"آزوفستال" و"خبز العالم".. مستجدات الأزمة الأوكرانية
يراقب العالم مجريات الأزمة في أوكرانيا فيما ترسو على شواطئها آلاف الأطنان من الحبوب في انتظار حسم معارك الشرق.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الإثنين إن أوكرانيا قد تخسر عشرات الملايين من الأطنان من الحبوب بسبب حصار روسيا لموانئها على البحر الأسود، مما يؤدي إلى أزمة غذائية ستؤثر على أوروبا وآسيا وأفريقيا.
وأبلغ زيلينسكي برنامج (60 دقيقة) الإخباري الأسترالي "روسيا لا تسمح للسفن بالدخول أو الخروج، إنها تسيطر على البحر الأسود. روسيا تريد أن توقف اقتصاد بلادنا بالكامل".
وأوكرانيا مُصدر رئيسي للحبوب والمنتجات الغذائية الأخرى وكذلك المعادن.
ومنذ أسابيع تركز روسيا عملياتها العسكرية في شرق أوكرانيا على أمل توفير خط إمداد آمن بين قواتها في البلد الجار وأراضيها في شبه جزيرة القرم.
وتمثل مدينة مريوبول التي أعلنت روسيا السيطرة عليها عاملا حاسما في تقدم العلمية العسكرية لكن لا يزال مصانع الصلب في آزوفستال يمثل عقبة أمام الجيش الأحمر.
وقال أحد مساعدي رئيس بلدية مدينة ماريوبول الأوكرانية اليوم الإثنين إن روسيا استأنفت قصف مصانع الصلب في آزوفستال أمس الأحد بمجرد مغادرة الحافلات التي كانت تقل المدنيين المنطقة.
ويسيطر الروس على معظم أنحاء ماريوبول، التي شهدت أعنف قتال خلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حتى الآن، لكن لا يزال عدد غير معروف من المدنيين والمقاتلين محاصرين في آزوفستال التي توفر شبكتها من المخابئ والأنفاق المأوى من القصف الروسي منذ أسابيع.
وقال بيترو أندريوشينكو مساعد رئيس البلدية للتلفزيون الأوكراني "أمس بمجرد أن غادرت الحافلات التي تقل من تم إجلاؤهم آزوفستال بدأ قصف جديد على الفور".
وبعد مفاوضات عسيرة سمحت روسيا أمس الأحد بإجلاء مدنيين من المصنع المحاصر.
وأعلن الجيش الأوكراني، أن روسيا أعادت نشر بعض قواتها من ميناء ماريوبول كي تنضم لهجومه في شرق البلاد.
وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أن عددا من الكتائب الروسية أرسلت من ماريوبول إلى بلدة بوباسنا في لوغانسك شرقي البلاد.
بوباسنا كانت إحدى بؤر القتال في شرق أوكرانيا، حيث سعى الجيش الروسي لاختراق الدفاعات الأوكرانية هناك في محاولة لتطويق القوات الأوكرانية في الشرق.
ويقول مراقبون إن المقاومة الأوكرانية الشرسة تعود ولو جزئيا إلى الدعم الغربي للبلد السوفيتي السابق الذي كان يطمح في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
لكن الدعم الغربي لا يتوقف فقط عند حدود السلاح، واليوم أيضا أعلنت الدنمارك إعادة فتح سفارتها في كييف في بادرة دعم لأوكرانيا، خلال زيارة غير معلنة لوزير الخارجية جيبي كوفود.
وقال الوزير في بيان صادر عن وزارته إن "إعادة فتح أبواب السفارة الدنماركية اليوم يشكل بادرة قوية ترمز إلى دعم أوكرانيا وشعبها".
وكانت السفارة أغلقت مؤقتا بسبب الوضع الأمني وغادر الدبلوماسيون بعدما أقاموا ممثلية مؤقتة في لفيف في غرب أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط حينما أطلقت روسيا العملية العسكرية.
من جانبه، أعلن الجيش الروسي أنه قصف عشرات الأهداف العسكرية الأوكرانية في الشرق.
وقال الناطق باسم الجيش الروسي إيغور كوناشينكوف إن المقاتلات الروسية أطلقت صواريخ دقيقة التوجيه لضرب 38 هدفا أوكرانيا، بينها مراكز تعبئة القوات والأسلحة، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأضاف كوناشينكوف أن غارة جوية روسية دمرت مستودع ذخيرة قرب تشيرنيهيف في إقليم زاباروغيا.
وأشار المتحدث باسم الجيش الروسي أيضا إلى أن مقاتلة أوكرانية من طراز "ميغ-29 تم إسقاطها قرب مدينة سلوفيانسك شرقي أوكرانيا.