الإمارات وفيتنام.. حقبة جديدة من التعاون والشراكة
تشكل زيارة رئيس وزراء فيتنام فام مينه تشينه إلى الإمارات محطة مهمة في مسيرة تعزيز العلاقات بين البلدين.
وتأتي زيارة رئيس وزراء فيتنام التي تعد الثانية للإمارات خلال عام، بعد شهرين من زيارة وفد إماراتي رفيع المستوى لهانوي، عقد خلالها سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص لاستكشاف فرص تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية.
كما تأتي تلك الزيارة بعد نحو عام من قمة جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات برئيس وزراء فيتنام في الرياض تم خلالها بحث مسارات التعاون بين البلدين وإمكانات تنميتها.
وتترجم الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في الإمارات وفيتنام الحرص المتبادل على الارتقاء بالعلاقات الثنائية، في وقت تشهد فيه علاقات التعاون بين البلدين تطورا كبيرا في مختلف المجالات خاصة التجارة والاستثمار والطاقة، وسط حرص بلاده على تقوية وتعزيز هذه العلاقات لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين.
استقبال رسمي
واستقبل الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس دولة الإمارات نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة اليوم الإثنين، فام مينه تشينه رئيس وزراء جمهورية فيتنام الاشتراكية، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الإمارات.
وجرت لضيف البلاد مراسم استقبال رسمية - لدى وصول موكبه إلى قصر الوطن في العاصمة أبوظبي - حيث أطلقت المدفعية 21 طلقة تحية له وعزف السلام الوطني لجمهورية فيتنام.
وتأتي زيارة رئيس الوزراء الفيتنامي إلى الإمارات في إطار الحرص المتبادل والإرادة المشتركة بين البلدين الصديقين لمواصلة الارتقاء بالعلاقات إلى آفاق جديدة.
زيارات متبادلة
كما تأتي تلك الزيارة بعد نحو شهرين من زيارة وفد إماراتي رفيع المستوى لهانوي، في إطار استكشاف سبل الارتقاء بالعلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين والنهوض بها إلى آفاق جديدة من النمو الاقتصادي المشترك.
وأجرى الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية، خلال الزيارة التي جرت أغسطس/ آب الماضي محادثات مع رئيس وزراء فيتنام فام مينه تشينه.
وركزت المحادثات على تعميق التعاون في القطاعات المهمة لأجندات النمو والتنويع الاقتصادي في كل من البلدين، والتي تشمل الطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية والتصنيع والتكنولوجيا والزراعة.
كما عقد الزيودي، برفقة الدكتور بدر عبد الله سعيد بن سعيد المطروشي، سفير دولة الإمارات لدى فيتنام، لقاءً مع نجوين هونج دين وزير الصناعة والتجارة الفيتنامي، لمناقشة سبل توسيع التجارة البينية غير النفطية، والتي واصلت انتعاشها في النصف الأول من عام 2024 وصولاً إلى 6.1 مليار دولار، بنمو 9% و 34% مقارنة بالفترة المقابلة من عامي 2023 و2022 على التوالي، مؤكداً على مكانة فيتنام كشريك تجاري رئيسي لدولة الإمارات في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
واستعرض الجانبان أيضاً التقدّم المحرز في المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين الجانبين والهادفة إلى تحفيز تدفقات التجارة والاستثمار المتبادلة من خلال إزالة الرسوم الجمركية وتبسيط الإجراءات وتحسين وصول مصدّري الخدمات إلى الأسواق.
وعقد الوفد الإماراتي، سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص لاستكشاف فرص تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية.
وأعرب ثاني الزيودي عن تفاؤله بمستقبل العلاقات الإماراتية الفيتنامية وفوائد تعزيز التبادل التجاري مع رابطة دول آسيان ككل.
ثاني زيارة
وتعد هذه هي ثاني زيارة لرئيس وزراء فيتنام للإمارات خلال عام بعد الزيارة التي أجراها ديسمبر/ كانون الأول الماضي وشارك فيها في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، كما أجرى سلسلة مباحثات مع المسؤولين الإماراتيين خلال الزيارة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
وأجرى خلال تلك الزيارة مباحثات مع الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة تناول اللقاء بحث مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية فيتنام وسبل تعزيزها خاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية بما يصب في صالح خير ونماء البلدين وشعبيهما الصديقين إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتوجت تك الزيارة بتوقيع عدة اتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين، من بينها:
- وقعت مجموعة موانئ أبوظبي اتفاقية مع الإدارة البحرية الفيتنامية “فينامارين” - وهي هيئة حكومية تديرها وزارة النقل الفيتنامية -، تهدف إلى تمهيد الطريق لشراكة استراتيجية تركز على تعزيز الفرص التجارية في قطاعات متعددة مثل الموانئ والخدمات اللوجستية والحلول الرقمية والمدن الاقتصادية والمناطق الحرة والخدمات البحرية والشحن.
