إنفوجراف.. باحثون من جامعة الإمارات يبتكرون تركيبة صديقة للبيئة

التركيبة تعتبر من المواد الجديدة الأولى من نوعها في العالم ونالت براءة اختراع

ابتكر فريق من الخبراء والباحثين في كلية الأغذية والزراعة وقسم الهندسة الكيميائية والبترول في جامعة الإمارات العربية المتحدة، تركيبة جديدة صديقة للبيئة من مخلفات النفايات الزراعية تعمل على تقليص هدر الطاقة وتصنيع مواد جديدة يمكن استخدامها في إنتاج الطاقة والحفاظ على سلامة البيئة.

وقال الدكتور باسم أبو جدايل، الأستاذ في قسم الهندسة الكيميائية والبترول، إنه وفق رؤية حكومة دولة الإمارات 2021 لتعزيز قطاع الطاقة المتجددة للحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة عن طريق استخدام التقنيات الحديثة وتعزيز كفاءة إنتاج الطاقة، أجرى فريق من باحثي جامعة الإمارات من كليتي الأغذية والزراعة والهندسة -قسم الهندسة الكيمائية والبترول- بحثا علميا مشتركا لتطوير تقنيات حديثة ومبتكرة لتخفيض استهلاك الطاقة. 

وأشار إلى أن الفريق البحثي تمكن من تطوير تركيبة فريدة من نوعها من مواد البوليستر السائل وغير المكثف ومواد "بودرة مستخرجة من نواة شجر النخيل" وهي تركيبة بسيطة وغير مكلفة وتعمل على الحد من الانبعاثات السامة والتلوث البيئي وتعزز من خفض استهلاك الطاقة بمعدل كبير فاق المعدلات العالمية في هذا المجال.

وأوضح أن هذه التركيبة تعتبر من المواد الجديدة الأولى من نوعها في العالم ونالت براءة اختراع، حيث طور فريق من باحثي كلية الهندسة في جامعة الإمارات تركيبة مبتكرة من المواد العازلة والتي تستخدم كمواد بناء تسهم في توفير أكبر قدر من الطاقة في المباني الحديثة والخضراء.

وقال إن هناك بحثا دائما عن مصادر الطاقة البديلة عبر الابتكار العلمي وتطوير مواد بناء جديدة تعمل على خفض استهلاك الطاقة في المباني والمشاريع الحديثة، حيث تعتبر المواد العازلة للحرارة والتجهيزات الصناعية جزءا لا يتجزأ من مواد البناء بجانب أنها تلعب دورا أساسيا في توفير الطاقة وتقليص الهدر.

وأشار إلى أن المواد الموجودة في السوق حاليا من البوليستر والبلوريتان والصوف المعدني الصخري باهظة الثمن ونادرا ما تستخدم في عمليات البناء، وهذا يعني أنه يوجد ضرورة ملحة لابتكار المواد العازلة والتي تتميز بخصائص ميكانيكية وفيزيائية تساعد على الحفاظ على الطاقة والحد من هدرها.

وأوضح الدكتور باسم أبو جدايل أن المادة الجديدة تتميز بقدرتها العالية على تقليل استهلاك الطاقة وتمنع تسرب المياه إضافة إلى أنها عملية وسهلة الاستعمال.. لافتا إلى أن المواد البنائية المبتكرة خضعت للعديد من الاختبارات الميكانيكية الفيزيائية الحرارية بهدف التوصل واستخلاص خصائص مشتركة وذات فعالية قوية في العزل وتعمل على الحد من الهدر.

وذكر أن هذه المواد العازلة المبتكرة تتميز بالقدرة على التأقلم مع جميع الظروف والعوامل البيئية والمناخية وهي صالحة للاستعمال لأكثر من مرة، فضلا عن أنها ذات تكلفة متدنية على عكس المواد الأخرى والمتواجدة في الأسواق حاليا مما يسمح باستعمالها في قطاع البناء والتشييد.

وأضاف أن المادة المبتكرة الجديدة يمكن أن تأخذ عدة أشكال لتناسب مختلف احتياجات صناعة مواد البناء مثل الأوراق والألواح والبلوكات والمسابك المعمارية والكتل والسدود والقوالب.

وأكد أن هذه المادة يمكن أن تسهم بشكل فعال في صناعة مواد البناء في دولة الإمارات لما تتمتع به من خصائص تقليص معدل هدر الطاقة وتحد من استعمال مواد البوليمر الكيميائية التي تدخل في تركيبة العازل الحراري التقليدي المتواجد في الأسواق، كما أنها تؤثر إيجابيا على سلامة البيئة عبر إسهامها في خفض انبعاثات الكربون.