انتخابات محلية في بريطانيا.. مصير سوناك معلق على «500»
توجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع في إنجلترا، الخميس، في الانتخابات المحلية التي يُنظر إليها كآخر اختبار كبير قبل الانتخابات العامة.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في تمام الـ7 صباحا بتوقيت غرينتش، على أن تستمر عملية التصويت في الانتخابات المحلية حتى الساعة العاشرة مساء، ويبدأ إعلان النتائج من منتصف ليل الجمعة.
ويحق لـ43 مليون شخص في بريطانيا وويلز التصويت في الانتخابات الماراثونية والمهمة، الخميس، والتي تحظى أيضا بمتابعة كبيرة لأنها الاختبار الأخير للرأي العام وتوجهاته قبل الانتخابات العامة المقررة العام المقبل.
وتجرى الانتخابات في 107 سلطات محلية في جميع أنحاء البلاد، مع وجود 2636 مقعدًا متاحًا للمنافسة. كما سيختار الناخبون عمدة لندن وأعضاء مجلس لندن و10 رؤساء بلديات أخرى خارج العاصمة.
بالإضافة إلى ذلك، ستُجرى انتخابات فرعية في بلاكبول الجنوبية بعد استقالة النائب المحافظ السابق سكوت بينتون، فضلا عن تصويت الناخبين في إنجلترا وويلز أيضًا لانتخاب مفوضي الشرطة والجريمة الجدد.
سوناك في خطر
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المنافسات على منصب العمدة في تيس فالي وويست ميدلاندز قريبة للغاية، وستتم مراقبتها عن كثب في البرلمان بسبب تداعياتها المحتملة في التصويت الوطني.
ووفق صحيفة إندبندنت البريطانية، تشير التوقعات إلى أن المحافظين قد يخسرون ما يصل إلى نصف المقاعد التي ينافسون عليها، والبالغ عددها 1000 مقعد أو نحو ذلك.
فيما حذر المعارضون لرئيس الحكومة ريشي سوناك في الحزب الحاكم، من أنهم سيتحركون ضده إذا كانت النتائج ضعيفة.
لكن كيمي بادينوخ، وزيرة الأعمال في الحكومة الحالية، أخبرت الصحفيين أن منصب رئيس الوزراء آمن بغض النظر عن النتيجة.
وتابعت: ”أعتقد أن هناك الكثير من الضوضاء التي يثيرها أشخاص يريدون لفت الانتباه، لكن رئيس الوزراء يحظى بدعم كامل من مجلس الوزراء، ولديه دعمي الكامل“.
حسابات الـ500
توني ترافرز، أستاذ السياسة في كلية لندن للاقتصاد، يتفق مع بادينوخ حول محدودية تأثير نتائج الانتخابات على مستقبل سوناك، إذ قال لصحيفة نيويورك تايمز: “إذا كان الحزب متأخرًا عن المعارضة بـ 20 نقطة لمدة 18 شهرًا في استطلاعات الرأي، فكم يمكن أن يسوء الأمر أكثر من ذلك؟
مستطردا "يجب أن تكون الخسائر في انتخابات اليوم، سيئة للغاية لكي يُنظر إليها على أنها نتيجة سلبية للمحافظين، ومن غير المرجح أن تكون جيدة بما فيه الكفاية بالنسبة لحزب العمال لكي يُنظر إليها على أنها نجاح“.
وتابع أن "الرقم السحري هو 500 مقعد"، موضحا "إذا تمكن المحافظون، الذين يدافعون عن 985 مقعدًا في إنجلترا، من الحفاظ على خسائرهم عند أقل من 500 مقعد، فمن المحتمل أن يتقبل أنصار الحزب ذلك باعتباره نكسة مؤلمة ولكن يمكن تحملها".
وتابع "أما إذا تمكن حزب العمال، الذي يدافع عن 965 مقعدًا، والأحزاب الأخرى، من الحصول على أكثر من 500 مقعد من المحافظين، فقد يؤدي ذلك إلى موجة جديدة من الذعر في صفوف الحزب الحاكم، وقد يعرض وظيفة رئيس الوزراء للخطر".
ترافرز قال أيضا "في الانتخابات المحلية، وخاصة تلك التي تسبق الانتخابات العامة بفترة وجيزة، فإن العوامل غير الملموسة مثل الزخم والمزاج العام مهمة".
ووفقًا لمعظم الحسابات، لا يزال المزاج العام متقلبًا وتتزايد المشاعر المناهضة لشاغلي المناصب العامة، بسبب المشاكل التي تعاني منها البلاد منذ أكثر من عام؛ ضغط تكاليف المعيشة، وركود الاقتصاد، وارتفاع معدلات الرهن العقاري، وأزمة الخدمات الصحية.