بريطانيا 2022.. عام الحداد على إليزابيث وسقوط الحكومات
عام بريطاني مليء بالأحداث الساخنة، بدءا من سقوط حكومتين وصولا إلى رحيل الملكة إليزابيث الثانية بعد فترة حكم امتدت لسبعة عقود.
لقد كان عام 2022 حافلا في المملكة المتحدة، إذ استقال رئيس الوزراء بوريس جونسون، وحلت خلفه ليز تراس قبل أن تستقيل هي الأخرى، ليحل محلها ريشي سوناك.
وفي السطور التالية، تستعرض "العين الإخبارية" أبرز الأحداث التي شهدتها بريطانيا على مدار 2022:
بوريس جونسون
قبل أقل من ثلاثة أعوام، قاد جونسون المحافظين إلى أكبر انتصار لهم في الانتخابات منذ عام 1987، لكنه خسر دعم النواب، واضطر إلى الاستقالة جراء سلسلة من الفضائح.
ففي 29 يونيو/حزيران الماضي، ذهب النائب -آنذاك- كريس بينشر إلى نادٍ خاص للأعضاء في لندن، وقال إنه تناول الكثير من المشروبات الكحولية وأحرج نفسه.
وقد اتهم بالتحرش برجلين، مما أدى إلى موجة ادعاءات، بعضها يعود إلى سنوات، كما أدى ذلك إلى سلسلة من الأحداث انتهت بسقوط رئيس الوزراء السابق جونسون.
وقبلها في أبريل/نيسان الماضي، تم تغريم جونسون بسبب انتهاكه قواعد الإغلاق المرتبطة بجائحة كورونا، بعد حضوره أحد التجمعات في عيد ميلاده في يونيو/حزيران الماضي. كما اعتذر عن ذهابه إلى حفل في حديقة داونينغ ستريت خلال الإغلاق الأول.
كما تناول تقرير المسؤولة في الخدمة المدنية، سو غراي، سلسلة من الفعاليات الاجتماعية للموظفين السياسيين والتي انتهكت قواعد الإغلاق.
وبالإضافة إلى ذلك، كانت هناك أزمة تكلفة المعيشة وزيادة الضرائب، حيث زاد التضخم بشكل كبير في 2022. وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، كانت معظم الأسباب خارجة عن سيطرة جونسون، مثل الحرب الروسية في أوكرانيا، التي أدت إلى زيادة أسعار النفط وتكلفة الغذاء.
ليز تراس
قضت تراس ستة أسابيع فقط في منصب رئيسة وزراء بريطانيا، وهي فترة أقصر من السباق الذي انتخبت بموجبه في المقام الأول، لتصبح رئيسة الوزراء الأقصر خدمة حتى الآن.
حينها قالت تراس، في بيان مقتضب أمام داونينغ ستريت: "وضعنا رؤية لاقتصاد منخفض الضرائب ومرتفع النمو من شأنه الاستفادة من حريات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، وذلك بعد 44 يوما من إلقاء أول خطاب لها عند تعيينها بالمنصب.
إذن ماذا حدث؟.. أبسط تفسير لذلك أن تراس، التي دشنت حملتها الانتخابية على برنامج لتحقيق "النمو، النمو، النمو"، حققت العكس تماما، بحسب مجلة "التايمز" الأمريكية.
ولم تنجح حزمتها البالغة 45 مليار جنيه استرليني من التخفيضات الضريبية غير الممولة سوى في سحق الجنيه، وإثارة ذعر الأسواق، وتقويض مصداقية بريطانيا حول العالم.
وبدلا من تهدئة مخاوف العديد من البريطانيين بشأن زيادة التضخم وفواتير الطاقة، أعطتهم حكومة تراس سببا آخر للشعور بالقلق، بما في ذلك ارتفاع معدلات الرهن العقاري.
وفي الأيام التي سبقت استقالتها، اعترفت تراس بارتكابها أخطاء في المضي بسرعة كبيرة في إصلاحاتها الاقتصادية. لكن، بحسب "التايم"، ربما كان أكبر خطأ ارتكبته تراس هو افتراض أن النمو يمثل الأولوية الرئيسية للبريطانيين.
ريشي سوناك
أقدم المستشار السابق على مجازفة عالية المخاطر؛ حيث شن هجوما ساعد في إنهاء رئاسة جونسون للوزراء، ووضع نفسه كبديل محتمل، لكنه في النهاية خسر أمام ليز تراس.
لكن في مؤشر على مدى القدرة على عدم توقع ما يحدث في السياسة البريطانية، عاد سوناك منتصرا ليحل محل تراس، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وكان سوناك الوحيد الذي نجح في تأمين 100 صوت بين أعضاء حزب المحافظين في البرلمان، وهي العتبة التي حددها مسؤولو الحزب للمرشحين المحتملين. وبانتخابه رئيسا للحكومة، أصبح أول شخص ملونا يشغل منصب رئيس الوزراء – وبعمر 42 عاما، أصبح أيضًا أصغر شخص يتولى المنصب خلال أكثر من 200 عام.
وخلال كلمته بعد إعلانه زعيما جديدا لحزب المحافظين، قال سوناك إنه يشرفه أن يصبح رئيس الوزراء الجديد. وسوناك، الذي جاء والداه إلى المملكة المتحدة في الستينيات من القرن الماضي، من أصل هندي.
وكان والده طبيبا محليا بينما أدارت والدته صيدلية في جنوب إنجلترا، وهو شيء قال سوناك إنه منحه الرغبة في خدمة الناس.
وأصبح سوناك أول هندي يتولى منصب رئيس وزراء بريطانيا، حيث تمكن من الفوز بالمنصب في عيد الديوالي، حتى إنه كان قد صنع التاريخ عام 2020 عندما أضاء شموع الديوالي أمام 11 داونينغ ستريت، مقر الإقامة الرسمي للمستشار البريطاني.
وفاة الملكة إليزابيث الثانية
توفيت الملكة إليزابيث الثانية في سبتمبر/أيلول الماضي عن عمر 96 عاما، لينتهي بذلك حكمها الذي استمر 70 عاما، ولتحصل المملكة المتحدة على ملك بدلا من ملكة.
وبمجرد وفاة الملكة إليزابيث الثانية، أصبح أكبر أبنائها، تشارلز، الملك الثالث. ونقله هذا التحول من الأول بخط ترتيب العرش، وهو الترتيب الذي شغله منذ كان بعمر ثلاثة أعوام.
ومثلت وفاة الملكة إليزابيث أحد أبرز التحولات في ترتيب الخلافة منذ عام 1952، عندما أصبحت الملكة بعد وفاة والدها الملك جورج السادس.
ومع تولي تشارلز للعرش، أصبح الأمير ويليام الأول في ترتيب الخلافة، أما الأمير جورج، الابن الأول لويليام وكيت ميدلتون، فأصبح الثاني في الترتيب، ليتبعه شقيقاه الأصغر: الأميرة شارلوت والأمير لويس.