مظلي بريطاني سابق حارب داعش ينجو من اتهامات بـ"جرائم إرهابية"
دانييل بورك اتخذ قرارا بمهاجمة الإرهابيين في سوريا بعد هجوم مانشستر وعندما عاد إلى المملكة المتحدة اتُهم بارتكاب جرائم إرهابية
أعرب جندي مظلي بريطاني سابق، سافر إلى سوريا لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي عن صدمته بعد أن عاد إلى المملكة المتحدة، واتُهم بارتكاب جرائم إرهابية.
واتخذ دانييل بورك (33 عاما) من مدينة ويثنشاوي يمقاطعة مانشستر (جنوب غرب)، قرارًا بمهاجمة الإرهابيين بعد تفجير مانشستر أرينا، الذي أودى بحياة 22 شخصًا وجرح مئات آخرين، حسبما ذكرت صحيفة "ميرور" البريطانية.
وفي 22 مايو/أيار 2017، فجر سلمان العبيدي (22 عاما)، وهو بريطاني من أبوين ليبيين، نفسه في حفل أحيته المغنية الأمريكية، أريانا جراندي، ما أدى إلى مقتل 22 شخصا، وإصابة أكثر من 500.
قرار دانييل الانضمام إلى القتال ضد داعش كان له عواقب وخيمة، حيث نجا من هجمات القناصة وتفجيرات القنابل وفقد رفاقه، حسبما ذكرت صحيفة "مانشستر إيفننج نيوز".
لكن المفاجأة الأكثر إثارة للدهشة جاءت بعد عودته إلى المملكة المتحدة، حيث اتهم دانيال مع آخرين بتوفير الأموال والمعدات العسكرية للإرهاب، وممارسة أنشطة استعدادًا لارتكاب عمل إرهابي أو التحضير له أو التحريض عليه بين 7 أكتوبر/تشرين الأول و7 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
من جانبه، قال دانييل: "وصفي بالإرهابي جعلني أشعر بالغثيان وخيبة أمل كبيرة في بلدي".
وأشارت الصحيفة إلى أنه أمضى 7 أشهر في الحبس الاحتياطي في سجن واندسوورث، حيث وصفه سجناء آخرون خطأً بأنه إرهابي، قبل إسقاط التهم الأسبوع الماضي في محكمة أولد بيلي بعد مراجعة دائرة النيابة العامة.
وأضاف دانيال: "أثناء الحبس الاحتياطي في واندسوورث ناداني أحدهم الجهادي دان، لقد أثار غضبي حقاً".
وتابع: "قالها على سبيل المزاح، لكنه أثار غضبي. لقد أثر في الأمر حقًا لأن الجهادي جون شخص مروع، إنه الأسوأ على الإطلاق".
ومع إسقاط القضية الآن، طالب محامو دانييل بتفسير أكثر تفصيلاً للقرار بعدم تقديم أي دليل في قضيته.
ولكن بعد انضمامه إلى ميليشيا كردية متحالفة مع الغرب من أجل مواجهة داعش، يعتقد دانييل أنه تورط عن غير قصد في القضايا الدبلوماسية بين المملكة المتحدة وتركيا.
وتذكر عندما اتخذ قراره بالسفر إلى سوريا، قائلا: "عندما هاجموا مانشستر كانوا يستهدفون الأطفال بفعالية".
وأضاف: "لا أحد يفعل ذلك، لا ينبغي أن يهاجم أحد الأطفال تمامًا. وفي نفس الوقت حدث ذلك في مدينتي. أحب مانشستر بشدة. لمس الأمر أعماق قلبي".
وبورك جندي سابق في فرقة المظلات البريطانية، خدم في أفغانستان عام 2007، وظل بالجيش البريطاني حتى 2009.
بعد تفجير مانشستر أراد العودة إلى الشرق الأوسط لمساعدة أولئك الذين يحاربون داعش، فتقدم بطلب للانضمام إلى التنظيمات الكردية، وفي غضون أسابيع كان في الشرق الأوسط.
بعد رحلة معقدة مر خلالها بجزيرة ميكونوس في أثينا، وعمان، والقاهرة، وصل بورك إلى محافظة السليمانية شمال شرق العراق، حيث التحق بقوات حماية الشعب الكردية في سوريا.
وبعد وصوله إلى منزل آمن، التقى دانييل بأوروبيين آخرين، منهم أوليفر هول، الذي عٌرف باسم "البطل المتميز''، ودانيال نيوي، وكون معهما صداقة قوية.
وقام البريطانيون الثلاثة برحلة طويلة إلى معسكر تدريب القوات الكردية في جنوب سوريا، وبعد فترة، انتهى المطاف ببورك لقيادة فرقة من وحدات حماية الشعب، وفي أواخر عام 2017، وجد نفسه يقاتل في منطقة دير الزور، أحد معاقل داعش الأخيرة.
وخلال وجوده في سوريا، كان يقوم بتصوير الأوضاع وإرسال المعلومات والوثائق والخرائط إلى خبراء مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة وأمريكا.
وكان جمع المعلومات كافيًا لإقناع وحدات حماية الشعب بأن دانييل كان جاسوسًا بريطانيًا، ويقول إنه استجوب لعدة أيام قبل أن يقتنعوا بخلاف ذلك.