بنى تحتية وزواج جماعي.. الإمارات "جسر" الاستقرار لشباب اليمن
الإمارات تضع دعم وتمكين الشباب على رأس أولوياتها خارج حدود الدولة لتشمل القطاعات الشبابية في مختلف البلدان العربية وبشكل خاص اليمن.
أحداث متسارعة وأزمات متلاحقة لم توقف يوماً قطار التنمية والاستقرار الإماراتي من الوصول إلى محطات متتالية في اليمن، حاملا معه سبل الحياة الكريمة والتميز للشباب.
وتضع الإمارات دعم وتمكين الشباب على رأس أولوياتها، امتدادًا لسياساتها الراشدة حتى خارج حدود الدولة، لتشمل القطاعات الشبابية في مختلف البلدان العربية، وبشكل خاص تلك المناطق التي تمر بأزمات وفي مقدمتها اليمن.
ومطلع يناير/كانون الثاني الماضي، نظمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عرساً جماعياً حمل الرقم (21) في اليمن، حيث استفاد منه 200 شاب وفتاة في مديرية المخا بالساحل الغربي مؤخراً.
ودعمًا للمشروعات التنموية الهادفة لتشغيل الشباب، افتتحت الإمارات، ممثلة في هيئة الهلال الأحمر، أكبر مركز إنزال سمكي في الساحل الغربي باليمن، بالتحديد في منطقة الفازة بمديرية التحيتا التابعة لمحافظة الحديدة، بعد الانتهاء من إعادة تأهيل المشروع.
ونفّذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي المشروع منذ تحرير مناطق الساحل الغربي الممتد من باب المندب جنوب غرب وحتى النخيلة شمال غرب، بهدف إرساء عوامل الاستقرار والتنمية الاقتصادية وتحسين دخل الفرد في الساحل ليعيش بكرامة.
وبعد أيام وتحديدًا في 10 يناير/كانون الماضي، سلمت الإمارات محطة تحويلية بقدرة 20 ميجاوات مخصصة لرفع كفاءة محطة المخا الكهربائية البخارية.
ولعل هذه الخطوة الإماراتية تأتي انطلاقاً من الرؤية الإنسانية في دعم استقرار الشباب وتعزيز النسيج الاجتماعي، وبما يجسّد نظرة الدولة وخططها الشاملة لتلبية احتياجات الساحة اليمنية من الدعم والمؤازرة والتضامن لانتشال اليمنيين من معاناتهم الاقتصادية وعزوف الشباب عن الزواج.
وعززت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مبادراتها لمحاربة العطش وتوفير مصادر المياه في اليمن، بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، ومتابعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
وخلال السنوات الماضية، نفذت الهيئة مئات المشاريع في مجال إمدادات المياه الصالحة للمناطق والمحافظات اليمنية التي تعاني شحا في هذا المرفق الحيوي، واستفاد منها مئات الآلاف من السكان في المناطق الجبلية والصحراوية.
ودعماً لقطاع التعليم في الساحل الغربي افتتحت دولة الإمارات عبر ذراعها الإنسانية الهلال الأحمر الإماراتي مدرسة السلام والتي تعد ثاني مدرسة جديدة يتم افتتاحها في مديرية المخا بمحافظة تعز في عام 2020 ليعود 1147 طالباً وطالبة إلى فصولهم الدراسية من جديد.
وأكد تقرير صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في شهر يوليو/تموز الماضي أن الدولة قدمت 20.57 مليار درهم إماراتي، خلال الفترة منذ أبريل/نيسان 2015 حتى يونيو/حزيران 2019.
وأمام هذه المساعدات، استفاد 17.2 مليون يمني من الدعم الإماراتي؛ حيث يتوزَّعون على 12 محافظة، من بينهم 11.2 مليون طفل و3.3 مليون امرأة.
وتلقّى 11.4 مليون يمني العلاج الطبي، وتلقى 16.3 مليون مساعدات غذائية و1.8 مليون طفل وطفلة دعماً تربوياً وتعليمياً.
كما تعدّى الدور الإنساني الذي تقدمه دولة الإمارات في اليمن تقديم المساعدات إلى إعادة إعمار ما خلفته الحرب، وذلك ضمن رؤية متكاملة تتحرك على مسارات متوازنة تستهدف الاستجابة العاجلة للاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني، وإعادة تأهيل المؤسسات والمرافق التي دمرتها مليشيا الحوثي الإرهابية، وخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه.
وظلّت الإمارات سندا للجنوب عبر جناحها الإنساني هيئة الهلال وعملت على دعم المرافق، وتصليح الطرقات وترميم المدارس، وتحسين الكهرباء والخدمات.
وخلال "عام التسامح 2019"، قدمت الإمارات 114 ألف سلة غذائية متكاملة بما يعادل 462 ألف طن استفاد منها قرابة 600 ألف شخص شملت الأسر الفقيرة والمتعسرة والنازحين وأسر الشهداء واليتامى وذوي الدخل المحدود والمناطق النائية في الساحل الغربي.
أما في عام 2018، فقد بلغت قيمة المساعدات الإماراتية الموجهة لليمن نحو 7.838 مليار درهم، منها 1.840 مليار درهم تم تخصيصها لدعم خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية.
ومنذ عام 2015 حتى 2018، وجهت الإمارات مبلغ 845 مليون درهم من مساعداتها لدعم قطاع الصحي في اليمن، وتخفيف حدة النقص في الخدمات الصحية والأدوية والمستلزمات الطبية، حيث أسهمت في إعادة وصيانة 55 مستشفى ومركزاً صحياً في عدد من المناطق اليمنية، وقدمت لها 75 سيارة إسعاف، كما نفذت حملات لتحصين 488 ألف طفل ضد مرض شلل الأطفال والحصبة.