اختارت كفنها بنفسها.. الملكة إليزابيث تحضر لجنازتها منذ 60 عاما

المناسبات الملكية في بريطانيا دائما ما تحظى باهتمام حكومي وشعبي بالغين، وتسبقها ترتيبات مكثفة ربما لأعوام، وهذا ما حصل مع جنازة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية.
فالجنازة التي يشيعها العالم اليوم الإثنين، لم تكن استثناءً، فمنذ أكثر من 60 عامًا وبريطانيا تحضّر للجنازة في أقصى درجات السرية، وشاركت الملكة بنفسها في ترتيبات هذا اليوم، استعدادا للحظة الموعودة التي تودع فيها العرش والشعب، وينتهي مشوارها الأطول بين ملوك التاريخ الحديث.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن الملكة هي من اختارت التلاوات الدينية والمقاطع الموسيقية التي ستعزف في جنازتها، بالإضافة إلى أقمشة الكفن وشكل العربة التي ستحملها إلى مثواها الأخير.وأفادت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية في تقرير نشرته اليوم، أن الملكة لم تترك أي شيء للمصادفة، فقد حددت سلفا الدور المنوط بكل المشاركين في الجنازة بدءا من المتطوع البسيط، مرورا برئيس الأساقفة، ووصولا إلى الملك.
وأظهرت اللقطات المصورة من كنيسة وستمنستر أثناء القداس على الجثمان، أن سجادة ضخمة يبلغ طولها حوالي 1500 متر تغطي المسافة من الأرض إلى السقف، ليتضح أن هذا المكان هو نفسه الذي تُوّجت فيه إليزابيث الثانية، ملكة لبريطانيا ودول الكومنولث، قبل سبعة عقود.
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن المملكة المتحدة رغبت في أن تقام في مراسم الجنازة المهيبة للملكة الراحلة واحدا من أجمل عروضها، واستهدفت أن يدخل هذا الحدث، الذي يُعدّ له بسرّية تامة منذ أكثر من 60 عاما، كتب التاريخ بوصفه حدثا استثنائيا.
وأوضحت الصحيفة أن الملك إدوارد السابع، نجل الملكة فيكتوريا، هو الذي حول مراسم الجنازة الملكية إلى مشهد عسكري حقيقي، مع استخدام عربة بندقية تنقل نعش الملك المتوفى، يسحبها 142 بحّارًا من البحرية الملكية بحبل، بعد حادث أثناء جنازة الملكة فيكتوريا، إذ استبدلت الخيول المذعورة في وقت قصير بمجموعة من البحارة، تولوا مهمة سحب تلك العربة.