بعد الإمارات والأمم المتحدة.. بريطانيا تنشد هدنة فورية بالسودان في رمضان

انضمت بريطانيا إلى الدعوات المتصاعدة التي تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان المبارك، وذلك للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي وُصفت بـ"غير المسبوقة" في تاريخ القارة الأفريقية.
جاء ذلك في كلمة بريطانيا التي ألقتها كيت فوستر، مديرة شؤون أفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية، في المؤتمر الإنساني رفيع المستوى، لدعم الشعب السوداني الذي نظمته دولة الإمارات العربية المتحدة، واﻻﺗﺤﺎد اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ، واﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ (إيغاد)، وإثيوبيا في عاصمتها أديس أبابا.
المناشدة البريطانية جاءت عقب الكلمة التي ألقاها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في المؤتمر نفسه، داعيا فيها إلى هدنة إنسانية عاجلة خلال شهر رمضان في السودان الذي يشهد اقتتالا دمويا منذ أكثر من عام، أدى إلى نزوح ملايين المدنيين داخل وخارج البلاد، وتردي الأوضاع الإنسانية.
دولة الإمارات هي الأخرى كانت قد دعت إلى هدنة إنسانية في شهر رمضان لتخفيف المعاناة الكبيرة التي يعيشها الشعب السوداني، وذلك في الكلمة التي وجهها الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير الدولة الإماراتي في المؤتمر ذاته.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت قبل يومين عن مصدر وصفته برفيع المستوى في الجيش السوداني رفضه لدعوة أطلقتها دولة الإمارات لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان.
وخلال المؤتمر، أطلقت ممثلة بريطانيا نداء عاجلا للأطراف المتحاربة في السودان، للالتزام بتعهداتها الدولية ووقف القتال، مشيرا إلى أن الأزمة السودانية لم تعد تقتصر على الداخل السوداني، بل باتت تهدد استقرار المنطقة بأكملها.
وأشادت بالدعوة التي أطلقها المؤتمر لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، وقالت "نحن نؤمن بقدرة الأطراف المتحاربة على وقف القتال وإنهاء معاناة المدنيين، والمجتمع الدولي مطالب الآن بالوقوف صفا واحدا خلف جهود وساطة موثوقة، بقيادة إقليمية، تضع صوت الشعب السوداني في صلب أي حل سياسي".
وقالت فوستر: "السودان لم يحظ بالاهتمام الذي يستحقه، الأزمة الإنسانية تتفاقم يوما بعد يوم، ولا بد من استجابة عاجلة تضع مصلحة المدنيين أولا"، مشيرة إلى أنه يواجه كارثة تفوق في حجمها وشدتها ما شهدته المنطقة من أزمات سابقة.
وأكدت أن الحل لا يكمن فقط في تقديم التمويل، رغم أهميته، إذ أشارت إلى أن المملكة المتحدة ضاعفت مساعداتها للسودان ودول الجوار في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لتصل إلى 226 مليون جنيه استرليني، وأعلنت مؤخرا عن دعم إضافي بقيمة 20 مليون جنيه استرليني.
وتأتي تلك الدعوات في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية، وسط استمرار المعارك وانعدام الاستقرار في العديد من المناطق السودانية، ما يهدد بموجات نزوح جديدة إلى دول الجوار التي تعاني بدورها من تحديات اقتصادية وإنسانية متزايدة.
ويهدف المؤتمر رفيع المستوى الذي عقد في أديس أبابا اليوم الجمعة، إلى دعم الوضع الإنساني في السودان الذي تضرر جراء الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل/نيسان 2023، كما يهدف المؤتمر الذي ينعقد على هامش اﻟﻘﻤﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ واﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻟﻼﺗﺤﺎد الأفريقي، إلى جذب التمويل اللازم للجهود الإنسانية في السودان.
وشهد المؤتمر إعلان دولة الإمارات عن تقديم مساعدات إضافية بقيمة 200 مليون دولار، وإثيوبيا 15 مليون دولار، وكينيا مليون دولار، وذلك لدعم الشعب السوداني.
ومنذ أبريل/نيسان 2023، تدور حرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أدت إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.
aXA6IDMuMTQ3LjYxLjIwMSA= جزيرة ام اند امز