الإمارات والسعودية تدعوان المجتمع الدولي لإغاثة الشعب اليمني
الإمارات والسعودية أكدتا أن الانتهاكات المتكررة لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران في اليمن، جعلت مسيرة العمل الإنساني تعاني صعوبات جمة.
أكدت الإمارات والسعودية أن العمل الإنساني هو الأمل الذي يرنو إليه كل ذي حاجة، إلا أن الانتهاكات المتكررة التي تنتهجها المليشيا الحوثية المدعومة من إيران في اليمن، جعلت مسيرة العمل الإنساني تعاني صعوبات جمة.
وأشارت البلدان إلى سيطرة تلك المليشيا على جميع المعابر التي يسلكها القائمون على إيصال المساعدات، خاصة ميناء الحديدة واحتجاز السفن التي تحمل المساعدات وفرض رسوم عليها، والتي تعد من أبسط حقوق الشعب اليمني إلى جانب تهديدها الملاحة البحرية في الميناء.
وشددت الدولتان، في بيان مشترك خلال المؤتمر الصحفي لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن الذي نظمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، على أن تلك المليشيا تقوم بعمليات نهب منظمة، حيث يعاني سكان محافظة الحديدة الذين يجاورون ميناء الحديدة الحرمان من المساعدات الإنسانية، وبالرغم من المطالبات العديدة من قبل الحكومة اليمنية الشرعية ودول التحالف بتدخل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لمراقبة الميناء بآلية محايدة تضمن سلامة استخدام الميناء؛ حتى يمكن دخول المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية والمشتقات النفطية، حرصا على حياة الشعب اليمني، إلا أن تلك المليشيا كانت ولاتزال ترفض التجاوب مع تلك المساعي، بما في ذلك ما طرحه المبعوث الأممي السابق في مبادرته التي قدمها بهذا الخصوص ووافق عليها الجميع عدا المليشيا الانقلابية.
وأوضح البيان أن دول تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، وبمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة، تتقدم بمبادرة إنسانية جديدة تهدف إلى تكثيف وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية عبر ميناء الحديدة لتشمل جميع المناطق المحررة من قبضة المليشيا الحوثية المدعومة من إيران، حيث سيبدأ هذا التحالف بتسيير جسر بحري من المواد الغذائية والطبية والإيوائية والمشتقات النفطية وغيرها من الاحتياجات الأساسية إلى محافظة الحديدة.
وذكر البيان أنه حتى يتحقق النجاح لهذه المبادرة فإن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تناشدان المجتمع الدولي الإنساني خاصة منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وجميع الشركاء، التعاون لسرعة إغاثة الشعب اليمني الشقيق من خلال ميناء الحديدة وبقية المعابر المتاحة، وسيقدم لهم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي كل الدعم والتسهيلات الممكنة لرفع معاناة اليمن وأهله.
وأكدت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، في كلمة لها خلال المؤتمر، أن دولة الإمارات أحد أبرز الداعمين الرئيسيين لخطط الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن، وآخرها خطة الاستجابة لعام 2018.
وأشارت إلى أن الإمارات قدمت 500 مليون دولار لدعم هذه الخطة، وفي إطار سعيها للتخفيف من معاناة المدنيين اليمنيين قدمت منذ العام 2015، وحتى شهر أبريل 2018 مساعدات لليمن بقيمة فاقت 3.7 مليار دولار، استهدفت أكثر من 13.8 مليون يمني، منهم 5.3 مليون طفل.
وقالت، في كلمة لها خلال المؤتمر الصحفي لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن، الذي نظمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إننا نبحث عن بارقة أمل للشعب اليمني، فقد مضى أكثر من 3 سنوات على تردي الأوضاع الإنسانية التي كانت من الأساس دون المستوى الذي يطمح له الإنسان في العيش الرغيد، وبعد انقلاب جماعة الحوثيين على الشرعية اليمنية تدهورت الأوضاع بشكل غير مسبوق.
وأضافت أن الوضع الإنساني غير المسبوق في اليمن والذي نتج بمجمله عن الممارسات الحوثية التي لطالما استغلت الشعب اليمني ومعاناته لتحقيق أهداف سياسية، تطلب منا الوقوف وقفة جادة لإيقاف هذه الممارسات والعمل على مساعدة الشعب اليمني في هذه المحنة.
