"إنقاذ" الاتفاق النووي.. الاتحاد الأوروبي يطلق "الرصاصة الأخيرة"
مساعٍ أوربية تستهدف الوصول إلى "حل وسط" لإنقاذ الاتفاق النووي الذي بات يلفظ أنفاسه الأخيرة، بعد توقف محادثات فيينا لأكثر من شهر.
وتوقفت المحادثات النووية بين إيران والقوى الدولية في 11 مارس/ آذار الماضي، ولم يتم تحديد موعد لاستئناف المحادثات لإحياء الاتفاق المبرم عام 2015 وانسحبت منه واشنطن بشكل أحادي في 2018.
وقال جوزيف بوريل في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، السبت، إنه يبحث عن "حل وسط" لإنقاذ الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن "مصلحة أوروبا" تنصب على إحياء الاتفاق مع إيران.
وأضاف بوريل أنه من أجل الخروج من المأزق الذي أعاق إحياء الاتفاق النووي مع إيران، فإنه يبحث عن "طريق وسط" لحل مشكلة الحرس الثوري.
وقال إنه كان يريد أن يذهب كبير المفاوضين الأوروبيين إنريكي مورا إلى طهران لمناقشة الأمر، لكنه أضاف أن إيران "كانت تمانع بشدة"، ووصف المسعى الدبلوماسي بأنه "الرصاصة الأخيرة".
وأوضح أنه دعا مفاوض الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا إلى السفر إلى طهران لمناقشة القضية، واصفا هذه الزيارة بأنها "القشة الأخيرة".
وتشارك إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في تلك المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأوروبي مع إيران بطريقة غير مباشرة إلى جانب الدول الأوروبية الثلاثة (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) بالإضافة إلى روسيا والصين.
وتسعى إيران إلى إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأمريكية، وقد أدى هذا الخلاف إلى توقف المفاوضات النووية في فيينا.
الغرض من إحياء الاتفاق النووي هو رفع العقوبات الأمريكية مقابل تقييد برنامج إيران النووي، لكن الولايات المتحدة عارضت إزالة الحرس الثوري من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.
وقيل الأسبوع الماضي إن مورا سيحاول إقناع المسؤولين الإيرانيين بالتوقيع على النص النهائي للاتفاقية دون إزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية وتأجيل القرار إلى وقت آخر في المستقبل.
وقال دبلوماسيون غربيون، الأسبوع الماضي، إن الأوروبيين عرضوا على مورا، في محاولتهم الأخيرة لكسر الجمود في محادثات فيينا وإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران، زيارة طهران.
إيران تؤكد
وفي سياق متصل، أكدت وكالة أنباء "نور نيوز" المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن "انريكي مورا"، منسق الاتحاد الأوروبي في محادثات إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، سيزور طهران الثلاثاء المقبل لبحث القضايا المتبقية في محادثات فيينا.
وذكرت الوكالة اليوم السبت أن "بوريل سيرسل نائبه إنريكي مورا إلى طهران الثلاثاء المقبل لبحث القضايا المتبقية في محادثات إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية".
وبحسب ما أوردته الوكالة الإيرانية، فإن الزيارة "يمكن أن تكون خطوة جديدة في المشاورات البناءة حول القضايا الثانوية والمهمة المتبقية في المحادثات".
من جانبها، قالت الوكالة الرسمية الإيرانية "إيرنا"، إن طهران أعلنت ثلاثة شروط لإحياء الاتفاق النووي مع الغرب، بما في ذلك إزالة الحرس الثوري من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، والتزام واشنطن بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي مرة أخرى، ورفع جميع العقوبات الأمريكية كشرط لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.
حل بشأن حرس إيران
ووفقًا لصحيفة فايننشال تايمز، فإن بوريل يدرس حاليًا حلًا لإزالة التصنيف الإرهابي من الحرس الثوري، مع الإبقاء على العقوبات المفروضة على قطاعي الأمن والاقتصاد.
كما تشير الصحيفة إلى أن الحل الآخر هو شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، مع الإبقاء على اسم فيلق القدس، فرعه الخارجي على القائمة.
وبالنظر إلى الضغط الجمهوري المتزايد على إدارة جو بايدن في الداخل والحلفاء من الخارج، وخاصة إسرائيل، يبدو أن الإدارة الأمريكية لن تغير تصنيف الحرس الثوري الإيراني، كما أشار المسؤولون الأمريكيون.
aXA6IDUyLjE0LjEwMC4xMDEg
جزيرة ام اند امز