روسيا ترد بالمثل على كرواتيا وكييف غاضبة وجونسون يخشى تقدما ملموسا
أعلنت روسيا، الجمعة، اعتزامها طرد 5 من موظفي سفارة كرواتيا في موسكو، ردا على خطوة بالمثل، بينما اتهمت أوكرانيا الغرب بتأخير العقوبات.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها ستطرد 5 من موظفي السفارة الكرواتية في موسكو، ردا على مطالبة السلطات في زغرب بعض الدبلوماسيين الروس بمغادرة البلاد.
وكانت كرواتيا قد طلبت في أبريل/ نيسان من 24 موظفا بالسفارة الروسية مغادرة البلاد على خلفية العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
اتهام أوكراني
يأتي ذلك فيما حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغرب على التوقف عن العبث مع روسيا وفرض عقوبات أشد على موسكو لإنهاء "حربها العبثية" في أوكرانيا، مضيفا أن بلاده ستظل مستقلة لكن السؤال الوحيد هو بأي ثمن.
وتصاعدت انتقادات زيلينسكي للغرب في الأيام الماضية مع تحرك الاتحاد الأوروبي ببطء نحو فرض حظر محتمل على النفط الروسي ومع محاولة آلاف الجنود الروس تطويق مدينتين رئيسيتين في شرق البلاد هما سيفيرودونتسك وليسيتشانسك.
وبعد مضي ثلاثة أشهر منذ العمليات العسكرية الروسية، تخلت روسيا عن هجومها على العاصمة كييف وتحاول إحكام سيطرتها على منطقة دونباس الشرقية الصناعية، حيث تدعم تمردا انفصاليا منذ عام 2014.
ويرى محللون عسكريون غربيون أن معركة سيفيرودونتسك وليسيتشانسك نقطة تحول محتملة في الحرب مع تحول الزخم لصالح روسيا بعد استسلام الحامية الأوكرانية في ماريوبول الأسبوع الماضي.
وقال زيلينسكي، في كلمة في وقت متأخر الليلة الماضية: "ستظل أوكرانيا دولة مستقلة ولن تُهزم. السؤال الوحيد هو ما الثمن الذي سيتعين على شعبنا دفعه مقابل حريته، وما هو الثمن الذي ستدفعه روسيا مقابل هذه الحرب العبثية ضدنا".
وأضاف قائلا:"ما زال بالإمكان وقف الأحداث الكارثية إذا تعامل العالم مع الوضع في أوكرانيا كما لو كان هو من يواجه الموقف نفسه، إذا لم تعبث القوى مع روسيا وضغطت بالفعل لإنهاء الحرب".
زيلينسكي والغرب
واشتكى زيلينسكي من الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي حول فرض المزيد من العقوبات على روسيا وتساءل عن سبب السماح لبعض الدول بعرقلة الخطة.
ويناقش الاتحاد الأوروبي جولة سادسة من الإجراءات العقابية تشمل فرض حظر على واردات النفط الروسية، فيما تتطلب الخطوة إجماع الدول الأعضاء لكن المجر تعارض الفكرة في الوقت الراهن على أساس أن اقتصادها سيعاني كثيرا.
وقال مسؤول مجري إن بلاده تحتاج إلى ما بين ثلاث سنوات ونصف وأربع سنوات للاستغناء عن الخام الروسي وتنفيذ استثمارات ضخمة لإدخال تعديلات على اقتصادها، وإلى حين يتم التوصل لاتفاق بشأن جميع القضايا، فإنها لن تستطيع تأييد حظر النفط المقترح من الاتحاد الأوروبي.
ونوه زيلينسكي إلى أن روسيا تحصل على مليار يورو يوميا من التكتل المؤلف من 27 دولة مقابل إمدادات الطاقة.
وتساءل زيلينسكي "كم أسبوعا آخر سيحاول الاتحاد الأوروبي فيه الاتفاق على حزمة سادسة؟" من العقوبات.
ولفت قائلا: "الضغط على روسيا مسألة تتعلق حرفيا بإنقاذ الأرواح. وكل يوم من المماطلة أو الضعف أو النزاعات المختلفة أو الاقتراحات لتهدئة المعتدي على حساب الضحية يعني فقط مقتل المزيد من الأوكرانيين".
تأتي تصريحات زيلينسكي في ثاني يوم على التوالي يوجه فيه انتقادات حادة لنهج العالم في التعامل مع الحرب.
فقد انتقد بشدة الأربعاء تلميحات بأن على كييف تقديم تنازلات من أجل إحلال السلام، قائلا إن الفكرة تشبه محاولات استرضاء ألمانيا النازية في عام 1938.
