"أبرامز" الأمريكية في الطريق.. أوكرانيا تتأهب فهل يكفيها "الوحش"؟
6 أسابيع أمام أوكرانيا قبل أن تبدأ أمطار الخريف وتحول الأرض الجافة إلى طين تغرز فيه دبابات الغرب، فهل تنقذها مساعدات ثقيلة طال انتظارها لبلد توقف هجومه المضاد على الخنادق؟
وخلال الأيام القليلة المقبلة، ستبدأ الولايات المتحدة الأمريكية في تسليم دبابات القتال الرئيسية من طراز "إم1إيه1 أبرامز" إلى أوكرانيا التي تبدو مقاومتها العسكرية بدون نيران بعيدة المدى، وفق ما ذكرته مجلة "فورين بوليسي".
وتُعد "أبرامز" من الدبابات الأقوى بالعالم وشاركت في حروب عديدة.
وتزن الدبابة أكثر من 70 طنا، وهي مدعومة بمحرك توربيني غاز يوفر قوة 1500 حصان لسرعات تصل إلى 42 ميلا في الساعة، ومسلحة بمدفع رئيسي 120 ملم، ورشاش M2 عيار 50، وزوج رشاشات من M240 7.62.
ويتكون طاقم أبرامز من فريق مكون من أربعة جنود، على وجه التحديد المدفعي والمحمل والسائق والقائد، ويمكنه توفير القدرة على الحركة والقوة النارية، وربما الأهم من ذلك، تأثير الصدمة اللازمة لاستغلال نقاط الضعف في خطوط العدو ومتابعة الاختراقات الهجومية.
سيلٌ من المساعدات.. هل يكفي؟
وضاعفت الولايات المتحدة بالفعل من إنتاج المدفعية، حتى أنها أرسلت ذخائر عنقودية على الرغم من معارضة العديد من الديمقراطيين. وطلبت من حلفائها دعم كييف.
كما وافقت على تدريب الطيارين الأوكرانيين على الطائرات المقاتلة من طراز إف-16، وأرسلت ملابس دافئة ومعدات اختراق للسماح لكييف بمواصلة القتال خلال شتاء آخر.
لكن بعد مرور أكثر من 18 شهرا على الحرب التي شنتها روسيا في الرابع والعشرين من فبراير/شباط 2022، كسرت إدارة بايدن، بعد الكثير من المداولات، كل المحظورات الواضحة التي قد تؤدي إلى تصعيد الكرملين، بحسب المجلة الأمريكية.
في البداية جاءت المدفعية، ثم أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، والآن الدبابات الأكثر تطورا التي تقدمها الولايات المتحدة.
غير أن الموافقة على إرسال أسلحة بعيدة المدى إلى أوكرانيا، تبقى هي علامة الاستفهام الكبيرة المتبقية في قائمة المحظورات.
وتقول "فورين بوليسي" إن القرار الأمريكي الوشيك بشأن ما إذا كان سيتم أخيرا إرسال نظام الصواريخ التكتيكية بعيدة المدى، والذي كانت كييف تتساءل عنه منذ أكثر من عام، بما في ذلك هذا الأسبوع قبل زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للبيت الأبيض، هو علامة الاستفهام الكبيرة المتبقية".
وكانت بريطانيا وفرنسا قد أرسلتا أسلحة بعيدة المدى، في تعزيزات أثارت غضب موسكو، كونها يمكن أن تضرب خارج جبهة القتال وداخل روسيا ، مع نشر صواريخ "ستورم شادو"، وسط صمت المسؤولين الأمريكيين.
وقال أحد مساعدي الكونغرس، الذي تحدث إلى مجلة "فورين بوليسي" بشرط عدم الكشف عن هويته، إن جميع الوكالات الأمريكية وافقت على إرسال نظام الصواريخ التكتيكية لأوكرانيا.
وأضاف “إذا لم يحدث ذلك حتى اليوم، فذلك لأن (الرئيس جو) بايدن نفسه قال لا”.
ويرى مراقبون أن المخاوف بشأن إثارة التصعيد الروسي ما زالت تخفف من النهج الأمريكي في التعامل مع شحنات الأسلحة، على الرغم من أن أوكرانيا نقلت القتال إلى المناطق التي تسيطر عليها روسيا، مثل شبه جزيرة القرم، بفضل الأسلحة بعيدة المدى، دون أي تصعيد كبير في الرد.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الضربات الأوكرانية بعيدة المدى على شبه جزيرة القرم بطائرات بدون طيار تعود إلى الحقبة السوفيتية وصواريخ بريطانية طويلة المدى "تعيد الحرب إلى الوطن".
أوكرانيا محبطة
وكان النهج التداولي الذي تبنته الإدارة الأمريكية سبباً في إحباط أوكرانيا، وهو ما عبّر عنه زيلينسكي في برنامج 60 دقيقة على شبكة "سي بي إس" الأمريكية، هذا الأسبوع، بقوله إن الأسلحة الغربية تصل متأخرة ستة أشهر.
وفي كييف، هناك تذمر في الدوائر الرسمية من أن القوات الأوكرانية لم تكن مستعدة لتحقيق النصر.
واعتبر ميكولا بيليسكوف، زميل الأبحاث في المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية ومقره العاصمة الأوكرانية، أن كييف "حصلت على المساعدة حتى لا تخسر".
وأمام أوكرانيا حوالي ستة أسابيع في موسم القتال قبل أن تبدأ أمطار الخريف في التأثير على البلاد بشكل جدي، وتحول الأرض الجافة إلى طين وتجعل التقدم للأمام في دبابات أبرامز المقدمة من الولايات المتحدة ومركبات برادلي وسترايكر القتالية أكثر صعوبة، على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن كييف يمكنها الاستمرار في إحراز تقدم من خلال الهجمات المحمولة الخفيفة.
وقبل تلك النقطة، ستختتم الولايات المتحدة تدريبا على الدبابات مدته 10 أسابيع في قاعدة "جرافينفور" العسكرية في جنوب شرق ألمانيا.
aXA6IDMuMTQ3LjY4LjIwMSA= جزيرة ام اند امز