ليالي دوري أبطال أوروبا.. هل تستحق كل هذا العناء؟
مليارات يتم إنفاقها، صراع شرس لضم أفضل النجوم والمدربين، كشافون يجولون العالم، ومؤسسات تخصصت في الإحصاءات، والهدف الأسمى "ذات الأذنين".
دوري أبطال أوروبا، الحلم الأكبر لجميع أندية القارة العجوز، سواء كان حمل الكأس ذات الأذنين بالنسبة للفرق الكبرى، أو مجرد النجاح في التأهل للمشاركة، ولو في الأدوار التمهيدية فقط، كما هو الحال لباقي الفرق.
لكن على أرض الواقع، هل يستحق الأمر كل هذا العناء؟، سؤال تبدو إجابته صعبة، خاصة وأن البطولة الأقوى في أوروبا شهدت العديد من الأمور التي تشير إلى أن الأمر أبسط مما قد يتخيله الكثيرون.
أبطال بلا تاريخ
وبالنظر لسجل الأبطال المتوجين بدوري أبطال أوروبا في السنوات الأخيرة، فاز 4 مدربين بلا تاريخ ببطولة دوري أبطال أوروبا في السنوات الـ12 الأخيرة، وتحديدا منذ عام 2009.
البداية كانت من بيب جوارديولا، عندما كان مديرا فنيا لفريق برشلونة الإسباني في 2009، مرورا بالإيطالي روبرتو دي ماتيو مع تشيلسي الإنجليزي في 2012، ثم الفرنسي زين الدين زيدان مع ريال مدريد الإسباني في 2016، قبل أن تكون النهاية لهانز فليك، مدرب بايرن ميونخ الألماني في 2020.
زين الدين زيدان، المدرب الوحيد الذي حقق البطولة 3 مرات على التوالي في إنجاز لم يتكرر في تاريخ البطولة الأوروبية بالنظامين الحديث والقديم، لم يكن إلا مدربا مؤقتا جاء كاختبار في منتصف موسم 2015-2016، خلفاً لمدرب له تاريخ طويل هو رافائيل بينيتيز.
وبعيدا عن هذا الرباعي، فإن لويس إنريكي، الذي لم يحقق نجاحات هائلة قبل تدريب برشلونة، نجح في موسمه الأول مع الفريق الكتالوني في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2014.
الأموال ليست كل شيء
وفي الوقت الذي أنفقت فيه فرق أوروبية كبرى الملايين من أجل حصد بطولة دوري أبطال أوروبا، نجحت بعض الفرق ذات الإنفاق الأقل في الحصول على اللقب بشكل مفاجئ.
ويعتبر البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني الحالي لفريق توتنهام هوتسبير الإنجليزي، هو النموذج الأبرز فيما يتعلق بهذا الشأن، لا سيما مع بورتو البرتغالي في 2004، الذي حقق مفاجأة من العيار الثقيل بالحصول على اللقب.
وكرر المدرب البرتغالي التجربة في عام 2010، عندما قاد إنتر ميلان لحصد اللقب بعد غياب طويل، عقب تخطي عقبة برشلونة في الدور نصف النهائي، ثم بايرن ميونخ في المباراة النهائية.
هذه التجارب لم تنفق مليارات على الصفقات عبر السنوات، حتى تشيلسي ورغم الإنفاق الطائل على مدار السنوات السابقة، فإنه في موسم 2011-2012 لم يكن في أفضل نسخة له، بل إنه كان الفريق غير المرشح سواء في نصف النهائي ضد برشلونة أو في النهائي ضد بايرن ميونخ.
وعلى العكس، كان جوارديولا في مانشستر سيتي وبايرن ميونخ مرشحاً فوق العادة لتحقيق دوري أبطال أوروبا، ولكنه لم يحققه حتى الآن، ونفس الأمر ينطبق على مورينيو مع ريال مدريد وتشيلسي في الولايتين الأولى والثانية.
كذلك، فإن تجربة باريس سان جيرمان، النادي الذي أنفق أكثر من 400 مليون يورو في صيف 2017 على صفقتي كيليان مبابي ونيمار دا سيلفا، كانت وتظل التجربة الأمثل لفريق أنفق وفشل في الوصول للقمة، حيث كان إنجازه الأكبر التأهل للنهائي الموسم الماضي.
بالطبع تبقى الأموال مهمة وضرورية لبناء فريق قادر على المنافسة في أهم بطولة في أوروبا، ولكنها في النهاية ليست العامل الوحيد.