تحذير من الداخل.. قوات أوكرانيا على شفا كارثة في دونباس

حذّر بوهدان كروتيفيتش، القائد السابق لهيئة أركان كتيبة "آزوف" النخبوية، من تدهور خطير في الوضع الميداني للقوات الأوكرانية في دونباس.
وفي رسالة مفتوحة وجّهها إلى الرئيس فولوديمير زيلينسكي في 11 أغسطس/آب، وصف كروتيفيتش، خط بوكروفسك – كونستانتينيفكا، بأنه "كارثة كاملة" تتفاقم منذ فترة طويلة، محذرًا من أن بوكروفسك أصبحت بالفعل تحت الحصار، بينما تواجه كونستانتينيفكا شبه تطويق.
وأرفق كروتيفيتش خريطة زعم أنها تعكس الواقع الميداني الدقيق، ونقلتها مجلة "مليتري ووتش" المتخصصة بالشؤون العسكرية.
وأرجَع كروتيفيتش الأزمة الميدانية الحادة إلى جملة من المشكلات الهيكلية المزمنة التي تعاني منها القوات الأوكرانية، أبرزها استنزاف القوى البشرية والمعدات دون تعويض كاف، وتشرذم الوحدات على امتداد الجبهة، والترويج لمكاسب محدودة مثل السيطرة على قرية، رغم الفشل في جبهات عملياتية واسعة.
كما انتقد افتقار بعض القيادات العسكرية للرؤية الاستراتيجية والعملياتية الواضحة.
ومؤخرا، تفاقمت الضغوط على الجيش الأوكراني بعد فشل هجومه في منطقة كورسك الروسية، الذي بدأ في أغسطس/آب 2024، حيث تكبدت خلاله القوات الأوكرانية وحلفاؤها الأجانب خسائر فادحة في الأفراد والمعدات، بما في ذلك فقدان جزء من أفضل وحداتها القتالية.
وأتاح انتصار روسيا في كورسك، الذي تحقق بدعم لوجستي وعسكري كبير من قوات كورية شمالية، للجيش الروسي إعادة توزيع ونشر قوات إضافية على جبهات القتال الأخرى، لا سيما في دونباس، مما زاد من حدة الضغط على القوات الأوكرانية هناك.
كما وثقت تقارير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أواخر يونيو/حزيران الماضي، حالة الفوضى والتراجع التي أعقبت الانسحاب الأوكراني من كورسك.
وعانى الجنود المنسحبون من نقص حاد في البنى التحتية الدفاعية، حيث وجدوا أنفسهم في خنادق قديمة بلا أي غطاء يحميهم من هجمات الطائرات المسيّرة القاتلة، واضطروا لحفر مواقع دفاعية جديدة تحت وطأة القصف الروسي المستمر.
وانتقد مراسلو الصحيفة جمود القيادة الأوكرانية، معتبرين أنه تسبب في خسائر جسيمة. كما أبدى الجنود تذمرهم من ضعف التحصينات وعدم ملاءمتها لساحات المعارك التي تهيمن عليها حرب المسيّرات، إلى جانب إهمال زرع الألغام في مناطق كان يمكن أن تعيق التقدم الروسي.
ومنذ عام 2023، حذّر ضباط أوكرانيون وصحفيون ميدانيون من استحالة استمرار الوضع القتالي، مشيرين إلى أن معدلات الخسائر في صفوف وحدات المجندين بلغت 80-90 بالمائة، ما ولّد أزمة تجنيد حادة.
وللتعويض، استعانت أوكرانيا بوحدات أجنبية ومتعاقدين، مثل الفيلق الأجنبي البولندي ومرتزقة من كولومبيا والبرازيل، لكن الفجوة في التسليح ظلت تتسع مع استنزاف مخزونات الدول الغربية، في حين استفادت روسيا من زيادة إنتاجها العسكري المحلي، إمدادات ضخمة من كوريا الشمالية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز