قبل 3 سنوات من كورونا.. لندن أخفت وثائق حذرت من الفشل
وزراء المملكة المتحدة تلقوا تحذيرا قبل 3 سنوات بشأن عدم قدرة هيئة الخدمات الصحية الوطنية على مواجهة تفشي وباء خطير على غرار كورونا
كشفت صحيفة "صنداي تليجراف" أن وزراء المملكة المتحدة أخفوا وثائق سرية حذرت قبل 3 سنوات من عدم قدرة هيئة الخدمات الصحية الوطنية "إن إتش إس" على مواجهة تفشي وباء خطير على غرار فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، الذي يجتاح العالم.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن وثائق سرية اطلعت عليها أفادت بأن هيئة الخدمات الصحية الوطنية أخفقت في اختبار رئيسي شامل للحكومة لجهة قدرتها على التعامل مع جائحة شديدة، ولكن النتائج "المرعبة" أخفيت عن العامة.
وأظهر تحقيق أجرته الصحيفة أن الوزراء أُبلغوا قبل 3 سنوات بأن بريطانيا ستجتاحها بشكل سريع موجة تفشي حاد وسط نقص في أسرة الرعاية الحرجة، والطاقة الاستيعابية للمشرحة ومعدات الحماية الشخصية.
وأوضحت أن العملية التجريبية لجائحة التي استمرت 3 أيام، وأطلق عليها الاسم الرمزي "تمرين سيجنوس"، أجريت في أكتوبر/تشرين الأول 2016، باختبار كيف تستجيب مستشفيات الهيئة، والمؤسسات الأخرى في حال تفشي إنفلونزا خطيرة بمعدل وفيات مماثل لكوفيد-19.
واعتبر المسؤولون في الحكومة البريطانية أن التقرير المتعلق بنتائج "سيجنوس" حساس للغاية بحيث لا يمكن إعلانه على الملأ.
واكتشف التقرير أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تفتقر إلى "القدرة على تلبية الاحتياجات المفاجئة" الكافية، وستطلب الآلاف من أسرة الرعاية الحرجة لمواجهة الوباء الشديد، بحسب الصحيفة.
وبحسب التقرير، فإن رؤساء قادة قطاع الصحة سيحتاجون إلى "إغلاق" أجزاء كبيرة من هيئة الخدمات الصحية الوطنية للتعامل مع الطلب، كما ستحتاج الطواقم الطبية إلى تبني عقلية "طب الحرب"، وحرمان المرضى الضعفاء من الرعاية الحرجة.
وأفاد التقرير بأن مشارح الموتى ستمتلئ بالجثث بوتيرة متسارعة، محذرا من فشل محتمل في توريد معدات الوقاية الشخصية للأطباء والممرضات.
ونوه التقرير بأن المسؤولين ناقشوا منع القابلات من توليد حديثي الولادة حتى يتم إرسالهم لرعاية المرضى المصابين بأمراض خطيرة.
وعلى الرغم من الإخفاقات التي كشفت عنها نتائج "سيجنوس"، لم تغير الحكومة خريطة الطريق الاستراتيجية لوباء مستقبلي، وأجرت آخر تحديث في عام 2014.
ولفتت الصحيفة إلى أن الوزراء واجهوا في الليلة الماضية أسئلة حول سبب معاناة الهيئة للتغلب على نقص أجهزة التنفس وأسرّة المستشفيات؛ وسط اقتراحات بأن تحذيرات "سيجنوس" تم تجاهلها إلى حد كبير.
ومع ذلك، أصر المسؤولون المشاركون في إعداد التمرين على "الدروس الخطيرة المستفادة"، وقالوا إن بريطانيا هي الآن واحدة من أفضل الدول استعدادًا في العالم للتعامل مع الفيروس وعواقبه.
وقال مسؤول رفيع تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته "من الصحيح أن نقول إن هيئة الخدمات الصحية الوطنية استنزفت إلى نقطة الانهيار من قبل تجربة سيجنوس".
وأشارت الصحيفة إلى أن نتائج ممارسة "سيجنوس" تظل سرية مع المسؤولين الذين يشيرون إلى "مخاوف تتعلق بالأمن البيولوجي"، ورغبة في عدم تخويف الشعب كسبب لإبقاء الوثائق سرية.
وأضاف مسؤول كبير: "كان هناك تردد في طرح سيجنوس على العامة لأنها بصراحة سوف ترعب الناس".
وأكدت أن أكثر من 1000 مؤسسة منفصلة شاركت في التدريبات المشتركة بين الحكومات في أكتوبر/تشرين الأول 2016 بما في ذلك صناديق هيئة الخدمات الصحية الوطنية، والجيش، والجمعية الطبية البريطانية.
وطُلب من كل منهم أن يشرحوا كيف سيتعاملون مع تفشي الإنفلونزا مع الحد الأقصى للوفيات الوطنية التي تصل إلى 500 ألف، وعملت على وضع نماذج للوباء التخيلي كلية "إمبريال كوليدج لندن"، التي ترصد نفس مجموعتها من الأكاديميين الآن كوفيد-19.
وسجلت المملكة المتحدة أكثر من 19 ألفا و522 إصابة بالفيروس وأكثر من 1235 وفاة، حتى صباح الأحد.
وارتفعت، الأحد، حصيلة الوفيات المؤكدة حول العالم جراء فيروس كورونا المستجد إلى 32 ألفاً و155، وبلغ عدد المصابين بالوباء أكثر من 683 ألفاً و694 حالة، بينما تعافى 146 ألفاً و396 شخصا.
aXA6IDUyLjE1LjM3Ljc0IA==
جزيرة ام اند امز