ضجيج الذكاء الاصطناعي.. بريطانيا تغرد خارج السرب
لا تزال معدلات تبني الشركات البريطانية للتعلم الآلي أو الذكاء الاصطناعي، منخفضة جدا.. ما السبب؟
رغم الضجيج الشديد حول قدرة الذكاء الاصطناعي على إحداث ثورة في أماكن العمل وزيادة الربحية، أظهرت دراسة أكاديمية حديثة أن أقل من نصف الشركات فقط في بريطانيا يمكن أن تستخدمه بحلول 2025.
وبحسب الدراسة التي أجرتها جامعات كمبريدج وليدز وساسكس البريطانية، فإن 10% فقط من الشركات البريطانية ستستثمر في التخطيط لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي خلال العامين المقبلين.
وأظهرت الدراسة التي تم نشرها في مجلة "المستقبليات الرقمية" في مركز أبحاث العمل، أن الشركات تجد أنه من الصعوبة "توظيف الأشخاص الذين يمتلكون المهارات الرقمية المناسبة"، لكن في نفس الوقت لا تخطط هذه الشركات للاستثمار في تدريب العناصر البشرية اللازمة للتعامل مع هذه التكنولوجيا.
- خلال 5 سنوات.. أوروبا تتأهب لتطوير برنامج ذكاء اصطناعي مُحسن للإنتاجية الاقتصادية
- هواوي تتوغل في عالم الذكاء الاصطناعي.. إصدار حديث من "بانغو"
مثل هذا الاتجاه مقلق، حيث يمنعهم من الاستفادة من تعزيزات الإنتاجية التي يمكن أن تأتي مع استخدام واسع النطاق للذكاء الاصطناعي.
أجرى الجزء الأول من الدراسة عامي 2021 و2022، في حين أجري الجزء الثاني منها بعد إطلاق أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل منصة محادثة الذكاء الاصطناعي شات جي.بي.تي.
وقال مارك ستوارت من مدرسة الأعمال بجامعة ليدز "هناك مزيج من الأمل والتكهن والحماس يغذي الرواية القائلة إن تبني تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تحول سريع لسوق العمل في بريطانيا، ويزيد الإنتاجية والنمو.. هذه الآمال تترافق مع المخاوف من تداعيات هذا التحول على الوظائف وقد يهدد وجود الوظائف ذاته".
يعد الاستثمار في التدريب الرقمي أمرًا بالغ الأهمية إذا كانت الشركات ترغب في استخدام الذكاء الاصطناعي. وقد لا يكون من الممكن الاستمرار في الاعتماد على أساليب العمل القديمة، لأن الشركات التي لديها الحس السليم لاستخدام الذكاء الاصطناعي سوف تتخطى منافسيها.
وتشير هذه النتائج إلى وجود فجوة واسعة بين ما يرغب أصحاب العمل في القيام به وما يتعين عليهم القيام به من أجل مواكبة التطورات فيما يتعلق بالتكنولوجيا.
في الوقت نفسه، كشفت الدراسة أن الاحتمال الأكبر هو أن تزيد الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، عدد العاملين فيها.
وقال ستيجن بروكي كبير خبراء الاقتصاد في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن الدراسة ترسم صورة دقيقة لتأثيرات التكنولوجيا الرقمية على أماكن العمل ويظهر كلا من المخاطر والفرص.
جاء نشر نتائج الدراسة بعد تقارير بنكي الاستثمار الأمريكيين غولدمان ساكس ومورغان ستانلي عن أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، لكنه يمكن أيضا أن يؤدي إلى فقدان ما يصل إلى 300 مليون وظيفة على مستوى العالم.
aXA6IDE4LjIxOS4yMzEuMTk3IA== جزيرة ام اند امز