الدبلوماسية الإماراتية.. رسالة سلام في 4 ركائز
في ظل مشهد دولي مقلق ومُتخم بالأزمات، تواصل دولة الإمارات جهودها لخفض التصعيد، ودعم الحلول السياسية والدعوة للحوار والتعاون.
قواعد أساسية لسياسة دولة الإمارات الخارجية ودبلوماسيتها الداعية للسلام، أعاد التأكيد عليها الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات في تغريدة له عبر حسابه بمنصة «إكس» (تويتر سابقا) الخميس، رسم خلالها معالم مشهد دولي مقلق جراء ما تشهده المنطقة والعالم من أزمات، تفتح خلاله دبلوماسية الإمارات الداعمة للحوار والتعاون نافذة أمل لحلها.
وقال قرقاش: «من حرب غزة والسودان إلى أوكرانيا، والانتخابات المحورية في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة معالم مشهد دولي مقلق وغير مستقر، وفي أولويتنا العربية والإقليمية لا بديل عن خفض التصعيد والحلول السياسية والاستثمار في الازدهار المشترك»، مضيفًا: «عربيا وإقليميا لا بديل عن الحوار والتواصل والتعاون».
أولويات الإمارات:
أولويات السياسة الخارجية الإماراتية في مواجهة الأزمات حددها قرقاش في عدة مبادئ أبرزها:
- خفض التصعيد
- دعم الحلول السياسية
- الاستثمار في الازدهار المشترك
- لا بديل عن الحوار والتواصل والتعاون
على أرض الواقع نجحت تلك القواعد والأولويات في إحداث اختراقات إنسانية وسياسية عدة في الأزمة الأوكرانية، تكللت بنجاح دولة الإمارات، بإبرام 6 وساطات ناجحة لتبادل الأسرى بين كييف وموسكو منذ اندلاع الأزمة في فبراير/شباط 2022، بينها 5 خلال العام الجاري.
ضمن أحدث تلك الوساطات، نجحت وساطة إماراتية، في 25 يونيو/حزيران الماضي، في إنجاز صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، أدت إلى إتمام عملية تبادل أسرى حرب شملت 180 أسيراً من كلا الجانبين.
وساطة إماراتية ناجحة لتبادل الأسرى بين كييف وموسكو هي الثانية خلال أقل من شهر بعد نجاح وساطة الإمارات في 31 مايو/أيار في إبرام صفقة تبادل استعادت بموجبها روسيا 75 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عددا مماثلا من روسيا.
يأتي نجاح الوساطة الأخيرة بعد أيام من مشاركة دولة الإمارات في قمة سويسرا بشأن السلام في أوكرانيا يومي 15 و16 يونيو/حزيران من الشهر نفسه، ضمن دبلوماسيتها الداعمة لكل جهد دولي لحل الأزمة وتعزيز التعاون الدولي في هذا الصدد.
كما تأتي بعد نحو أسبوعين من مشاركة دولة الإمارات في مؤتمر تعافي أوكرانيا، الذي عُقد يومي 11 و12 يونيو/حزيران في برلين بألمانيا، والذي أعربت خلاله عن التزاماتها تجاه الشعب الأوكراني وتحقيق التعافي وإعادة الإعمار.
نجاحات تتوالى لترسخ مكانة دولة الإمارات كلاعب أساسي وشريك مهم في إنجاح مبادرات السلام على المستوى الإقليمي والدولي، انطلاقا من رسالتها الحضارية وإرثها التاريخي الراسخ الذي يقوم على التعاون، والعمل الإنساني، ونشر التسامح والأخوة.
أزمة غزة.. إشادة دولية
يأتي هذا فيما تتواصل الجهود الدبلوماسية لدولة الإمارات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، جنبا إلى جنب مع دعمها الإنساني المتواصل، وسط إشادة دولية متواصلة بدور الإمارات في غزة ودعمها الإنساني اللامحدود الذي تترجمه الأرقام والإحصاءات لإغاثة ودعم أبناء القطاع منذ بدء الحرب على غزة 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ضمن أحدث الجهود على الصعيد الإنساني، نفذت عملية «الفارس الشهم 3» حملة لتوزيع المياه الصالحة للشرب على العائلات الفلسطينية النازحة في مختلف مناطق خان يونس للتخفيف من معاناتهم في ظل توقف محطات تحلية المياه وانعدام مقومات الحياة الأساسية والبنية التحتية نتيجة الأوضاع المأساوية في قطاع غزة.
وفي إطار دعم العائلات الفلسطينية النازحة بالمياه الصالحة للشرب أسهمت دولة الإمارات في توفير مياه في مخيمات النازحين ومراكز الإيواء في مدينة خان يونس، وبلغ عدد المستفيدين من المشروع 50 ألفا حيث تُوفر 116 ألف لتر من المياه يتم تعبئتها يومياً.