- أبرمت الامارات وفيتنام مذكرة تفاهم في مجال القوى العاملة، تهدف لتعزيز التعاون في مجالات القوى العاملة لتسهيل مشاركة العمالة الفيتنامية المدربة في سوق العمل الإماراتي، وتبادل الدراسات والمعلومات الداعمة لمجالات العمل، وضمان الامتثال لأحكام وسيادة القوانين وتشريعات العمل.
قمة الرياض
جاء زيارة رئيس وزراء فيتنام للإمارات ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد شهرين من قمة جمعته بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات على هامش مشاركتهما في "قمة الرياض" بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا " الآسيان" 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس وزراء فيتنام ــ خلال اللقاء علاقات الصداقة ومسارات التعاون بين البلدين وإمكانات تنميتها وتعزيزها بما يخدم مصالحهما المتبادلة ويحقق تطلعات شعبيهما إلى التنمية والازدهار.
جاءت قمة الرياض بعد أيام من استضافة وزارة الصناعة والتجارة الفيتنامية اللجنة المشتركة الخامسة بين الإمارات وفيتنام في هانوي.
وشارك عدد من الدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى من الجانبين في الاجتماع الوزاري للجنة المشتركة، حيث شملت المحادثات الثنائية مجموعة من القطاعات والمجالات ذات الاهتمام المشترك، أهمها التجارة والاستثمار والتكنولوجيا الرقمية والزراعة والطاقة والنقل والتعليم العالي والثقافة والسياحة والعمل.
وعقدت اللجنة اجتماعها بعد عدة شهور من زيارة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي إلى فيتنام يونيو/ حزيران 2023 في زيارة عمل، أجرى خلالها مباحثات مع فام مينه تشينه رئيس وزراء جمهورية فيتنام الاشتراكية ، علاقات التعاون الثنائي بين البلدين وفرص تعزيزها في عدة مجالات ، ومنها الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
علاقات تاريخية.. وآفاق واعدة
زيارات ومباحثات تفتح الطريق أمام حقبة جديدة من التعاون والشراكة مع مرور نحو 3 عقود على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أن علاقات الإمارات وفيتنام تشهد نمواً مستمراً منذ إقامتها عام 1993، وأعرب عن تطلعه أن تتعزز هذه العلاقات وتتطور في جميع المجالات بما يخدم المصالح المتبادلة.
وتمتد علاقات الصداقة والتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فيتنام الاشتراكية منذ فترة طويلة، فيما تأسست العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1993، وقامت فيتنام بافتتاح قنصلية لها في دبي في أكتوبر/تشرين الأول 1997 ومكتبها التجاري في دبي في يوليو/تموز 2004.
وتبادل الجانبان السفراء في العام 2008. وقد عكس افتتاح سفارة فيتنام في أبوظبي في يناير/كانون الثاني 2008 وافتتاح سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في هانوي في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 رغبة البلدين والشعبين لتعزيز الصداقة والتعاون مع بعضهما البعض.
وتحتل العلاقات الإماراتية الفيتنامية مكانة بارزة، فيما يأتي اهتمام الإمارات بدعم التعاون مع فيتنام في مختلف المجالات في إطار الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للأسواق الناشئة في رابطة دول الآسيان. فقد اعترفت دولة الإمارات العربية المتحدة بفيتنام كدولة اقتصاد سوق كامل جاذب للاستثمار على هامش منتدى الأعمال بدبي 2014.
وتطورت العلاقات السياسية بين فيتنام ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل جيد، مما وضع أساساً متيناً لتنوع التعاون والعلاقات بين البلدين في مختلف المجالات الأخرى، فدولة الإمارات العربية المتحدة هي شريك رئيسي لفيتنام في منطقة الشرق الأوسط، وهي بمثابة البوابة للصادرات الفيتنامية إلى أفريقيا والشرق الأوسط، في الوقت الذي تعد فيه فيتنام بوابة لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى جنوب شرق آسيا.
وتعد فيتنام أكبر شريك تجاري غير نفطي لدولة الإمارات في رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”، حيث واصلت التجارة البينية غير النفطية انتعاشها في النصف الأول من عام 2024 وصولاً إلى 6.1 مليار دولار، بنمو 9% و34% مقارنة بالفترة المقابلة من عامي 2023 و2022 على التوالي.
aXA6IDMuMTQ5LjI0Ljk4IA==
جزيرة ام اند امز