وتابعت: "إن حرصنا على التخفيف من المعاناة الإنسانية التي يشهدها اليمن لم يقتصر على المناطق الخاضعة للشرعية، بل شمل جميع أرجاء اليمن بما فيها المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلاب الحوثي، وذلك من حرصنا على مساعدة وغوث الشعوب بغض النظر عن أي جنس أو عرق أو دين أو مواقف سياسية.. لقد قمنا بوضع خطة إنسانية وإنمائية، بالتشاور مع المؤسسات الدولية ذات الصلة بالمساعدات الإنسانية، ضمن منظومة متكاملة لتوفير جسر إغاثي جوي وبحري لمساعدة سكان الحديدة بإذن الله".
وذكرت أن المساعدات التي قدمتها الإمارات لم تقتصر على الإغاثة، بل شملت مختلف أوجه تحسين الوضع الإنساني، وتعزيز البنية التحتية والخدمات وإنعاش الاقتصاد، ودعم الأمن وغيرها من المجالات.
وقالت: "رأينا أثر ذلك من التحسن الملحوظ والبارز في كل من عدن والمكلا والمخا بعد تدخل قوات التحالف في هذه المناطق وتحريرها من عبث الحوثيين".
واختتمت: "إن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية يقف مع الشعب اليمني قلباً وقالباً، نستشعر معاناته، ولن نتأخر يوماً عن مد يد العون لأشقائنا اليمنيين لرفع كل أشكال الظلم عنهم حتى تعود أرض اليمن كما كانت وأفضل".
وكان الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، قد استعرض في المؤتمر الصحفي، المساعدات التي قدمتها المملكة العربية السعودية من خلال المركز لليمن، والتي مازالت متواصلة وبلغت قيمتها 11,1 مليار دولار وتضمنت 1,105,101,821 دولارا، إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية و1,130,186,557 دولارا إجمالي المساعدات المقدمة إلى الزائرين اليمنيين داخل المملكة و2,950,000,000 دولار إجمالي المساعدات الإنمائية المقدمة إلى اليمن و2,275,718,347 دولارا، إجمالي المساعدات الحكومية الثنائية، و3 مليارات دولار إجمالي المبلغ المقدم إلى البنك المركزي اليمني و500 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية الشاملة 2018.
وأوضح أن المساعدات الإماراتية السعودية لمحافظة الحديدة شملت تسيير جسر بحري من ميناء جازان وأبوظبي إلى ميناء الحديدة، بسفن تحمل المواد الغذائية والطبية والإيوائية والمشتقات النفطية وتوزيع مساعدات غذائية ووجبات داخل المحافظة وإنعاش الاقتصاد والتجارة بها، إلى جانب دعم المستشفيات الحكومية والخاصة ومدها بالأجهزة والأدوية والطواقم الطبية وتشغيل المحطات الكهربائية لاستمرار تشغيل الميناء والمستشفيات وخدمة أهالي المحافظة.
وفيما يخص المساعدات السعودية لليمن ومن بينها الحديدة، فقد أشار الربيعة إلى أنها شملت الإمداد المائي بالمحافظات اليمنية بمبلغ 1,353,800 دولار، ومكافحة سوء التغذية بمبلغ 2,000,000 دولار، وعلاج ومكافحة الضنك بمبلغ وقدره 1,000,000 دولار، وتأمين محطات توليد الأكسجين للمستشفيات بمبلغ 1,440,720 دولارا، وتحسين خدمات التطعيم، وإنشاء وتجهيز ورش عمل تدريب والتثقيف الصحي بمبلغ 4,775,784 دولارا.
كما أشار إلى تجهيز أقسام الطوارئ لمستشفى الثورة والعلفي الجديدة بمحافظة الحديدة بمبلغ 1,914,554 ريالا ومشروع الكوليرا مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف للمحافظات اليمنية بمبلغ 67.2 مليون دولار ومشروع مع برنامج الغذاء العالمي بقيمة 142 مليون دولار للمحافظات ومشروع مع برنامج الغذاء العالمي بقيمة 10 ملايين دولار في الحديدة، وتوزيع 390 ألف سلة خلال الفترة من 2015 حتى فبراير 2018م، ومشروع مع برنامج الغذاء العالمي بقيمة 17,600,000 دولار، وخصص منه لمحافظة الحديدة 8,090 سلة غذائية شهرياً ولمدة 3 أشهر.
كما قدم المركز، خلال عام 2017، 20 ألف سلة غذائية وقدم خلال الربع الأول من عام 2018 ، 22,250 وجبة جافة لطلاب المدارس في المحافظة.
وأوضح أن المركز خصص 22,250 سلة في مديريتي الخوخة والحيس في محافظة الحديدة، مشيرا إلى أن المركز ينفذ حاليا مشروع إفطار صائم في المحافظة، ومشروعا مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بقيمة 6 ملايين دولار في عدد من المحافظات اليمنية.