وربما تشهد قمة الاتحاد الأوروبي يومي 30 و31 مايو/ أيار انقسامات بين الأعضاء الذين يميلون للتشدد مع روسيا ومن يدعون إلى وقف إطلاق النار.
الوضع الميداني
وعلى الصعيد الميداني، كشف الجيش الأوكراني أن القوات الروسية شنت هجوما من ثلاث جهات في محاولة لتطويق القوات الأوكرانية في سيفيرودونتسك وليسيتشانسك الخميس، مشيرا إلى أنه إذا سقطت المدينتان اللتان تقعان على ضفتي نهر سيفيرسكي دونيتس، فستكون منطقة لوهانسك في إقليم دونباس قد سقطت بالكامل تقريبا في أيدي الروس.
وتَعزّز تقدم الروس في دونباس بقصف مدفعي مكثف، فيما قال الجيش الأوكراني إن 50 بلدة في إقليمي دونيتسك ولوهانسك تعرضت للقصف الخميس.
وطالب قائد القوات المسلحة الأوكرانية، فاليري زالوجني، عبر موقع تليجرام بمزيد من الأسلحة الغربية خصوصا "الأسلحة التي ستسمح لنا بضرب العدو من مسافة بعيدة".
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في وقت لاحق من أن أي إمدادات أسلحة يمكنها أن تصل إلى الأراضي الروسية ستكون "خطوة خطيرة نحو تصعيد غير مقبول".
وزودت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى مثل مدافع الهاوتزر إم777 من واشنطن وصواريخ هاربون المضادة للسفن من الدنمارك.
وقال مسؤولون أمريكيون ودبلوماسيون لوكالة رويترز إن واشنطن تدرس تزويد كييف بمنظومة صاروخية يمكن أن يصل مداها إلى مئات الكيلومترات وإنها تبحث مع كييف خطر التصعيد إذا ما قصفت أماكن في العمق الروسي.
وذكر مسؤول أمريكي -طالبا عدم نشر اسمه- "لدينا مخاوف حيال التصعيد ومع ذلك لا نريد وضع حدود جغرافية أو تقييد أيديهم بشدة بالأشياء التي نقدمها لهم".
وتصف روسيا خطواتها بأنها "عملية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وحمايتها من الفاشيين، فيما تقول أوكرانيا والغرب إن المزاعم المتعلقة بالفاشية لا أساس لها من الصحة وإن الحرب عمل عدواني بلا مبرر.
مفاوضات السلام
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن موسكو تتوقع أن تقبل أوكرانيا مطالبها في أي محادثات سلام مستقبلية.
وتريد موسكو أن تعترف كييف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم التي احتلتها عام 2014، واستقلال الأراضي التي يطالب بها الانفصاليون.
والجمعة، قال الرئيس الأوكراني إن بلاده ليست متحمسة للتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن يتعين عليها مواجهة حقيقة أن هذا سيكون ضروريا على الأرجح لإنهاء الحرب.
زيلينسكي قال في كلمة لمؤسسة بحثية إندونيسية: "هناك أشياء يجب مناقشتها مع الزعيم الروسي. أنا لا أبلغكم أن شعبنا حريص على التحدث إليه، لكن علينا مواجهة حقائق ما نعيشه."ماذا نريد من هذا الاجتماع... نريد أن تعود حياتنا.. نريد استعادة حياة دولة ذات سيادة داخل أراضيها".
ورأى أن روسيا لا تبدو مستعدة بعد لإجراء محادثات سلام جدية.
وردت الرئاسة الروسية على تصريحات زيلينسكي، بإلقاء اللوم على أوكرانيا بشأن مسألة تجميد مفاوضات السلام، مؤكدة أن القيادة الأوكرانية تدلي بتصريحات متناقضة بشأن مفاوضات السلام.
وعلقت بريطانيا على لسان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا قائلا: "الرئيس الروسي يحرز تقدما بطيئا ولكنه ملموس في منطقة دونباس بأوكرانيا".
وقال جونسون لتلفزيون بلومبرج: "أخشى أن يواصل بوتين، بتكلفة باهظة على نفسه والجيش الروسي، التقدم في دونباس".
وأضاف قائلا: "إنه يواصل إحراز تقدم تدريجي وبطيء، لكنني أخشى أن يكون هناك تقدم ملموس، وبالتالي يجب علينا أن نستمر في دعم الأوكرانيين عسكريا".
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjEzMSA= جزيرة ام اند امز