الإمارات وسوريا.. دعم متواصل ورسائل «مهمة»
دعم تطلعات الشعب السوري في الأمن والتنمية والحياة الكريمة، مع الحفاظ على وحدة سوريا، رسائل «مهمة»، وجهتها دولة الإمارات، لمساندة دمشق، في العبور من المرحلة الانتقالية الحالية.
تلك الرسائل نقلها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية الإماراتي، خلال اتصال هاتفي مع أسعد حسن الشيباني، وزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية الجديدة.
وشدّد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال الاتصال مع الشيباني، على عدد من الأمور وهي:
- أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة وسيادة سوريا
- أكّد موقف دولة الإمارات الداعم لجميع الجهود والمساعي المبذولة للوصول إلى مرحلة انتقالية شاملة وجامعة تحقق تطلعات الشعب السوري في الأمن والتنمية والحياة الكريمة.
- تؤمن دولة الإمارات بأهمية إعادة التفاؤل إلى الشعب السوري من أجل مستقبل مزدهر.
تأتي المباحثات الهاتفية كأحدث مساعي الدبلوماسية الإماراتية لتقديم كل سبل الدعم اللازم للشعب السوري، بعد سقوط نظام بشار الأسد 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، لتنضم إلى جهود دولة الإمارات المشرفة في مساندة سوريا عند كل أزمة، أبرزها عند جائحة كورونا عام 2020، ثم بعد الزلزال الذي ضرب البلاد في فبراير/ شباط 2023.
وتصدرت التطورات في سوريا أجندة مباحثات القيادة والدبلوماسية الإماراتية على مدار الفترة الماضية، فخلال قمة جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مع العاهل الأردني عبدالله الثاني بن الحسين في العاصمة أبوظبي في 11 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، استعرض الزعيمان التطورات في سوريا.
وأكدا في هذا السياق موقف البلدين الثابت تجاه وحدة سوريا واستقرارها وسيادتها وسلامة أراضيها والحفاظ على مؤسساتها الوطنية، إلى جانب دعم كل ما يحقق تطلعات شعبها، مشددين على أن استقرار سوريا مصلحة استراتيجية عربية وللمنطقة عامة.
وشدد الزعيمان على ضرورة تكثيف العمل من أجل تعزيز أسباب الاستقرار الإقليمي ومنع اتساع الصراع في المنطقة.
وأشاد العاهل الأردني، بأهمية الجهود التي تبذلها دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في دعم استقرار المنطقة ومنع توسع الصراع فيها.
ضمن تلك الجهود، مشاركة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية الإماراتي في الاجتماع الوزاري الدولي الموسع حول سوريا، الذي عقد 14 من الشهر الجاري في مدينة العقبة بالمملكة الأردنية.
وأشار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى أن هذا الاجتماع الموسع يعكس موقفاً دولياً جماعياً داعماً لوحدة سوريا وسيادتها وتطلعات شعبها في الأمن والاستقرار والحياة الكريمة، متطرقاً إلى ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254.
وأكد أهمية دعم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون ومساندته في جهوده خلال الفترة المقبلة للتوصل إلى حل سياسي يؤدي إلى ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في الجمهورية العربية السورية الشقيقة بما يعود بالخير والرخاء على شعبها.
وفي اليوم نفسه، شارك الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في "اجتماعات العقبة الوزارية حول سوريا" في مدينة العقبة.
وقد شارك في اجتماع وزراء خارجية لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا، حيث تم توجيه الدعوة إلى دولة الإمارات ومملكة البحرين "الرئيس الحالي للقمة العربية" ودولة قطر إلى حضوره بجانب أعضاء لجنة الاتصال وهم: الأردن، والعراق، ولبنان ومصر، والسعودية، وأمين عام جامعة الدول العربية.
نهج جماعي
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال الاجتماع، حرص دولة الإمارات على أمن واستقرار سوريا ووحدتها وسيادتها، مشيرا إلى أهمية هذا الاجتماع في بلورة نهج عمل جماعي عربي وإقليمي ودولي يدعم التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وبما يلبي طموحات الشعب السوري في التنمية والحياة الكريمة.
وعلى مدار الفترة الماضية أجرى وزير خارجية دولة الإمارات مباحثات هاتفية بشأن سوريا مع كل من :
الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر، والدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية المصري، وعبدالله علي اليحيا وزير الخارجية الكويتي، وبدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية العماني، وناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي.
