الإمارات في أسبوع.. تطوير الشراكة مع آسيا وجهود لنشر التسامح بالعالم
من أبوظبي إلى محطة الفضاء الدولية تواصل الإمارات نشر قيم التسامح بهدف إحلال السلام في كل العالم، كما تواصل تطلعها نحو العلم والمستقبل
شهدت الإمارات على مدار الأسبوع الماضي جهودا دؤوبة ومتواصلة لتطوير وتعزيز شراكتها مع العديد من الدول من جهة ونشر قيم التسامح في العالم من جهة أخرى.
في إطار تعزيز العلاقات مع دول العالم، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة جولة آسيوية ناجحة شملت كوريا الجنوبية وسنغافورة، وأثمرت الزيارة عن تطوير "الشراكة الخاصة" مع كوريا الجنوبية وإعلان "الشراكة الشاملة" مع سنغافورة.
كما أجرى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مباحثات هامة خلال استقباله عمر الرزاز رئيس وزراء الأردن، وفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا في لقاءين منفصلين.
وفي إطار جهودها لنشر التسامح، استضافت أبوظبي الدورة الـ46 للمجلس الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي التي انطلقت الجمعة وتختتم السبت، وسط آمال وتوقعات كبيرة يعقدها العالم الإسلامي على أبوظبي وقيادتها في أن تسهم في نشر وترسيخ مفاهيم وقيم التسامح والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وجاء المؤتمر بعد أيام من استضافة "المؤتمر الوزاري الإقليمي الأول لتعزيز الحرية الدينية ودور التعليم والتسامح الديني في مكافحة الفكر المتطرف".
كما وجه الشيخ محمد بن زايد رسائل خلال الأسبوع الماضي لكل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية.
كذلك وقع المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة وصندوق دعم الثقافة الإسلامية والعلوم والتعليم في روسيا الاتحادية اتفاقية تعاون تهدف لتأطير العمل المشترك بينهما من أجل تعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام والأمن للشعوب.
ومن الأرض إلى الفضاء، حيث أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء خلال الأسبوع الماضي أن 25 سبتمبر/أيلول 2019 سيكون تاريخ انطلاق أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية وهي أول رحلة لرائد فضاء عربي إلى المحطة.
جولة آسيوية ناجحة
واختتم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة زيارة ناجحة إلى كوريا الجنوبية استمرت يومي الثلاثاء والأربعاء، أجرى خلالها مباحثات مهمة مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن.
وتم خلال الزيارة توقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين البلدين في مختلف المجالات، من بينها اتفاقية لبناء أكبر مشروع عالمي لتخزين النفط في الإمارات.
كما زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان النصب التذكاري في "مقبرة سيؤول الوطنية"، ومركز أبحاث وتطوير أشباه الموصلات في شركة سامسونج للإلكترونيات، ومقر الجمعية الوطنية "البرلمان الكوري".
وصدر في ختام الزيارة بيان مشترك يعد خارطة طريق تحدد ملامح تطوير "الشراكة الاستراتيجية الخاصة" التي تربط البلدين خلال الفترة المقبلة، ومواقفهما من مختلف قضايا العالم والمنطقة.
وأعرب الجانبان في البيان عن رضاهما عن تعزيز العلاقات في مجموعة من المجالات بما فيها الاقتصاد والدفاع والعلوم والثقافة والتعليم، وذلك منذ إنشاء "الشراكة الاستراتيجية الخاصة" بين البلدين في مارس/آذار 2018 (خلال زيارة الرئيس مون إلى أبوظبي).
وأكد الجانبان أهمية توسيع الشراكة النووية الاستراتيجية واستكشاف فرص التعاون المحتمل في دول أخرى، كما اتفق البلدان على تأسيس شراكة تؤدي دورا رائدا في السلام والاستقرار الإقليميين.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد زيارة الخميس إلى سنغافورة، أجرى خلالها مباحثات مع رئيسة سنغافورة حليمة يعقوب حول السبل الكفيلة بتعزيز وتنمية العلاقات الثنائية وتطوير أوجه التعاون المشترك بين البلدين خاصة تعاونهما في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والسياحية والثقافية والتعليمية.
كما عقد ولي عهد أبوظبي جلسة محادثات رسمية مع لي هسين لونج رئيس وزراء سنغافورة، شهدا في ختامها مراسم تبادل مذكرة "إعلان شراكة شاملة" بين البلدين.
ونصت المذكرة على قرار البلدين "ترفيع مستوى العلاقات الثنائية ليرتقي إلى شراكة شاملة".
كما شهدا توقيع عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم شملت المجالات التعليمية والتكنولوجية والبيئية وأفضل الممارسات في مجالات المشاريع الخضراء؛ وذلك بهدف تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين بما يحقق مصالحهما المتبادلة ويلبي تطلعاتهما في توسيع آفاق تعاونهما المشترك.
وقام الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي بزيارة إلى مصنع شركة "غلوبل فاوندريز" لأشباه الموصلات في سنغافورة التابع لشركة مبادلة للاستثمار "مبادلة"، وكذلك زيارة "منتزه حدائق الخليج" الذي يقع على الواجهة البحرية ويعد من أشهر المعالم السياحية في سنغافورة.
تعزيز العلاقات العربية
في إطار تعزيز العلاقات بالدول العربية، استقبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في دبي مساء الإثنين عمر الرزاز رئيس وزراء الأردن.
