٢٠٠ جنسية تعيش في محبة وسلام.. الإمارات منارة التسامح العالمي
الإمارات توجت جهودها في ميدان التسامح بإنشاء وزارة التسامح عام ٢٠١٦، وهي الأولى من نوعها في العالم، وتهدف إلى غرس ثقافة قبول الآخر.
تحتضن دولة الإمارات أكثر من 200 جنسية يعيشون في تناغم تام وفريد، لتصبح عن جدارة واستحقاق منارة للتسامح العالمي، وهو إنجاز لم يأت من فراغ، بل بجهود وإجراءات مكثفة لاحتضان الجميع دون أي تفرقة.
في هذا التقرير تلقي "العين الإخبارية" الضوء على بعض من إنجازات الإمارات في سبيل تعزيز التسامح..
زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية
كانت دولة الإمارات العربية المتحدة في 3 فبراير/شباط الماضي محط أنظار العالم أجمع، عندما قام قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، بزيارة تاريخية إلى العاصمة أبوظبي، حيث أحيا في 5 فبراير/ شباط القداس البابوي العام في ملعب زايد بحضور قارب الـ١٨٠ ألف شخص.
وتعكس تلك الزيارة التي تعدّ الأولى عبر التاريخ لبابا الكنيسة الكاثوليكية إلى منطقة الخليج العربي مكانة دولة الإمارات في ميادين التسامح والتعايش واحترام مختلف المعتقدات والأديان، إذ تعتبر من أوائل الدول الخليجية التي احتضنت جميع الكنائس المسيحية، كما شهدت أبوظبي بناء أقدم الكنائس في المنطقة عام 1965، وهي كنيسة سانت جوزيف الكاثوليكية التي أصبحت مقصداً لأوائل المسيحيين في الدولة، حيث بدأ إنشاؤها في منطقة الكورنيش عام 1963، في حين تم وضع حجر الأساس عام 1964.
لا غربة في الإمارات
10 سنوات هي الفترة التي مرت على تواجد بوديكا سوباسينج الموظف في القطاع المصرفي في الإمارات والأب لطفلين، وهي المدة التي كانت كافية لجعله يشعر بالانتماء الكلي لهذه الأرض، حتى بات يشعر، كما يقول، بالغربة عند عودته في إجازاته لبلده الأم سريلانكا.
يقول سوباسينج، في حديثه لـ"العين الإخبارية": "لا اللون ولا الدين ولا الهوية الأصلية كانت يوما سبباً لأي إشكالية لي هنا في الإمارات، الجميع متساوون تحت سقف قانون عادل لا يعرف التفرقة ولا التمييز، قانون أرساه حكام هذه الدولة الفتية، التي أثبتت للعالم وما زالت تثبت يوماً بعد يوم أنها تستحق الصدارة في كافة التصنيفات العالمية من حيث أفضل الدول والمدن للمعيشة الآمنة والمستقرة على مستوى المنطقة والعالم".
يعيش لاوين شيخو مع عائلته في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ ما يقارب 12 عاماً، قادماً من سوريا، ويؤكد لـ"العين الإخبارية"، خلال اصطحابه لأطفاله إلى إحدى الفعاليات الترفيهية، أنه طيلة السنوات التي قضاها في الإمارات لم يشهد تفرقة بين الناس على اختلاف انتماءاتهم.
ويضيف: "ليس سهلاً أن تجد بقعة في هذا العالم آمنة ومريحة كالإمارات، انظر إلى الكثير من البلدان التي تنهشها الحروب والصراعات، نزاعات أهلية ودينية، وحتى في أوروبا بدأ صعود اليمين المتطرف بقوة. أما هنا، مع كل التنوع التي تتمتع به الإمارات، لا نخشى على أطفالنا من أي تمييز، فالجميع سواسية، جاري من الهند وبائع البقالة من باكستان ومدرّس أبنائي عربي، أينما نلتفت نرى ثقافات متباينة، لكنها منسجمة ومتحابة تحت سقف هده الدولة الطيبة".
ردة فعل الشيخ زايد على اكتشاف أقدم كنيسة
في عام ١٩٩٢ كان بيتر هايلير، باحث الآثار الإنجليزي الذي أمضى نحو 40 عاماً في دولة الإمارات برفقة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في جزيرة صير بني ياس، وفي ذلك الوقت كان هايلير قد اكتشف مع فريقه كنيسة يعود بناؤها إلى 1400 سنة، فشعر أن في الأمر إحراجاً إذا ما أعلم الشيخ زايد بذلك.
ويقول هايلير عما حدث: "بدا عليّ القلق، وسألني الشيخ زايد ما بك؟، فأخبرته عن اكتشاف الكنيسة. فكان ما قاله الشيخ زايد: "ما الذي يمنع أن يكون أجدادنا الأولون مسيحيين قبل الإسلام؟". ليتم الحفاظ على الكنيسة والعناية بها واستكمال عملية البحث التاريخي بناء على توجيهات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
إنشاء وزارة التسامح
تعد دولة الإمارات العربية المتحدة شريكاً أساسياً في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز، حيث يجرّم القانون الإماراتي جميع مظاهر الكراهية والتمييز بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين أو العقيدة أو المذهب.
وتوّجت دولة الإمارات جهودها في ميدان التسامح بإنشاء وزارة التسامح عام ٢٠١٦، وهي الأولى من نوعها في العالم، وتهدف إلى غرس ثقافة قبول الآخر. وفي العام نفسه اعتمد مجلس الوزراء "البرنامج الوطني للتسامح"، وفي ٢٠١٧ أنشأت الإمارات "المعهد الدولي للتسامح" لترسيخ ثقافة الانفتاح والحوار الحضاري، وأطلق المعهد "جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح"، وفي ٢٠١٨ توجت الإمارات "عام زايد" باستضافة "القمة العالمية للتسامح"، حيث أقيم بالتزامن معها "مهرجان التسامح" تحت شعار "على نهج زايد"، مستضيفة رجال دين ومفكرين من مختلف أنحاء العالم.
أول معبد هندوسي في أبوظبي
وضعت دائرة تنمية المجتمع مؤخراً حجر الأساس لأول معبد هندوسي في أبوظبي، على مساحة 55 ألف متر مربع، ويشمل المعبد قاعات عبادة ومركزاً للزوار، وأماكن تعلم، ومنطقة رياض أطفال، وحدائق، وقاعة طعام، ومتجر كتب، وآخر للهدايا، بالإضافة إلى أنه سيفتح أبوابه أمام أصحاب الديانات الأخرى.