غارة في "الفناء الخلفي".. إقالات أوكرانيا وفشل الهجوم المضاد
بشكل مفاجئ، سجلت أوكرانيا إقالات واسعة في صفوف مسؤولي التجنيد العسكري في كل البلاد، ما يحمل إشارات على مسار الهجوم المضاد.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، إقالة جميع المسؤولين عن التجنيد العسكري في كلّ مناطق البلاد، في خطوة وضعها في إطار محاربة نظام فساد مستشرٍ على هذا الصعيد ويستغله مجندّون للفرار من الخدمة.
وقال زيلينسكي، عبر تطبيق تليغرام: "إثراء غير مشروع، قوننة أموال تمّ الحصول عليها بشكل غير قانوني، أرباح غير مشروعة، نقل غير قانوني للمجندين إلى الجانب الآخر من الحدود. حلُّنا: نحن نقيل جميع المفوّضين العسكريين".
وتابع "هذا النظام يجب أن يديره أشخاص على دراية تامة بماهية الحرب ولماذا يعد التهكم والرشاوى خلال الحرب خيانة".
وأضاف أن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني هو المسؤول عن تنفيذ هذا القرار.
وفي المعسكر الآخر، أعلن الجيش الروسي الجمعة، أنه "عزّز" من جديد مواقعه في شمال شرق أوكرانيا، إذ دفع هجومه السلطات الخميس إلى إجلاء مدنيين، مؤكداً ضرب "مرتزقة أجانب" في جنوب أوكرانيا.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية، في تقريرها اليومي، إلى أنّ "الوحدات الهجومية التابعة للمجموعات القتالية في الغرب (...) واصلت عملياتها الهجومية في اتجاه كوبيانسك على جبهة عريضة، وعزّزت الوضع التكتيكي".
وعزّزت القوات الروسية مواقعها بالقرب من قريتي أولشانا وبيرتشوترافنيفي في منطقة خاركيف بصفة ملحوظة، بحسب المصدر نفسه.
وأمرت عشرات البلدات في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا الخميس سكانها بالإخلاء في مواجهة تقدّم القوات الروسية.
وطُرد الجيش الروسي من مدينة كوبيانسك ومحيطها بهجوم مضاد أوكراني خاطف في سبتمبر/أيلول 2022، بعدما احتلها منذ بداية الهجوم في فبراير/شباط 2022.
ومنذ بضعة أسابيع عاودت القوات الروسية هجومها في هذه المنطقة، معلنة السيطرة على أراضٍ باستمرار.
تطورات كبيرة على الأرض وفي أروقة القوات المسلحة الأوكرانية، تضع مؤشرات على صفحة الهجوم الأوكراني المضاد المستمر منذ أسابيع، وقد تشير إلى حالة تعثر في هذه الخطوة المدعومة غربيا، وفق مراقبين.
وبذلك، تصل الحرب في أوكرانيا إلى نقطة حرجة، بعد أن شنت كييف، بمساعدة المعدات العسكرية الغربية، الهجوم المضاد، في محاولة لطرد الروس من الأراضي التي سيطروا عليها سابقًا في شرق وجنوب البلاد.
لكن بعد شهرين من هذا الهجوم المضاد، ومع مرور الوقت قبل بداية الشتاء، يبدو أن القوات الأوكرانية لا تحرز التقدم الذي كان متوقعا، وفق النسخة الإنجليزية لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.
ووفق المصدر ذاته، تُظهر نظرة واحدة على خريطة واسعة النطاق لشرق وجنوب أوكرانيا أنه لم يتغير الكثير في الشهرين الماضيين، أي خلال الهجوم المضاد.
إذ لا تزال روسيا تسيطر على ما يقرب من خُمس مساحة أوكرانيا، بما في ذلك مدن دونيتسك في الشرق، وماريوبول، التي دخلتها بعد أشهر من الحصار، ولا تزال قواتها في مواقف دفاعية جيدة.
في الواقع، لم يتغير الكثير في الأشهر التسعة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عندما حققت أوكرانيا آخر مكسب كبير لها، واستعادت مدينة خيرسون الجنوبية ومناطق واسعة في الشمال الشرقي.
aXA6IDUyLjE1LjM3Ljc0IA== جزيرة ام اند امز