مقامرة «البطة العرجاء».. بايدن يؤجج «حزام النار» في أوكرانيا
وكأنه يسابق الزمن ليؤجج حزام النار المستعر في أوكرانيا، فكسر قيودا لطالما تمسك بها ومنح تفويضا مفخخا ينذر بتفجير الأوضاع شرقي أوروبا.
هذا ما فعله الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، قبل 60 يوما من تنصيب خلفه دونالد ترامب، في تحركات أشعلت الأجواء وفاقمت المخاوف.
وبشكل مفاجئ، تخلى بايدن، الذي يرتبط إرثه في السياسة الخارجية بمصير أوكرانيا، عن حواجزه الخاصة التي تحد من استخدام كييف للأسلحة الأمريكية، ومنحها الضوء الأخضر لاستخدام الصواريخ بعيدة المدى "أتاكمز" في العمق الروسي.
وبالفعل، استخدمت أوكرانيا "أتاكمز" للمرة الأولى الثلاثاء الماضي لاستهداف روسيا، وفي اليوم التالي نفذت كييف هجمات باستخدام صواريخ "ستورم شادو" بعيدة المدى التي قدمتها بريطانيا.
قي المقابل، أشهرت روسيا سيف التهديدات النووية وهو ما أثار مخاوف تيار "ماغا" أو "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" من اندلاع "الحرب العالمية الثالثة".
الأمر الذي اعتُبر اختبارا لتحذير ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم تصعيد الصراع، وفقا لما ذكره موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وقبل أيام، أعلن بوتين رسميا خفض عتبة روسيا لاستخدام الأسلحة النووية، كما شنت موسكو يوم الأحد الماضي واحدة من أكبر هجماتها الجوية منذ بداية الحرب، حيث قصفت شبكة الكهرباء في أوكرانيا بمئات الصواريخ والطائرات المسيرة.
وأمس الأربعاء، أغلقت السفارة الأمريكية في كييف أبوابها للمرة الأولى منذ عام 2022، وأصدرت استشارة للاحتماء في المكان للمواطنين الأمريكيين تحسبًا لـ "هجوم جوي كبير محتمل".
واستمرارا للتصعيد، قرت إدارة بايدن زيادة حزمة الأسلحة الأخرى بقيمة 275 مليون دولار لأوكرانيا والتي ستشمل لأول مرة ألغامًا مضادة للأفراد لصد التقدم البري الروسي في الشرق.
مقامرة غير ضرورية
وردا على ذلك، قال حلفاء ترامب إن الرئيس المنتهية ولايته، منخرط في التخريب والتصعيد غير الضروري.
وكتب ريتشارد جرينيل، المسؤول السابق في إدارة ترامب قول عبر منصة "إكس": "لم يتوقع أحد أن يصعد جو بايدن الحرب في أوكرانيا خلال فترة الانتقال.. هذا كما لو أنه يشن حربًا جديدة تمامًا".
وقال مايك والتز مستشار الأمن القومي لترامب لشبكة "فوكس نيوز": "إنها خطوة أخرى على سلم التصعيد، ولا أحد يعرف إلى أين يتجه هذا".
وحاليا، تقاتل كل من روسيا وأوكرانيا من أجل كل شبر من الأرض، في محاولة يائسة لتحسين موقفهما التفاوضي قبل محادثات السلام التي وعد بها ترامب.
ووفقا لتحليل نشره موقع "ناشيونال إنترست"، فقد تنفجر مناورة بايدن بشأن أوكرانيا في وجه أمريكا، ومن غير الواضح لماذا اختار الرئيس المنتهية ولايته هذه اللحظة تحديدا لاتخاذ قرار يحمل مخاطر تصعيد كبيرة للحرب.
واعتبر التحليل أن قرار بايدن يشكل خطرا كبيرا وغير ضروري على الولايات المتحدة كما أنه يزيد في الوقت نفسه من فرص هزيمة أوكرانيا.
نصائح كارثية
أشاد عدد من الجنرالات بقرار بايدن لكن هؤلاء الجنرالات سبق وقدموا نصائح كارثية طوال الحرب حيث تجاهلوا التحذيرات، ونصحوا الحكومات الغربية بمواصلة الحرب.
ولا يهم عدد الصواريخ بعيدة المدى الممنوحة لأوكرانيا لأنها لن تغير وحدها أي ديناميكية في ساحة المعركة تمامًا مثل دخول الدبابات الغربية السابقة، وناقلات الجنود المدرعة، وقطع المدفعية، وأسلحة الدفاع الجوي، وأنظمة هيمارس أو حتى طائرات إف-16.
والأكيد أن كييف خسرت الحرب لكن الاستمرار في تجاهل الواقع والاستماع إلى الجنرالات سيؤدي إلى زيادة التكلفة النهائية لخسارة الحرب بالنسبة لأوكرانيا.
كما أن ما يفعله بايدن الآن يخاطر بتوسيع الحرب، مما قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع مباشر مع روسيا.
ولقد كانت روسيا واضحة في تصريحاتها بأن إدخال الصواريخ الأمريكية أو الغربية بعيدة المدى في الحرب سيمثل مشاركة مباشرة من الغرب ضد روسيا ويفرض عليها "رداً"، وهو ما يفسر قرار الولايات المتحدة إخلاء سفارتها في كييف خوفا من تفاقم التوترات بين البلدين.
وتتصرف روسيا بناء على تهديدها، وبالتالي فإن المخاطرة بتوسيع الحرب من خلال السماح باستخدام الأسلحة الأمريكية بعيدة المدى هو أمر متهور للغاية، خاصة أنه لا يوفر أي فائدة عسكرية بل إنه يشكل خطرًا استراتيجيًا كبيرًا يتمثل في الانجرار إلى حرب.
وبحسب الموقع، كان أحد أسباب انتخاب ترامب هو تعهده بإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن هذه المخاطرة العبثية قبل شهرين من نهاية ولاية بايدن يمكن أن تدمر أي فرصة لتحقيق السلام.
aXA6IDMuMTQzLjIzNS4xMDQg جزيرة ام اند امز