن أن نعبر عن مدى أهمية هذه المهمة لإجلاء الجرحى والمرضى الفلسطينيين إلى أبوظبي".
وأضافت: "يعكس هذا المسار غير المسبوق خطورة الوضع الإنساني والتزامنا بتخفيف معاناة سكان قطاع غزة وضمان وصول وتوزيع المساعدات الإغاثية عبر كافة الطرق المتاحة، سواء براً أو بحراً أو جواً. كما تؤكد هذه المبادرة دعم دولة الإمارات الدائم والتاريخي للشعب الفلسطيني بناءً على إيماننا القوي بأهمية توفير الإغاثة الفورية وتعزيز السلام لمواجهة المعاناة الهائلة".
وسلطت ريم بنت إبراهيم الهاشمي الضوء على استقبال دولة الإمارات لــ709 مرضى من قطاع غزة، بالإضافة إلى 787 من أفراد عائلاتهم، لتلقي الرعاية الطبية في مستشفيات الدولة ضمن توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات بعلاج 2,000 من المصابين ومرضى السرطان من القطاع.
وأضافت: "يعكس هذا التوسع في نطاق جهود دولة الإمارات تضامننا مع الشعب الفلسطيني وعزمنا على التخفيف من معاناته وضمان وصول المساعدات على نطاق واسع بشكل عاجل ومستدام ودون عوائق من خلال كافة الطرق المتاحة. كما تؤكد دولة الإمارات حرصها والتزامها المستمر على التعاون مع الشركاء الدوليين لضمان وصول المساعدات إلى من هُم في أمسّ الحاجة إليها".
ووجه مدير منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الشكر لدولة الإمارات على إجلاء مرضى ومصابين من قطاع غزة للعلاج في أبوظبي.
وكتب مدير المنظمة عبر حسابه على منصة "إكس": "اليوم تم إجلاء 85 مريضاً ومصاباً بجروح خطيرة من غزة، بينهم 35 طفلاً، لتلقي الرعاية المتخصصة في أبوظبي".
وأضاف: "تم دعم هذا الإجلاء المشترك والمعقد للغاية من قبل وزارة الخارجية الإماراتية ومنظمة الصحة العالمية"، مشيرا إلى أنها أكبر عملية إجلاء طبي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتابع: "يعاني المرضى من السرطان والإصابات وأمراض الدم والحالات الخلقية والعصبية وأمراض القلب والكبد والكلى، ورافق المرضى 63 من أفراد الأسرة ومقدمي الرعاية".
وواصل: "نحن ممتنون لدولة الإمارات لتنظيم إجلاء هؤلاء المرضى لتلقي الرعاية العاجلة".
وأعرب عن أمله أن "تمهد هذه المبادرة الطريق لإنشاء ممرات إجلاء عبر كافة الطرق المتاحة، بما في ذلك معبر كرم أبوسالم إلى الأردن ومعبر رفح إلى مصر، ومن هناك إلى دول أخرى".
ودعا إلى "استئناف عمليات الإجلاء إلى الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، حيث يعاني آلاف المرضى. والأهم من كل هذا، وكما هو الحال دائمًا، تدعو منظمة الصحة العالمية إلى وقف إطلاق النار".
أكبر سفينة مساعدات
ويأتي هذا بعد أيام من وصول سفينة المساعدات الإماراتية الرابعة لدعم أهالي غزة، الخميس الماضي، إلى ميناء العريش في محافظة شمال سيناء المصرية، تمهيداً لإدخال حمولتها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، بالتنسيق مع السلطات المصرية.
وتعد تلك السفينة هي أكبر سفن المساعدات الإماراتية التي تم تسييرها الى قطاع غزة من حيث حمولتها وتنوع محتوياتها، إذ تحمل على متنها 5 آلاف و340 طناً من المواد الإغاثية والغذائية، بينها 4 آلاف و134 طناً من الطرود الغذائية بإجمالي 145 ألف عبوة، و145 طناً من الأرز والدقيق، و110 أطنان من المياه موزعة على 200 ألف عبوة، بالإضافة إلى أكثر من 4 آلاف خيمة، و42 ألف طرد صحي للنساء والأطفال و18 طناً من الأغطية المقاومة للشمس والرياح والأتربة، و1600 حقيبة إغاثية.
