أزمة أوكرانيا.. تجديد دماء الناتو وكييف تخاصم التراث الروسي
مع مرور أكثر من 4 شهور على بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تولى جنرال أمريكي جديد منصبا رفيعا في الـ"ناتو".
واليوم الإثنين تسلم الجنرال الأمريكي كريستوفر كافولي منصب القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا بحلف شمال الأطلسي "ناتو" من الجنرال الأمريكي تود ولترز في مراسم في مدينة مونس ببلجيكا.
قيادة جديدة
وقال ينس ستولتنبرج أمين عام الحلف، في كلمته خلال المراسم، إن كافولي يتولى المنصب الرفيع وسط "عودة الصراع الوحشي لأوروبا".
ويأتي تسليم القيادة بعدما وافق الحلف الأسبوع الماضي على تعزيز مهم لأعضائه في شرق أوروبا خلال قمة الناتو في مدريد، على خلفية العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وألقى ستولتنبرج الضوء على دور كافولي في الإشراف على عمليات انتشار القوات الأمريكية بشكل متزايد مؤخرا في أوروبا، حيث وصل عددها لأكثر من مئة ألف جندي، في رد فعل على الهجوم الروسي.
وسوف يكون كافولي المسؤول الرئيسي عن تخطيط وتنفيذ الإجراءات العسكرية للدفاع عن الحلف وردع روسيا.
فعلى سبيل المثال، سوف يتم تطبيق نموذج جديد لقوات الناتو في الشهور المقبلة، ويتضمن، بين أشياء أخرى، وضع أكثر من 300 ألف جندي على أهبة الاستعداد للأزمات.
وانضم كافولي، المولود في فورتسبورج بألمانيا عام 1964 لأسرة إيطالية أمريكية، إلى الجيش الأمريكي في 1987، وخدم في البوسنة والهرسك والعراق وأفغانستان وواشنطن.
وحصل كافولي على درجة الماجستير في دراسات شرق أوروبا من جامعة ييل، وهو أيضا قائد القوات الأمريكية في أوروبا ويتحدث الفرنسية والإيطالية والروسية.
وفي إطار العضويات الجديدة بالحلف، تطلق دول حلف شمال الاطلسي الثلاثاء إجراءات المصادقة على انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف، في قرار يعدّ تاريخياً لدولتين شماليتين دفعتهما إليه الحرب التي قادتها روسيا في أوكرانيا.
وقال الناتو في بيان: "يوقّع الحلفاء الثلاثاء على بروتوكول قبول عضوية فنلندا والسويد".
قوانين مثيرة للجدل
وفي الداخل الأوكراني، أحدثت القوانين التي أقرها البرلمان والتي تهدف إلى "حماية الثقافة الأوكرانية من الدعاية الروسية انقساما داخل الشارع الأوكراني.
فقد حظرت قوانين جديدة كل الأعمال المكتوبة باللغة الروسية في سوق الكتب، مما أثار انقساما بين بائعي الكتب والمشترين على حد سواء.
وقال بائع الكتب ألكسندر دروبين لوكالة فرانس برس: "هذه القوانين مبالغ بها، ربما أراد البعض إظهار أنهم وطنيون، لكنها ليست طريقة لإظهار أننا وطنيون لأن حوالي نصف سكاننا يتحدثون الروسية، كما أن الثقافة الروسية تهمنا أيضا. هناك الكثير من الأمور الجيدة في التاريخ الروسي".
أما بائع الكتب الآخر أناتولي غونكو فاعتبر أن هذا القانون "ضروري"، لكنه أضاف أنه "من الصعب بعض الشيء القول إنه يجب التحدث بالأوكرانية فقط وليس بالروسية".
وتابع "ما الذي يوجب على اللغة الروسية بأن تقتصر على روسيا؟ 300 مليون شخص في العالم يتحدثون الروسية".
وفي 19 يونيو/حزيران الماضي، تبنى البرلمان الأوكراني قوانين عدة تهدف إلى "حماية الثقافة (الأوكرانية) من الدعاية الروسية"، وهي تنتظر فقط توقيع الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وتحظر القوانين خصوصا استيراد كل الكتب المنشورة في روسيا وبيلاروسيا، حليفة موسكو في الحرب ضد أوكرانيا، بغض النظر عن مؤلفها، تحت طائلة تغريم المخالفين.
لكن تطبيقها سيكون معقدا، فالأعمال المكتوبة باللغة الروسية المنشورة في أوكرانيا أو في بلدان أخرى ستبقى مرخصة نظريا، شرط أن تكون الروسية هي اللغة الأصلية للمؤلف وألا يكون الأخير معاديا لأوكرانيا.
كما تحظر النصوص بث الموسيقى الروسية التي تم تأليفها بعد عام 1991 في محطات التلفزيون والإذاعات وفي الأماكن العامة.
وبعد أربعة أشهر من الهجوم الروسي، ستعزز هذه القوانين الترسانة التشريعية التي تم تبنيها في السنوات الأخيرة والتي تهدف إلى "اجتثاث الشيوعية" و"نزع الطابع الروسي" من هذه الجمهورية السوفيتية السابقة وتعزيز اللغة الأوكرانية.
وقالت ناتاشا سيكورسكا التي كانت تشتري كتبا في السوق "إن اعتماد هذا القانون اليوم لا معنى له، فهناك مشكلات أكثر خطورة".
وأضافت "أنا لست مع حظر الأدب الروسي، لأن الأدب الروسي هو تاريخ وليس دعاية روسية، إنه مجرد ثقافة".
كن إحدى صديقاتها وهي محامية فضلت عدم كشف اسمها، لا توافقها الرأي.
وقالت "قرأت كثيرا الأدب الروسي وأحببته وما زلت أحبه، لكنني أقول لك بصراحة، منذ 24 فبراير/شباط، لم يعد موجودا بنظري".
وعلى غرار ناتاشا سيكورسكا، يعتقد دروبين أن الحكومة الأوكرانية لديها أمور أفضل للقيام بها من إصدار تشريعات بشأن هذه الأمور التفصيلية، ويجب أن تركز على "الدفاع عن بلدنا".
وختم "الجميع يرتكب أخطاء حتى حكومتنا".
ميدانيا
يأتي ذلك فيما اتخذت القوات الأوكرانية خطوطا دفاعية جديدة في الشرق اليوم استعدادا لمرحلة جديدة صعبة في الحرب، حيث أعلن الرئيس فلاديمير بوتين انتصار روسيا في معركة لوهانسك التي استمرت لأشهر.
ووضع استيلاء روسيا على مدينة ليسيتشانسك أمس الأحد حدا لواحدة من أكبر المعارك في أوروبا منذ أجيال، والتي شهدت قيام موسكو بجلب قوتها البرية كاملة لتحمل على جيب صغير على خط المواجهة لمدة شهرين.
وخلال لقاء قصير بثه التلفزيون مع وزير الدفاع، هنأ بوتين القوات الروسية على "انتصاراتها في اتجاه لوهانسك".
وقال إن على من شاركوا في القتال أن "يرتاحوا تماما وأن يستعيدوا جاهزيتهم العسكرية" بينما تواصل الوحدات الأخرى القتال في مناطق أخرى.
والمعركة هي الأقرب إلى تحقيق موسكو أحد أهدافها المعلنة منذ انسحاب قواتها في محاولة الاستيلاء على كييف في مارس/آذار الماضي، وتمثل أكبر انتصار لروسيا منذ استيلائها على ميناء ماريوبول الجنوبي في أواخر مايو/أيار.
aXA6IDMuMTQ0LjEwNi4yMDcg
جزيرة ام اند امز