برشلونة أبرز ضحاياه.. ما هو قانون اللعب المالي النظيف؟
بات قانون اللعب المالي النظيف واحدا من العناصر الأساسية لضبط منظومة كرة القدم الاحترافية في السنوات الأخيرة.
قوانين اللعب النظيف هي مجموعة من اللوائح يعمل بها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" منذ سنوات، وهدفها منع الأندية من إنفاق مبالغ أكبر من مكاسبها.
وفي السنوات الأخيرة بدأت عدة هيئات تبني قواعد اللعب المالي النظيف، ويأتي على رأسها رابطة الدوري الإسباني "لاليغا".
ما هي قوانين اللعب المالي النظيف؟
قوانين اللعب النظيف هي مجموعة من القواعد التي تمنع الأندية الأوروبية من إنفاق مبالغ هائلة دون حساب، وذلك عبر سلسلة من الإجراءات والقوانين والمراجعات المعقدة.
وتم اقتراح قوانين اللعب النظيف في عام 2009، فيما بدأ تنفيذها الفعلي في عام 2012.
قوانين اللعب النظيف، وتعرف أيضا بقوانين النزاهة المالية، هي مجموعة من اللوائح التي يفرضها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، وتهدف لسداد الأندية الديون التي تتكبدها، مما يؤدي بها على المدى الطويل إلى اكتفاء ذاتي مالي، بجانب فرض تكافؤ الفرص.
الهدف الأساسي لقوانين اللعب النظيف هو منع أي ناد من أن ينفق أموالا أكثر مما يكسب، وهو ما يعرف في الاقتصاد بـ"نقطة التعادل" وهي النقطة التي تتساوى فيها الأرباح والخسائر.
وتضع قواعد اللعب المالي النظيف حدا أقصى للمبالغ التي يمكن لملاك الأندية ضخها بطريقة مباشرة في ميزانية الأندية، عملا بمبدأ تكافؤ الفرص.
وفي حال ثبوت مخالفة النادي للوائح اللعب المالي النظيف، يقوم اليويفا بفرض عقوبات عليه تتدرج بين الإنذار والمنع من التعاقدات والاستبعاد من المشاركة في البطولات الأوروبية.
وتتم مراجعة حسابات الأندية بشكل دوري كل 3 سنوات، للكشف عن أي مخالفات محتملة لقوانين اللعب النظيف.
وفي وقت سابق، قال ألكسندر تشيفرين، رئيس اليويفا: "اللوائح المالية الأولى للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، التي تم تقديمها في عام 2010، خدمت غرضها الأساسي، وساعدت في تنظيم الموارد المالية لكرة القدم الأوروبية، وأحدثت ثورة في كيفية إدارة الأندية".
برشلونة أبرز ضحايا اللعب النظيف
بات برشلونة أبرز ضحايا تطبيق لوائح اللعب المالي النظيف، خاصة بعد الأزمة المالية التي ضربت أندية أوروبا جراء تداعيات جائحة كورونا.
وفشل برشلونة في تجديد عقد ليونيل ميسي، قائده السابق، بسبب ارتفاع فاتورة أجور النادي الكتالوني عن الحد المسموح به، ليرحل النجم الأرجنتيني إلى باريس سان جيرمان مجانا في صيف 2021.
ولنفس السبب، يواجه برشلونة صعوبة كبيرة في استعادة ميسي بعد انتهاء عقده مع سان جيرمان، في ظل حاجة النادي الكتالوني لتخفيض 200 مليون يورو من فاتورة الأجور، لكي يتمثل لقواعد اللعب النظيف التي تفرضها رابطة الدوري الإسباني.
وفي عام 2022، أعلن يويفا معاقبة عدة أندية أوروبية لمخالفة قواعد اللعب النظيف، أبرزها موناكو وأولمبيك ليون وباريس سان جيرمان (فرنسا) ويوفنتوس وميلان وإنتر (إيطاليا).
واقتصرت العقوبات حينها على غرامات مالية دون توقيع عقوبات رياضية.
هل يختفي قانون اللعب المالي النظيف؟
في أبريل/نيسان 2022، أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" عن لوائح جديدة للاستدامة المالية، لتكون بديلة لقوانين اللعب المالي النظيف.
وتشهد القواعد الجديدة تحديد الإنفاق على الأجور والانتقالات ورسوم الوكلاء بنسبة 70% من إيرادات النادي بحلول موسم 2025-2026.
ودخلت اللوائح حيز التنفيذ في يونيو/حزيران 2022، وسيكون هناك تطبيق تدريجي لها على مدار 3 سنوات للسماح للأندية بالوقت اللازم للتكيف.
وستنخفض نسبة الإنفاق على الأجور والانتقالات إلى 90% من دخل النادي في موسم 2023-2024، ثم 80% في الموسم التالي، حتى الوصول لنسبة الـ70%، في الموسم الثالث.
وبحسب ما ذكره اليويفا، سيتم إجراء التقييمات في الوقت المناسب، وستؤدي الانتهاكات إلى عقوبات مالية محددة مسبقا وتدابير رياضية أخرى.
ويقول تشيفرين عن القواعد الجديدة: "تطور صناعة كرة القدم بجانب الآثار المالية لوباء كورونا، كشفا الحاجة لإصلاحات بالجملة في اللوائح المالية".
وأتم: "ستساعدنا هذه اللوائح الجديدة على حماية كرة القدم وإعدادها لأي صدمة مستقبلية محتملة، مع تشجيع الاستثمارات العقلانية، وبناء المزيد مستقبل مستدام للعبة".