هجوم أوكرانيا المضاد.. أسرار التأخر بين "التكتيك" و"الفوضى"
"تكتيك" أم "تخبط وفوضى"؟.. سؤال طرحه تحليل نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، اعتبر أنه من الصعب تصور عدم بدء هجوم أوكرانيا المضاد أواخر أبريل/نيسان، حتى بمراحله التحضيرية.
التحليل اعتبر أن "القصف الدقيق الذي لا هوادة فيه على أهداف عسكرية روسية، والإشارات عن عمليات إنزال أوكرانية صغيرة على طول الضفة الشرقية لنهر دنيبرو، والانفجارات التي تضرب مستودعات الوقود والبنية التحتية داخل حدود روسيا وفي المدن التي تسيطر عليها موسكو - يمكن النظر إليها جميعا باعتبارها مؤشرات".
- غازل المسلمين وتحدث عن السلام.. زيلينسكي في جدة لحضور القمة العربية
- أسلحة جديدة في شرايين كييف.. زيارة زيلينسكي لأوروبا تنعش أوكرانيا
مقدمات الهجوم
وأشار التحليل أيضًا إلى الهجوم بمروحية هليكوبتر ضد هدف روسي، وعملية إجلاء المدنيين من المناطق التي تخضع لسيطرة روسيا، قائلا إن "المؤشرات تجمعت بسرعة على مدار الشهر الماضي، واعتبرت مؤشرات استهلالية لـ(عمليات التشكيل) التي قال مسؤول أمريكي كبير لـ"سي إن إن" إنها بدأت الأسبوع الماضي، ومع ذلك رسميا، لم يبدأ الهجوم المضاد الأوكراني بعد.
وبالنظر إلى حجم العتاد من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) والمشورة، والتدريب، الذين تلقتهم هذه العملية، وفيما قال مسؤول أمريكي كبير للكونغرس مؤخرا إن الولايات المتحدة تدرب كييف على كيفية "المفاجأة"، يبدو من العدل افتراض أن هذا التأخير في إعلان بداية الهجوم هو "تكتيك"، وليس نتيجة الفوضى وعدم التنظيم الأوكراني.
تكتيك "الارتباك"
وأشار التحليل إلى أنه من الممكن ألا نعلم بشأن بداية الهجوم المضاد إلا عندما يتم الكشف عن أولى نتائجه الملموسة، موضحا أن "الهدف من هذا الارتباك هو إبقاء موسكو في حالة عدم توازن، وغير قادرة على تقييم كل هجوم جديد للقوات الأوكرانية هو ذاك الهجوم المضاد، أم مجرد عملية أخرى".
واعتبر تحليل "سي إن إن" أن الهجمات الأخيرة حول باخموت هي دليل على ذلك، لافتا إلى أن رئيس مجموعة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجين، أمضى 10 أيام في محادثات تفصيلية مع نفسه عبر تليغرام، يحذر من انهيار المجموعة دون المزيد من قذائف المدفعية من كبار الضباط الروس.
ولم يتلق أي رد رسمي تقريبًا على التماساته، وليس من الواضح ما إذا كانوا قد غيروا أيًا من أنماط الإمداد بوزارة الدفاع الروسية.
وقال التحليل إن "بقاء بريغوجين الملحوظ، بعد هذه الموجة من انتقاداته الصريحة لرجال الكرملين، هو تعبير عن الحاجة والخوف؛ إذ ربما يخشى بوتين ردود الفعل السلبية التي قد تترتب على إزاحة بريغوجين، وكذلك الحاجة إلى بقاء قوت فاغنر في مواقعهم".
ورأى التحليل أن موجة غضب بريغوجين لم تسفر حتى الآن سوى عن تغييرات إقليمية طفيفة في السيطرة حول مدينة باخموت الرمزية، لكنها كشفت بشكل أكثر أهمية عن الاختلاف في كيفية عمل آلات الحرب الروسية والأوكرانية.
وتمكنت كييف حتى الآن من الحفاظ على سرية نواياها واستعداداتها وأي بدايات مزيفة محتملة، بحسب التحليل، مشيرا إلى أنه يبدو أن الأوكرانيين يتحلون بالصبر والقدرة على الحفاظ على سرية خطتهم بما يكفي لتنفيذها بشكل منهجي.
وفي الأسابيع المقبلة، بحسب التحليل، من المحتمل أن نرى مزيدًا من الارتباك حول ما تنوي أوكرانيا فعله، مشيرا إلى احتمال تسارع وتيرة الضربات ضد أهداف روسية محددة ومهمة، وفي عمق الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، كما هو الحال مع الضربات الصاروخية الواضحة على المباني الكبيرة داخل لوهانسك.
وأشار التحليل إلى أنه من الممكن أن تشن كييف هجوما ضد المواقع الروسية الضعيفة -حيث من المرجح أن تكون سلاسل الإمداد والقيادة والمعنويات ضعيف- في أي وقت، موضحا أن مزيدا من الارتباك الروسي والإنهاك يمكن أن يقلل الخسائر البشرية على كييف.