روسيا واثقة من عودة غربية للتفاوض.. وأوكرانيا في "فترة شك"
دافعت روسيا عن عمليتها العسكرية في أوكرانيا، معربة عن ثقتها في عودة الغرب للتفاوض، فيما تمر كييف بـ"فترة شك" بشأن طلب انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
ورغم تدهور العلاقات بين العواصم الغربية موسكو أبدت ممثلة روسيا لدى مجموعة العشرين سفيتلانا لوكاش، في حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية على هامش منتدى سانت بطرسبورج الاقتصادي الدولي، ثقتها في عودة خصومها إلى مائدة الحوار.
وقالت المسؤولة الروسية إن الغرب ليس مستعدا للتحاور مع روسيا كما كان الحال فيما مضى، ولكنه سيضطر للتفاوض معها حول طيف واسع من القضايا.
وأضافت لوكاش قائلة: "ليس سرًا أن الدول الغربية ليست مستعدة للتحدث مع روسيا بنفس اللهجة كما كان الحال من قبل".
وتابعت القول: "ومع ذلك، تعمل إندونيسيا التي ستستضيف قمة مجموعة العشرين في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بنشاط، لأن جدول أعمال مجموعة العشرين أوسع بكثير ولا يركز على مثل هذه القضايا السياسية. وهنا يظل علينا أن نتفق، وسوف نتفق بالطبع".
يأتي ذلك فيما تواصل القوات المسلحة الروسية، منذ 24 فبراير/شباط الماضي، تنفيذ العملية العسكرية الخاصة لحماية إقليم دونباس، جنوب شرقي أوكرانيا.
وفي 25 مارس/آذار الماضي، أكملت القوات المسلحة الروسية المهام الرئيسية للمرحلة الأولى من العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، حيث حدت بشكل كبير من الإمكانات والقدرات القتالية للقوات الأوكرانية.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية؛ موضحا أن هدف روسيا يتلخص في حماية الأشخاص، الذين تعرضوا على مدى 8 سنوات، إلى الاضطهاد والإبادة الجماعية، من قبل نظام كييف.
وفي الوقت الذي تدافع فيه روسيا عن عملياتها العسكرية في أوكرانيا، تترقب الأخيرة رأي المفوضية الأوروبية حول منحها وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، سعيا لتأمين حماية لها بدخولها التكتل وسط العمليات الروسية.
وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتز خلال زيارة لأوكرانيا الخميس برفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي أن "أوكرانيا جزء من العائلة الأوروبية".
وأيد القادة الثلاثة إضافة إلى الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس الخميس، منح أوكرانيا "فورا" وضع المرشح رسميا لعضوية الاتحاد الأوروبي.
وقال الرئيس ماكرون: "نحن الأربعة ندعم منحها فورا وضع المرشح للعضوية"، مضيفا أن "هذا الوضع سيكون مصحوبًا بخريطة طريق".
يأتي ذلك فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن "وضع المرشح لأوكرانيا للدخول إلى الاتحاد الأوروبي يمكن أن يعزز الحرية في أوروبا وأن يصبح أحد القرارات الأوروبية الأساسية في الثلث الأول من القرن الحادي والعشرين".
السيدة الأولى الأوكرانية أولينا زيلينسكي دخلت أيضا على خط التصريحات الداعية للانضمام إلى أوروبا سريعا، حيث قالت في رسالة عبر الفيديو وجهتها الخميس في إطار مؤتمر "ويمن ناو" لتمكين المرأة: "هذا ما ينتظره الآن الجميع في الخنادق والملاجئ المضادة للطيران، أن يُدعوا إلى أوروبا ليس كلاجئين بل كحلفاء".
وأيا كانت تحفظات المفوضية الأوروبية حيال فكرة أن تشكل أوكرانيا سدا بوجه موسكو، تكمن الصعوبة الكبرى في التوصل إلى إجماع الأسبوع المقبل داخل الاتحاد الأوروبي حيث يسود انقسام بين دول أوروبا الشرقية المؤيدة في وقت تواجه فيه تهديدا عند حدودها، ودول أخرى متحفظة مثل الدنمارك وهولندا.
وتبنت الدول الـ27 خلال قمتها في 23 و24 يونيو/حزيران في مسألة منح أوكرانيا وضع الدولة المرشحة رسميا، ما سيشكل انطلاقة لآلية مفاوضات قد تستمر سنوات.
وبالتالي فإن توصية المفوضية الأوروبية المرتقب صدورها الجمعة ستشكل إشارة قوية موجهة إلى كييف كما إلى موسكو.
aXA6IDE4LjIyNS43Mi4xNjEg جزيرة ام اند امز