"أنتونوف 225".. طائرة "الحلم" الأوكرانية الأكبر بالعالم
عُرفت قديما باسم "مريا" أو "الحلم"، إنها طائرة الشحن العملاقة فخر أوكرانيا "أنتونوف إيه إن-225" التي تدمرت في الحرب الروسية على البلاد.
يقف يفجيني باشينسكي (38 عاما)، أحد طياريها، أمامها للمرة الأولى لرؤية ما تبقى من "مريا". وقال: "من الصعب الوجود هنا ورؤية كل هذا الوضع. طائرة محطمة، حظائر مدمرة. من الصعب للغاية رؤية ذلك".
- روسيا تواجه جافلين وهيمارس بـ"القبعة".. أوكرانيا أرض الحرب والابتكار
- إعادة إعمار أوكرانيا.. المستقبل يتسلق أسوار الخراب
خلال الساعات الأولى للحرب، هبطت نخبة من قوات المظلات الروسية على مطار أنتونوف، وهو مطار شحن رئيسي في هوستوميل شمال غرب كييف، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وكان من المفترض أن يكون نقطة ارتكاز لشن الهجوم على العاصمة. لكن لم يسر الهجوم كما كان مخططا له. وتم حصار القوات الروسية التي دخلت المطار، دون أن تتاح لهم فرصة لإدخال تعزيزات بسرعة.
وسرعان ما انتشر الخبر في دوائر الطيران بأن "مريا" تضررت خلال القتال. وعندما استعادت القوات الأوكرانية المطار، أصبح حجم الدمار واضحا.
وقال جهاز الأمن الأوكراني، الأربعاء، إنه تم فتح تحقيق مشترك مع الشرطة الوطنية بشأن فشل الرئيس السابق لشركة "أنتونوف" المملوكة للدولة في الأمر بإجراء الإجلاء المخطط للطائرة إلى بر الأمان في ألمانيا.
"الحلم الأوكراني"
وعندما حلقت، كانت "مريا" مصممة للتفوق في الطيران؛ فهي أثقل طائرة في العالم، وبها أطول جناحين عن أي ناقلة نشطة، وستة محركات توربينية، وطاقة استيعابية 250 طنا.
وتم استكمال بناء واحدة فقط، لتخرج في أولى رحلاتها في 1988. وكانت مصممة لحمل مكوك الفضاء "بوران"، وهو رد الاتحاد السوفياتي على مكوك الفضاء التابع لناسا. لكن بعد استقلال أوكرانيا، جددت شركة أنتونوف الطائرة عدة مرات.
وفي أوائل الألفينيات، بدأت "مريا" العمل مجددا كمشروع تجاري. ومن البدايات البطيئة الأولى وجدت مكانة مهمة، بحسب ما قاله مسؤول قسم الشحن في أنتونوف، رسلان بيكوفيتس.
وعلى حد قوله، نقلت الطائرة الأقمار الصناعية والمحولات الكهربائية وعملت على توصيل المياه بعد وقوع الأعاصير. وخلال جائحة كورونا، نقلت الشحنات الطبية الحيوية.
ويضيف: "هذه الطائرة هي رمز لأوكرانيا. إنها رمز مثل برج إيفل أو تمثال الحرية".
ويقول الطيار بيشنسكي إن "الطائرة كانت بمثابة تحد للمناورة على الأرض، ولكنها كانت متعة في الطيران، مضيفا: "الأمر كان أشبه بشعور أن تكون جزءا من شيء عظيم. كنت تلمس شيئا عظيما".
وتابع: "كما كانت مسؤولية كبيرة، لأنك تجذب كثيرا من الاهتمام. وبعد بضعة أيام من تحليقك، تفتح يوتيوب وترى كل شيء فعلته".
هل تعيد أوكرانيا بناء "مريا"؟
وفي مايو/أيار العام الماضي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا ستعيد بناء الطائرة، مستشعرا على الأرجح الأهمية الرمزية لبلاده.
وقال مسؤولون بشركة أنتونوف إن طائرة أخرى من طراز "إيه إن-225" بنيت جزئيا - لكن تم التخلي عنها في التسعينيات بسبب نقص التمويل. وستستخدم الطائرة الحالية ما وضعوه كأساس لطائرة جديدة.
وكان المهندسون والفنيون يجوبون حطام "مريا" في هوستوميل لاستخراج الأجزاء المفيدة.
وقال فاليري كوستيوك مصمم أنتونوف إنهم سيخرجون في النهاية أحد جناحيها العملاقين لمحاولة ترميمه.
وأضاف: "سيتم تزويد الطائرة بمحركات حديثة. وسيتم تركيب معدات إلكترونية جديدة على الطائرة. وستشارك في الأمر شركات معروفة".
aXA6IDEzLjU4LjIwMy4yNTUg
جزيرة ام اند امز