وأكد خلال تلك المباحثات على أهمية تضافر جهود الدول العربية وتعزيز التعاون مع المجتمع الدولي بهدف الحفاظ على وحدة وسيادة سوريا، وصون أمن واستقرار شعبها وتلبية تطلعاته في التنمية والازدهار.
كما أجرى مباحثات هاتفية مع أنتوني بلينكن وزير خارجية أمريكا وسيرغي لافروف وزير خارجية روسيا، للتأكيد على أهمية تعزيز الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لدعم السلام وترسيخ الاستقرار في المنطقة بما يعود بالخير على جميع شعوبها ودولها.
وغداة سقوط بشار الأسد، أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بيانا في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، أكدت فيه حرصها على وحدة وسلامة سوريا وضمان الأمن والاستقرار للشعب السوري.
ودعت وزارة الخارجية الإماراتية في بيانها، كافة الأطراف السورية إلى تغليب الحكمة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ سوريا للخروج منها بما يلبي طموحات وتطلعات السوريين بكافة أطيافهم. وشددت على ضرورة حماية الدولة الوطنية السورية بكافة مؤسساتها، وعدم الانزلاق نحو الفوضى وعدم الاستقرار.
إدانات شديدة اللهجة
وعلى صعيد الدعم المتواصل لسوريا في مواجهة انتهاكات إسرائيل، أدانت دولة الإمارات بشدة استيلاء القوات الإسرائيلية على المنطقة العازلة في هضبة الجولان، مؤكدة حرص الدولة على وحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها.
وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها في 10 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أن هذا الاستيلاء يُعد خرقا وانتهاكا للقوانين الدولية ولا سيما اتفاق فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا والذي وقع عليه الجانبان في عام 1974، مؤكدة رفض دولة الإمارات القاطع لهذه الممارسات، والتي تهدد بالمزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة، وتعيق جهود تحقيق السلام والاستقرار.
وفي 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أدانت دولة الإمارات بشدة قرار الحكومة الإسرائيلية التوسع بالاستيطان في هضبة الجولان المحتلة، ما يهدد بالمزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيانها، حرص دولة الإمارات على وحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، مشيرة إلى أن قرار التوسع في الاستيطان في هضبة الجولان يعد إمعانا في تكريس الاحتلال وخرقا وانتهاكا للقوانين الدولية.
وأعربت الوزارة عن رفض دولة الإمارات القاطع لكافة الإجراءات والممارسات التي تستهدف تغيير الوضع القانوني في هضبة الجولان المحتلة، ويهدد أمن وسيادة واستقرار الجمهورية العربية السورية الشقيقة.
دعم تاريخي
تربط دولة الإمارات وسوريا وشعبيهما، علاقات تاريخية تم ترسيخها خلال عقود طويلة من الاحترام المتبادل.
ولا ينسى السوريون، وقفة دولة الإمارات الدائمة لمساندتهم عند كل أزمة، أبرزها عند جائحة كورونا عام 2020، ثم بعد الزلزال الذي ضرب البلاد فبراير/ شباط 2023.
وكان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان هو أول مسؤول عربي ودولي رفيع يزور المناطق المتضررة من زلزال سوريا.
ولطالما كان توجه دولة الإمارات في تعاملها مع الأزمات الإنسانية في سوريا هو ضرورة أن تسمو الدول فوق المسائل السياسية وتغليب الجانب الإنساني من أجل مصلحة الشعب.
تمت ترجمة هذا التوجه، بشكل جلي خلال عملية "الفارس الشهم 2" التي انطلقت بتوجيهات من القيادة الإماراتية لتخفيف المعاناة عن الأصدقاء والأشقاء في تركيا وسوريا في أعقاب الزلزال الذي ضرب البلدين في 6 فبراير/شباط 2023.
ولطالما دعت دولة الإمارات عبر عضويتها في المجلس على مداري عامي 2022 و2023 المجلس إلى التركيز على الحل السياسي لحل تلك الأزمة.
وقالت في هذا الصدد: "نتطلع إلى اليوم الذي تطوي فيه سوريا صفحة النزاع ويعود الأمن والاستقرار إلى ربوعها، فالشعب السوري ذو الحضارة العريقة يستحق مستقبلاً أفضل وأن يعيش بكرامة في وطنه كما عرفناه دوماً".
وأكدت أنها ستظل "داعمةً للجهود الإقليمية والدولية الهادفة لتحقيق هذه الغايات".