أوكرانيا تتعلق بقشة مسيرات الذكاء الاصطناعي.. هل يتجدد الأمل؟
مع احتدام الحرب في أوكرانيا، وفقدان كييف بوصلة التقدم وانهيار بعض خطوط دفاعها، بدأ البلد الأوراسي الدفع باستراتيجيات جديدة، آملا أن تقوده إلى نصر فقد شهيته.
تلك الاستراتيجيات تتخذ من تطوير مسيرات مدعمة بالذكاء الاصطناعي مرتكزًا لها، بهدف الوصول إلى الأهداف الروسية من مسافة بعيدة، وتكون -كذلك- أكثر مرونة في مواجهة الإجراءات الإلكترونية المضادة.
وفي تصريحات لصحيفة «تليغراف» البريطانية، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، كاترينا تشيرنوهورينكو، إن بلادها تعمل على تطوير نظام جديد يمكنه تمييز الأهداف ومطاردتها وضربها بشكل مستقل من بعيد، ويزيد من صعوبة إسقاط المسيرات أو التشويش عليها.
وأضافت: «يجب أن تكون مسيراتنا أكثر فاعلية، ويجب توجيهها نحو الهدف دون أي مشغلين»، متابعة: «نحن نسميها أيضًا (استهداف الميل الأخير)، حيث يجري توجيهها وفقًا للصورة».
وأوضحت أن المسيرات الجديدة سيجري إطلاقها وتوجيهها نحو خط المواجهة من قبل مشغلها البشري، لكنها ستحدد بعد ذلك هدفها على بعد أكثر من ميل واحد لتتحول إلى الطيار الآلي الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الدقة وتقليل المخاطر التي يتعرض لها مشغلها البشري.
يأتي ذلك بعد أقل من شهرين من إعلان وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس إنشاء تحالف المسيرات الذي سيشهد قيام المملكة المتحدة ولاتفيا والحكومات الأخرى المتحالفة مع الغرب، بضخ 200 مليون جنيه إسترليني لتوفير مسيرات عسكرية لأوكرانيا، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
حزمة المساعدات التي تشكل حوالي خمس إجمالي استثمار أوكرانيا في تطوير مسيرات لاستخدامها في الخطوط الأمامية، ستشهد طلب المملكة المتحدة لآلاف المسيرات من طراز «إف بي في» لكييف والتي ستقوم بتصنيع الكثير منها شركات بريطانية.
فاعلية استثنائية
وأثبتت المسيرات فاعليتها في مهاجمة الأهداف الروسية بعدما أغرقت عدة سفن حربية في أسطول البحر الأسود الروسي، وفي الأسابيع الأخيرة نجحت كييف في نشر مسيرات بعيدة المدى لمهاجمة البنية التحتية على بعد مئات الأميال خلف الحدود الروسية.
ويمكن أن تكون المسيرات المدعمة بالذكاء الاصطناعي أكثر فتكا وفاعلية، خاصة في الهجمات القصيرة والمتوسطة المدى على المدرعات والمدفعية ومعسكرات القوات الروسية في أوكرانيا أو خلف الحدود مباشرة.
وتستطيع مسيرات الذكاء الاصطناعي التقاط ومعالجة المعلومات الاستخبارية المستمدة من الكاميرات وأجهزة الاستشعار وبإمكانها تفسير المعلومات المرئية، واكتشاف الأشياء والأنماط والتعرف عليها، لذا تكون قادرة على التحرك بشكل مستقل ودون توجيه نحو هدف معين.
ورغم أن مسيرات الذكاء الاصطناعي تعمل نظريا بشكل متزامن، كطريقة عمل العقل البشري؛ لمحاصرة الخصوم، فإن هناك مخاوف بشأن قابلية الخطأ في اتخاذ قرارات الحياة والموت دون إشراف بشري.
ولتحييد ذلك الخطر، قامت لجنة مجلس اللوردات المعنية بالذكاء الاصطناعي في لجنة أنظمة الأسلحة بتحذير الحكومة البريطانية بضرورة المضي بحذر في تطوير مسيرات الذكاء الاصطناعي وحثتها على تطوير تعريف تشغيلي لـ«أنظمة الأسلحة المتقدمة».
وقالت مصادر دفاعية لصحيفة «تليغراف»، إن الحكومة البريطانية لن تشارك في تطوير طائرات بدون طيار متقدمة ذاتية التحكم لأوكرانيا.