الإمارات وتركيا.. علاقات استراتيجية بدعائم اقتصادية وإنسانية
نقلة نوعية تشهدها العلاقات الاستراتيجية بين دولة الإمارات وتركيا، تحمل بين طياتها شراكة اقتصادية موسعة، ومباحثات متواصلة بين قادة البلدين.
وتظهر الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين متانة العلاقات، وآخرها الزيارة التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى تركيا، ولقاؤه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المعاد انتخابه لولاية جديدة من 5 سنوات، في الرئاسة التركية.
- محمد بن زايد يصل تركيا.. وأردوغان في مقدمة مستقبليه
- الإمارات وتركيا.. نقلة بالعلاقات تعززها مباحثات وزيارات متبادلة
ووصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، السبت، إلى مدينة إسطنبول في زيارة عمل لتركيا، يبحث خلالها تعزيز العلاقات الاستراتيجية ودفع الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تجمع البلدين، حيث كان في استقباله لدى وصوله المطار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
زيارة تكمل سلسلة من الزيارات المتبادلة في العامين الماضيين، حيث زار أردوغان دولة الإمارات مرتين في 2022، الأولى زيارة عمل في فبراير/شباط، والثانية في مايو/أيار لتقديم العزاء في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
جاء ذلك بعد زيارة تاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتركيا، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
وخلال تلك الزيارة تم وضع الأسس والقواعد لبدء مرحلة جديدة من الشراكة والعلاقات الواعدة بين البلدين، بما يصب في صالح دعم أمن واستقرار المنطقة وتحقيق ازدهار وتنمية البلدين.
وعلى صعيد المباحثات الهاتفية، بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مع الرئيس التركي، في 18 مايو/أيار الماضي، علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها.
كما أجرى الجانبان مباحثات هاتفية شملت العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية في يوليو/تموز 2022.
كما أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأردوغان مباحثات هاتفية مطلع ديسمبر/كانون الثاني 2021، و8 فبراير/شباط 2022.
وجسدت هذه المباحثات المكثفة دبلوماسية بناء الجسور الإماراتية الساعية لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة، عبر مد جسور الصداقة والتعاون والتسامح بين الشعوب وبناء علاقات متوازنة مع الدول الشقيقة والصديقة كافة.
كما حملت الزيارات رسائل متبادلة عكست بوضوح رغبة البلدين في تسريع خطى التعاون بينهما، وأولى تلك الرسائل كانت الحفاوة البالغة التي قوبل بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من الرئيس التركي والمسؤولين الأتراك والإعلام التركي.
شراكة اقتصادية
وبجانب هذه الزيارات المتبادلة والمباحثات الهاتفية بينها، شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والرئيس التركي، خلال قمة عقداها عبر تقنية الاتصال المرئي، أوائل مارس/آذار الماضي، مراسم توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات والجمهورية التركية.
وتعزز اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين البلدين سلسلة المبادرات المتبادلة والمتواصلة بين البلدين، الهادفة إلى تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات.
إذ يؤمن البلدان بأن تعزيز العلاقات الثنائية لن يسهم فقط في الحفاظ على المصالح المشتركة، ولكنه يعزز أيضاً من ازدهار المنطقة وتحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين.
ومنذ تدشين العلاقات الثنائية بين البلدين اتسمت جسور الصداقة والتعاون بين دولة الإمارات وتركيا تاريخياً بالرسوخ والتجدد في جميع المجالات، فالروابط الاقتصادية والتجارية والاستثمارية المشتركة بينهما توفر فرصاً متنوعة واعدة للشركات في البلدين، وتضع أسساً قوية لتسريع التبادل التجاري، وتعزيز التنمية المستدامة.
ويشكل الجانب الاقتصادي إحدى أبرز ركائز التعاون المتنامي بين البلدين، وتتشابه دولة الإمارات وتركيا في كونهما معبرين ومركزين تجاريين مهمين يربطان بين الشرق والغرب، بموقعهما الجغرافي المميز، إذ تشكل دولة الإمارات بوابة تجارية حيوية للصادرات التركية نحو أسواق الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، فيما تمثل تركيا سوقاً مهمة للمنتجات الإماراتية وبوابة وصولها إلى عدد من الأسواق الأوروبية.
وبحسب بيانات المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء في دولة الإمارات، نما التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات وتركيا خلال الفترة من 2013-2022 بنسبة 72% إلى 69.58 مليار درهم بنهاية العام الماضي، مقابل 40.5 مليار درهم في عام 2013.
وشهد عام 2022 نمواً في التبادل التجاري بين البلدين بلغ 40%، مقابل حجم التجارة المسجل في عام 2021 والبالغ 49.5 مليار درهم.
وأظهرت البيانات استحواذ الذهب على صدارة قائمة أهم 5 سلع تم استيرادها من تركيا إلى الدولة العام الماضي بقيمة 21 مليار درهم وتلاه الحلي والمجوهرات بقيمة 9.3 مليار درهم.
كما تصدر الذهب قائمة أهم 5 سلع تم تصديرها إلى تركيا خلال 2022 بقيمة 17.5 مليار درهم، وفي صدارة قائمة أهم 5 سلع تم إعادة تصديرها جاءت سلعة حلي ومجوهرات في المركز الأول بقيمة 2.1 مليار درهم.
وتضمنت أبرز سلع التبادل التجاري الألمنيوم الخام، والسيارات، وبوليمرات الإيثلين وأسلاك وكابلات الكهرباء، وأجهزة، ومعدات للاتصال.
جسور إنسانية
وبجانب المباحثات السياسية والشراكة الاقتصادية، جسد موقف دولة الإمارات الإنساني عبر المشاركة في الأعمال الإغاثية في تركيا لدعم المتضررين من الزلزال الذي وقع في فبراير/شباط 2023، عمق علاقات الصداقة بين البلدين، حيث سارعت دولة الإمارات للمشاركة في عمليات الإنقاذ ودعم عمليات التعافي وإعادة التأهيل، انعكاساً لتضامن دولة الإمارات مع القيادة والشعب التركي.
وتنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع، عن "عملية الفارس الشهم 2" لدعم الأشقاء في تركيا بمشاركة القوات المسلحة ووزارة الداخلية والتعاون الدولي و"مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية" و"مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية" والهلال الأحمر الإماراتي، وفقا لوكالة أنباء الإمارات.
ويعتبر فريق البحث والإنقاذ الإماراتي آخر فريق مصنف دولياً غادر تركيا، وذلك بعد إعلان الحكومة التركية عن انتهاء عمليات البحث والإنقاذ، حيث نفذ فريق البحث والإنقاذ من وزارة الداخلية مهام البحث عن الناجين في 3 مناطق هي الأصعب في محافظه كهرمان مرعش منذ حدوث الزلزال.
وأمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بتقديم 50 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال في تركيا الصديقة، حيث تجسد المبادرة الجهود الإنسانية التي تضطلع بها دولة الإمارات على الساحة الدولية ونهجها في مد يد العون والمساعدة إلى المجتمعات الصديقة في مختلف الظروف.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA= جزيرة ام اند امز