الإمارات وسقطرى.. طوق نجاة لدعم وتنمية الجزيرة اليمنية
الدعم الإماراتي لعب دورا بارزا في تخفيف معاناة أهالي سقطرى من سوء أحوال الطقس التي ضربت الجزيرة ديسمبر الماضي
كعادتها احتفظت دولة الإمارات العربية المتحدة بموقع الصدارة في مساندة أهالي جزيرة سقطرى اليمنية لتحسين أوضاعهم الإنسانية بمشاريع التنمية، وكانت كطوق نجاة لحمايتهم من الكوارث الطبيعية والأعاصير على مدار السنوات الماضية.
ولعل في هذا الدعم اللامحدود ترجمة واضحة لموقف الإمارات تجاه وحدة شعب اليمن وأهالي سقطرى الذي يستهدف الارتقاء بالمستوى المعيشي.
في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، لعب الدعم الإماراتي دوراً بارزاً في تخفيف معاناة أهالي سقطرى من سوء أحوال الطقس وما نتج من أضرار العاصفة الجوية التي ضربت الجزيرة.
تخفيف المعاناة
مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية فتحت بدورها الممرات المائية بالأحياء القديمة، وأزالت الحواجز الطينة التي كانت تحول دون تصريف المياه في البحر، ما تسبب في انهيارات للمنازل والمباني.
ونجحت مؤسسة خليفة في إعادة التيار الكهربائي للمنازل رغم توقف خدمات الاتصالات الأرضية وشبكات الإنترنت والمحمول، بإنشاء منظومة كهرباء حديثة لسقطرى، وتشييد حواجز أسمنتية تحميها خلال كوارث السيول أو مخاطر التأثيرات الجوية التي تتعرض لها الجزيرة بشكل مستمر.
وفي إطار المشاريع التنموية لسقطرى وبتوجيهات من القيادة الرشيدة للإمارات، افتتحت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي 22 وحدة سكينة ومدرسة في أرخبيل سقطرى اليمني.
ودشنت هيئة الهلال الأحمر كذلك مرحلة جديدة من مدينة الشيخ زايد، التي تضمنت 183 وحدة من أصل 361 وحدة سكنية مقرر إنشاؤها في الجزيرة.
وعلى مدار الأعوام الماضية حرص الهلال الأحمر الإماراتي على تأسيس مدينة الشيخ زايد، ومرافقها الصحية والتعليمية والخدمية الأخرى، وإنشاء وصيانة 42 فصلا دراسيا في 14 مدرسة، وتوفير المعينات الدراسية من حواسيب وغيرها للطلاب.
وبجانب كل ما سبق، تم إنشاء روضتين وصيانة وتأهيل 44 مسجدا، وإنشاء شبكة مياه بطول 75 كيلومترا، فضلا عن إنشاء حاجز بحري لحماية مركز الإنزال السمكي، وتوفير 100 قارب للأهالي الذين يمتهنون صيد الأسماك.
وشمل المستشفى الذي يستقبل مئات الحالات يوميا غرف عمليات وعناية مركزة وأقسام للنساء والولادة والأطفال والطوارئ بتجهيزات ومعدات طبية متطورة.
دور تاريخي
وعلى مدار التاريخ، لعبت الإمارات دورا مهما في تقديم الدعم والمساعدة لأهالي جزيرة سقطرى في جميع الأزمات، عبر مؤسساتها الإنمائية والإغاثية، ومنذ عام 2005 تدفقت المساعدات الإماراتية في القطاع الصحي لمكافحة الملاريا التي اجتاحت الجزيرة.
وعمل الهلال الأحمر الإماراتي على تخفيف معاناة سكان سقطرى، بافتتاح مراكز متخصصة لمكافحة الوباء وتقديم 15 ألف غطاء لمقاومة البعوض و21 ميكروسكوبا من أحدث الأجهزة في مجال فحص الملاريا، و3 آلاف شريحة فحص ومواد أخرى تستخدم في المكافحة.
كما قدمت الإمارات العلاجات الفعالة لأمراض العيون التي عانى منها سكان سقطرى لفترة طويلة، ففي عام 2005 أجرى الفريق الطبي التابع لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي الكشف على 2500 حالة مرضية، إضافة لإجراء عمليات جراحية لنحو 300 حالة من المصابين بحالات العمى.
وعملت الإمارات على نشر الأمن والاستقرار في أرجاء الجزيرة، بتقديم مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في عام 2016، الدفعة الأولى من سيارات ذات دفع رباعي إلى شرطة محافظة أرخبيل سقطرى، لترسيخ الاستقرار ونشر الطمأنينة بين أهالي الجزيرة اليمنية.
وعندما تعرض الأرخبيل لإعصار تشابالا المدمر خلال عام 2015 تحركت المؤسسات الإنسانية والإغاثية الإماراتية كافة، لنجدة الأهالي بتسيير 16 طائرة شحن و4 بواخر شحن لنقل نحو 12 ألف طن من المواد الغذائية والإغاثية للمتضررين بإقامة جسر جوي.
وقدم الهلال الأحمر الإماراتي أكثر من 35 طنا من المساعدات الإغاثية العاجلة على الأهالي، وطائرتين على متنها 10 أطنان من المواد الإغاثية المخصصة.
وبعد تعرض سقطرى لموجة من الفيضانات والسيول في 2018، وتضرر المباني والأراضي الزراعية، أرسلت الإمارات في مارس/آذار من العام نفسه نحو 2000 فريق من الهلال الأحمر الإماراتي لتقديم المساعدات والمعونات لأهالي الجزيرة.
aXA6IDMuMTQyLjI1NS4yMyA= جزيرة ام اند امز