«جنود كيم» في جبهات أوكرانيا.. «فيلم من الحرب العالمية»
جبهات القتال في أوكرانيا لم تضعهم فقط على خط النار وإنما جعلتهم تحت أعين تراقب أساليبهم في القتال وهم الجنود الذين قلما يلتقيهم مقاتل.
قائد أوكراني كشف عن افتقار الجنود الكوريين الشماليين إلى التدريب الكافي ووصف هجومهم على وحدته بأنه يشبه "فيلم من أفلام الحرب العالمية الثانية".
وذكر كونوفال إيغور إيغوروفيتش، قائد مجموعة الاحتياط بالفرقة الرابعة من فوج الهجوم الـ33 الأوكراني، أن الروس عاملوا قوات كوريا الشمالية على أنها "وقود للمدافع".
وفي تصريحات لموقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي، قال إيغوروفيتش إن "سلوك كوريا الشمالية في المعركة كان مربكًا في بعض الأحيان ويذكرنا بالحروب الماضية".
وخلال الخريف الماضي، تم نشر حوالي 11 ألف جندي كوري شمالي بمنطقة كورسك الغربية في روسيا لمساعدة موسكو في صد القوات الأوكرانية التي سيطرت على المنطقة في أغسطس/آب من العام نفسه.
ولم تؤكد موسكو وجود جنود من كوريا الشمالية يقاتلون إلى جانب قواتها على أراضيها.
وأوائل يناير/كانون الثاني الماضي، انضم إيغوروفيتش، إلى عملية للسيطرة على ماخنوفكا في كورسك، وكان الهدف تأمين مواقع رئيسية وانتظار وصول التعزيزات.
وقال إيغوروفيتش إن جنوده صادفوا في إحدى المرات قوات كورية شمالية كانت تركض ذهابًا وإيابًا بين المباني بشكل لا يمكن تفسيره بينما كانت تتعرض لقصف مدفعي على بعد حوالي 500 متر من الأوكرانيين.
وأوضح أنه لم يكن متأكدًا من سبب هروب الكوريين الشماليين لكنه تكهن بأنهم إما لم يعرفوا ماذا يفعلون أو أنه لم يكن هناك قائد على الأرض معهم، مشيرا إلى أن سلوكهم الغريب كان مفاجئا للجنود الأوكرانيين.
وأضاف أن الحرب في أوكرانيا هي نوع مختلف تمامًا من الصراع مقارنة بما تدربت عليه القوات الكورية الشمالية، ورجح أن هذه القوات لم تتلق سوى تدريب محدود من الروس.
«فيلم من الحرب العالمية»
وتابع "في القتال، كانوا يهاجمون فقط من خط الأشجار، كما في فيلم من الحرب العالمية الثانية"، حيث كانت الهجمات خلال الحرب العالمية الثانية تخلف خسائر بشرية كبيرة.
ويتوافق وصف إيغوروفيتش لأسلوب الجنود الكوريين الشماليين القتالي مع تقييم من إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، التي قالت في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي إن الكوريين الشماليين يستخدمون تكتيكات الموجة البشرية التي لم تكن فعالة للغاية.
وفي ذلك الوقت، قال متحدث باسم البيت الأبيض إن القادة العسكريين الروس والكوريين الشماليين اعتبروا القوات "قابلة للاستهلاك"، وكانوا يرسلونها في "هجمات يائسة" ضد الدفاعات الأوكرانية.
وقبل نشرهم في روسيا، لم يشارك جيش كوريا الشمالية في عمليات قتالية كبرى منذ عقود، ووصفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) والقيادة العسكرية الأوكرانية الكوريين الشماليين بأنهم «جنود منضبطون وأكفاء وقادرون على القتال لكنهم غير مستعدين لتحديات الحرب الحديثة».
ووفقًا لتقديرات استخباراتية غربية جديدة، تتكبد بيونغ يانغ خسائر فادحة وسط تقديرات بأن حوالي 4000 جندي كوري شمالي قتلوا أو أصيبوا أثناء القتال في روسيا.
والشهر الماضي، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن المعدل المرتفع للخسائر الكورية الشمالية في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن يؤثر سلبًا على قدرتها على إجراء عمليات قتالية في كورسك.
وحذر محللو الصراع في معهد دراسة الحرب من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى خسارة بيونغ يانغ جميع القوات التي نشرتها في غضون أسابيع فقط.
ولم تظهر القوات الكورية الشمالية على الخطوط الأمامية منذ أسابيع، الأمر الذي أثار تكهنات بأنها قد تكون انسحبت بسبب الخسائر الفادحة.
وعززت روسيا وكوريا الشمالية علاقاتهما الدفاعية خلال حرب أوكرانيا، ووقعتا اتفاقية خلال الصيف الماضي تعهدت بموجبها بتقديم مساعدات عسكرية.