وتباحث الجانبان حول عدد من المواضيع ذات الصلة بالعلاقات الأخوية القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين وسبل تطويرها خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية بما يعود بالخير والمنفعة المشتركة على الجانبين.
كما التقى الشيخ محمد بن راشد، مساء الثلاثاء، فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، حيث جرى استعراض العلاقات الأخوية القائمة بين الإمارات وليبيا وسبل تعزيزها على مختلف الأصعدة لما فيه المصلحة الوطنية العليا للبلدين والشعبين.
وأكد الشيخ محمد بن راشد حرص الإمارات، رئيسا وحكومة وشعبا، على استقرار الوضع الأمني والسياسي للشعب الليبي.
تعزيز العلاقات مع العالم الإسلامي ونشر التسامح
وتستضيف الإمارات الدورة الـ46 للمجلس الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي، التي انطلقت الجمعة وتختتم السبت، وسط آمال وتوقعات كبيرة يعقدها العالم الإسلامي على أبوظبي وقيادتها في أن تسهم في نشر وترسيخ مفاهيم وقيم التسامح والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
المؤتمر تتزامن فعالياته مع الاحتفال بالذكرى الـ50 لإنشاء المنظمة، ويأتي في وقت تكثف فيه الإمارات من جهودها لتعزيز جسور التواصل والتعاون والسلام بين دول العالم ونشر قيم التسامح.
وتترأس الإمارات الدورة الجديدة لمؤتمر منظمة التعاون الإسلامي، وسط توقعات أن تسهم تلك الرئاسة في دورة ناجحة يعم خيرها على العالم الإسلامي أجمع، لما تمتلكه الإمارات من خبرات وقدرات في مواجهة التحديات وما تحظى به من مكانة عالمية في نشر مفاهيم السلام والتسامح والاستقرار.
ويعول أعضاء المنظمة على أبوظبي في تسخير تلك الجهود والخبرات في توفير حلول للتحديات التي تواجه الدول العربية والإسلامية، وتعزيز فرص التنمية والتعاون بين العالم الإسلامي لا سيما أنها تقود المنظمة في فترة تموج بالتحديات التي تعصف بالمنطقة.
وستختتم أعمال المؤتمر التي تنفض في الثاني من مارس/آذار بإصدار إعلان أبوظبي الذي يتوقع أن يكون خارطة طريق لمواجهة تحديات العالم الإسلامي.
يأتي انطلاق المؤتمر في وقت تقود فيه الإمارات جهودا عالمية لنزع فتيل التوتر ونشر التسامح في العالم.
أحد تلك الجهود، دعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، باكستان والهند لضرورة تخفيف حدة التوتر بينهما، وتغليب لغة الحوار والتواصل.
دعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تأتي استكمالا لجهوده لتعزيز قيم ومفاهيم الأخوة الإنسانية والسلام بين الشعوب، ومحاولات تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، ونشر معاني الأخوة الإنسانية.
كما تأتي رئاسة الإمارات لاجتماع منظمة التعاون الإسلامي بعد أسبوع من استضافتها "المؤتمر الوزاري الإقليمي الأول لتعزيز الحرية الدينية ودور التعليم والتسامح الديني في مكافحة الفكر المتطرف يومي 24 و25 فبراير/شباط الماضي الذي حمل رسالة التعددية والعيش المشترك والتسامح.
وفي إطار جهود نشر التسامح، أرسل الشيخ محمد بن زايد رسالتين لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، تضمنت توجيه الشكر إليهما بمناسبة زيارتهما التاريخية لدولة الإمارات ومشاركتهما في لقاء الأخوة الإنسانية وتوقيعهما على وثيقة الأخوة الإنسانية.
كما استقبل ولي عهد أبوظبي الأسبوع الماضي سام برونباك سفير شؤون حرية الأديان في الولايات المتحدة الأمريكية يرافقه الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي.
ووقع المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة وصندوق دعم الثقافة الإسلامية والعلوم والتعليم في روسيا الاتحادية الأربعاء الماضي في موسكو اتفاقية تعاون تهدف لتأطير العمل المشترك بينهما من أجل تعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام والأمن للشعوب.
الاتفاقية وقعها الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة والسيد ألكسندر فلاديميروفيتش جدانوف مدير صندوق دعم الثقافة الإسلامية والعلوم والتعليم.
رحلة أول رائد فضاء إماراتي
من الأرض إلى الفضاء، حيث أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء خلال مؤتمر صحفي الإثنين الماضي أن 25 سبتمبر 2019 سيكون تاريخ انطلاق أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية وهي أول رحلة لرائد فضاء عربي إلى المحطة.
تم الكشف خلال المؤتمر أن أحد رائدي الفضاء الإماراتيين سينطلق إلى محطة الفضاء الدولية يوم الأربعاء 25 سبتمبر 2019 ضمن بعثة فضاء روسية على متن المركبة "سويوز إم إس 15" ليقضي 8 أيام على متن المحطة يعود بعدها إلى الأرض على متن المركبة "سويوز إم إس 12" وسيكون رائد الفضاء الثاني بديلاً له وسيواصل التدريبات للقيام بمهام أخرى في المستقبل.
يُشار إلى أنه تم اختيار رائدي الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي من 4022 مرشحاً تقدموا للالتحاق ببرنامج الإمارات لرواد الفضاء بعد سلسلة طويلة من الاختبارات الطبية والنفسية المتقدمة ومجموعة من المقابلات الشخصية وفق أعلى المعايير العالمية.
aXA6IDE4LjE5MS45Ny42MiA= جزيرة ام اند امز