كانت السفينة انطلقت من ميناء الفجيرة في الإمارات، في 8 يوليو/تموز الجاري ضمن عملية "الفارس الشهم 3" التي أطلقتها الإمارات بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدعم الفلسطينيين في غزة، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون، على مدى الشهور القليلة الماضية.
وتعد تلك السفينة هي الرابعة التي تصل العريش ضمن مبادرة "الفارس الشهم 3"، والثامنة ضمن سفن المساعدات من دولة الإمارات إلى قطاع غزة.
ساهم في توفير المساعدات على متن هذه السفينة، هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، بواسطة 313 شاحنة فرغت حمولاتها على السفينة، بما يعبر عن قدرة المؤسسات الإماراتية على التخطيط والتنفيذ.
ريادة تتواصل
أيضا على صعيد جهودها الإنسانية المتواصلة لدعم غزة، وريادتها في هذا الصدد، نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في أبريل/نيسان الماضي في الوصول لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، لتكون أول دولة تنجح في تقديم آلاف الطرود الغذائية والمستلزمات الأساسية والطعام والخبز، حيث سَيرت شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية لإغاثة السكان بعد عودتهم لمنازلهم التي غادروها منذ عدة شهور.
وسارعت عملية الفارس الشهم 3 كبرى العمليات الإغاثية في قطاع غزة، إلى تلبية احتياجات من فقدوا كل مقومات الحياة في خان يونس، حيث تنفذ حاليا حملة إغاثية واسعة في المدينة وتوزع طرود إغاثية ومستلزمات أساسية، في خطوة إنسانية واسعة هدفها مساندة سكان مدينة خانيونس للتخفيف عنهم في ظل انعدام أساسيات الحياة في المدينة، وعدم مقدرة السكان على تلبية احتياجاتهم.
وفي إطار الجهود الإغاثية التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع غزة.. واصلت عملية الفارس الشهم 3 حملة تقديم المساعدات الإنسانية في مختلف محافظات قطاع غزة، لإغاثة الأسر الفلسطينية المنكوبة ولتوفير الطعام وخيام الإيواء والمستلزمات الأساسية لهم في ظل الأوضاع الكارثية الصعبة التي يمر بها القطاع منذ عدة شهور.
ملحمة إنسانية
وتسطر دولة الإمارات خلال الفترة الحالية ملحمة سياسية ودبلوماسية وإنسانية تاريخية، بمداد دعم لا ينضب لسكان غزة وفلسطين على مختلف الأصعدة، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع.
ومنذ بدء التصعيد الإسرائيلي في غزة 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كثفت دولة الإمارات جهودها الإنسانية لدعم وإغاثة أهالي قطاع غزة تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الذي أمر بإطلاق مبادرة "الفارس الشهم 3" في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لتكون ذراع الإمارات الإنسانية لدعم أهل غزة.
بلغة الأرقام:
- قدمت دولة الإمارات لقطاع غزة ما يزيد على 40،000 طن من المساعدات الملحّة، تشتمل على المواد الغذائية والإغاثية والطبية عبر 8 بواخر و337 رحلة جوية و50 عملية إسقاط جوي و1,271 شاحنة.
- افتتحت دولة الإمارات مستشفى ميدانيا داخل قطاع غزة بطاقة أكثر من 200 سرير بإشراف فريق طبي إماراتي يضم أكثر من 100 طبيب وممرض وصيدلي وفني معمل، ومستشفى عائما آخر في العريش المصرية بطاقة 100 سرير.
- أقامت الإمارات 6 محطات لتحلية المياه (تعمل بقدرة إجمالية تبلغ 1.2 مليون غالون من المياه)، يستفيد منها ما يصل إلى 600 ألف شخص يوميا لإمداد سكان القطاع بمياه الشرب.
- كذلك أقامت 5 مخابز أوتوماتيكية لتأمين الاحتياجات اليومية من الخبز لأكثر من 72 ألف شخص، وتوفير الدقيق لـ8 مخابز قائمة بالفعل في غزة لتوفير الخبز لأكثر من 17 ألفا آخرين .
- أيضا أعلنت دولة الإمارات، استضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاج وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات دولة الإمارات.
إضافة إلى استضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الإمارات إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
تجسد هذه المبادرات نهج دولة الإمارات وقيادتها والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها.
aXA6IDMuMTI4LjIwMC4xNjUg جزيرة ام اند امز