وتُقدم دولة الإمارات من خلال ذراعها الإنسانية عملية «الفارس الشهم 3» المياه الصالحة للشرب للسكان في مختلف المناطق لتسهيل حصولهم على المياه، نظراً للصعوبة التي يواجهونها في ظل المعاناة وانعدام أساسيات الحياة.
على الصعيد السياسي، بحث الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن قبل يومين آخر المستجدات في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا دعم دولة الإمارات للمساعي الأمريكية المبذولة بالتعاون مع الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار بما يسهم في حماية أرواح كافة المدنيين.
وأشار إلى أن تفاقم المعاناة الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة يحتم ضرورة العمل بوتيرة متسارعة ومنسقة ومستدامة لتلبية احتياجاتهم العاجلة وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة لهم، مؤكدًا أهمية إنهاء التوتر والتطرف والعنف المتصاعد في المنطقة.
كما تطرقت المباحثات الهاتفية بين الوزيرين إلى تطورات الأوضاع في السودان وتداعياتها الإنسانية.
الأزمة السودانية.. دعوة للحوار
على صعيد الأزمة السودانية، دعت الإمارات قبل أيام، في بيان هام، تضمن رسالة الدولة إلى مجلس الأمن الدولي، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تجنب حدوث مجاعة وشيكة في السودان، وأكدت دعمها لجميع المبادرات الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار، والعودة إلى الحكومة المدنية، بما يشمل توجيه دعوة رسمية لجميع الأطراف المعنية، والأطراف المتحاربة للمشاركة في محادثات جدة.
وفي هذا السياق، أشادت بعثة دولة الإمارات، في رسالتها إلى المجلس، بالجهود التي تقوم بها أوغندا، وبما يبذله مسؤولو الاتحاد الأفريقي والقادة الإقليميون من أجل إنهاء هذه الأزمة.
وكانت دولة الإمارات قد ضمّت صوتها إلى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي في دعوته التي وجهها إلى زعماء الفصائل المتحاربة للاجتماع تحت رعاية الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) بلا مزيد من التأخير، وللمشاركة في الاجتماع السياسي الشامل المرتقب في أديس أبابا خلال الفترة من 10 إلى 15 يوليو/تموز الجاري.
ووجهت دولة الإمارات، في بيان صدر في نيويورك، نداء عاجلاً لمواجهة خطر المجاعة، وتواصل دولة الإمارات التأكيد على أهمية السماح بمرور وتسهيل الإغاثة الإنسانية العاجلة بشكل مستدام إلى المدنيين المحتاجين.
نهر عطاء
جاء البيان فيما تتدفق مساعدات دولة الإمارات الإنسانية كنهر عطاء ينبع من دار زايد لإغاثة أهل السودان، الذين يعانون أشد المعاناة جراء الحرب المستعرة في البلاد منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتّاح البرهان وقوات «الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي).
ووقعت دولة الإمارات، يوم 23 يونيو/حزيران الماضي، اتفاقية مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لتقديم مساعدات غذائية طارئة للشعب السوداني المتضرر من الأزمة في السودان وجنوب السودان، ويشمل ذلك اللاجئين والمجتمعات المضيفة والنازحين داخليا والعائدين المتأثرين بالحرب.
وتعد تلك الاتفاقية هي الثالثة التي توقعها دولة الإمارات مع إحدى المنظمات الأممية لدعم السودان على الصعيد الإنساني خلال 24 ساعة.
اتفاقيات تسارع بها دولة الإمارات الخطى لدعم أبناء النيل إنسانيا عبر دبلوماسية رائدة وحكيمة تستهدف معالجة شاملة للأزمة الإنسانية في السودان من مختلف جوانبها، عبر تقديم جميع أنواع المساعدات ولا سيما الغذائية والصحية والتنموية والعمل على حماية النساء والأطفال وتوفير سبل العيش والمأوى في حالات الطوارئ، خاصة للفئات الضعيفة من المتضررين من الأزمة.
وتعد تلك الاتفاقيات جزءا من التزام أوسع بقيمة 70 مليون دولار، خصصتها الإمارات لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في السودان، من خلال وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
وبتلك المساعدات ترتفع قيمة المساعدات الإماراتية للسودان منذ بدء الأزمة الحالية إلى أكثر من 230 مليون دولار، فيما ترتفع قيمة المساهمات الكلية المقدمة من دولة الإمارات إلى السودان، خلال الأعوام العشرة الماضية إلى ما يزيد على 3.5 مليار دولار.
جهود إماراتية تتواصل على أكثر من صعيد لحل أزمات المنطقة والعالم ودعم الحلول السياسية ضمن دبلوماسية حكيمة تدعم الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTQuODEg
جزيرة ام اند امز