واشنطن تؤكد اقتراب "ساعة الصفر".. والأسلحة تتدفق على أوكرانيا

أكد مسؤول أمريكي، الأربعاء، أن التقييمات تشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مستعد تمامًا لغزو واسع النطاق لأوكرانيا.

وقال المسؤول الأمريكي، في تصريحات لـ"رويترز"، إن "الولايات المتحدة لديها دلائل على أن روسيا تخطط لاستخدام جنودها بالاحتياط وحرسها الوطني ضمن أهداف طويلة المدى في أوكرانيا".

وأضاف المسؤول أن "80% من القوات الروسية المحتشدة على الحدود الأوكرانية في مواقع متقدمة ومستعدة للهجوم".

• أوكرانيا في جلسة ساخنة بالأمم المتحدة.. هجمة دولية ضد روسيا
• وساطة ميركل و"أخطر" رجل بالعالم.. رأي ألمان بأزمة أوكرانيا

ولفت إلى أن "الولايات المتحدة ستفعل ما بوسعها لمراقبة أنشطة القوات الروسية على الحدود الأوكرانية".

تهجير 5 ملايين شخص

وحذّرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس- جرينفيلد أمام الأمم المتحدة، الأربعاء، من أنّ "النزاع بين روسيا وأوكرانيا قد يؤدّي إلى أزمة لاجئين جديدة مع ما يصل إلى خمسة ملايين شخص إضافي مهجّر".

وقالت: "إذا استمرّت روسيا في هذا الطريق فقد تتسبّب، وفقاً لتقديراتنا، بأزمة لاجئين جديدة، ستكون من بين الأكبر التي يواجهها العالم اليوم، مع ما يصل إلى 5 ملايين شخص إضافي مهجّر بسبب الحرب التي اختارتها روسيا والضغط الذي تمارسه على جيران أوكرانيا".

وأضافت: "ولأنّ أوكرانيا هي أكبر مصدّري القمح في العالم وخصوصًا في العالم النامي، فإنّ روسيا يمكن أن تتسبّب بارتفاع أسعار المواد الغذائية وبجوع أكثر شدّة في أماكن مثل ليبيا واليمن ولبنان".

أسلحة ليتوانية لأوكرانيا

وفي إطار دعم الحلفاء لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وافقت حكومة رئيسة الوزراء الليتوانية أنجريدا سيمونيت على إرسال معدات إلى أوكرانيا، بما في ذلك قوارب مطاطية وأجهزة قياس الإشعاعات وأقنعة ضد الغازات.

بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الإذاعة الليتوانية أن مجلس الوزراء يعتزم تزويد أوكرانيا بأسلحة أيضا، إلا أن هذا لم يتم الإعلان عنه.

وكانت ليتوانيا قد سلمت صواريخ مضادة للطائرات من طراز ستينجر أمريكية الصنع إلى كييف بموافقة واشنطن.

ووفقا للتقرير، تصل القيمة الإجمالية للمساعدات التي ستقدمها ليتوانيا إلى أوكرانيا 1.8 مليون يورو (2 مليون دولار).

 وقالت سيمونيت: "يجب علينا أن نقدم المساعدة.. ونحن نقدم المساعدة".

يذكر أن ليتوانيا هي واحدة من أشد المدافعين عن أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، كما أنها تضغط من أجل اتخاذ موقف صارم ضد موسكو في الصراع الأوكراني.

وقال رئيس ليتوانيا جيتاناس نوسيدا خلال زيارة إلى كييف "في مواجهة العدوان الروسي: "لن نترك أوكرانيا بمفردها. يمكنهم الاعتماد على الدعم الكامل من ليتوانيا والمجتمع الدولي بأكمله.. سندعم أوكرانيا بكل السبل الممكنة".

تأتي هذه الخطوة من جانب ليتوانيا وسط تحذيرات من حلف شمال الأطلسي (ناتو) بقيادة الولايات المتحدة من أن روسيا تخطط لغزو أوكرانيا.

صواريخ "ستينجر" من لاتفيا

كما تسلمت أوكرانيا شحنة صواريخ دفاع جوي طراز ستينجر من لاتفيا.

وبحسب وزارة الدفاع اللاتفية، الأربعاء، فأن أنظمة السلاح وصلت إلى العاصمة الأوكرانية كييف دون الإفصاح عن عدد الصواريخ.

يذكر أن لاتفيا، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، كانت أعلنت مع جارتيها في البلطيق إستونيا وليتوانيا، اعتزامها توريد أسلحة تم تصنيعها في الولايات المتحدة إلى أوكرانيا بموافقة واشنطن.

وكانت ليتوانيا أرسلت صواريخ ستينجر إلى أوكرانيا في وقت سابق، في حين أرسلت إستونيا صواريخ دفاع جوي أيضا ولكن طراز يافيلين.

رتلان عسكريان صوب دونيتسك

في سياق متصل، ذكر شاهد من "رويترز"، الأربعاء، أن رتلين عسكريين منفصلين، لا يحملان شارات محددة، يتجهان صوب مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا من طرق مختلفة قادمة من اتجاه الحدود الروسية.

وقال المراسل، إن أحد الرتلين ضم 9 دبابات ومركبة قتالية تابعة لسلاح المشاة، بينما يتألف الرتل الثاني من شاحنات وناقلات وقود.

وأعلنت أوكرانيا حالة الطوارئ، الأربعاء، وطلبت من مواطنيها في روسيا مغادرتها، في حين بدأت موسكو إخلاء سفارتها في كييف في أحدث مؤشرات تنذر بالخطر على الأوكرانيين الذين يخشون هجوما عسكريا روسيا شاملا.

طلب أوكراني حال اندلاع الحرب

وقال السفير الأوكراني لدى تركيا فاسيل بودنار، الأربعاء، إن "أوكرانيا تعتبر وجود السفن الحربية الروسية بالبحر الأسود قرب حدودها تهديدا وستطلب من تركيا بحث إغلاق مضيقين أمام السفن الروسية إذا غزت موسكو بلاده".

وتعارض تركيا، التي تملك حدودا مع كل من أوكرانيا وروسيا في البحر الأسود، العقوبات من حيث المبدأ، لكنها وصفت الخطوة الروسية بأنها غير مقبولة.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي عبرت 6 سفن حربية روسية وغواصة مضيقي البوسفور والدردنيل إلى البحر الأسود فيما وصفته موسكو بتدريبات بحرية قرب المياه الأوكرانية.

وردا على سؤال عن وجود سفن حربية روسية قرب حدود أوكرانيا قال بودنار لـ"رويترز"، إن "السفن تشكل تهديدا خطيرا لكييف"، مضيفا أن "تركيز قوات بحرية روسية في البحر الأسود كان هائلا".

وتابع بودنار "نعتقد أنه في حالة غزو عسكري واسع النطاق أو بدء أنشطة عسكرية ضد أوكرانيا، أي عندما تكون الحرب ليست فقط حربا بحكم الأمر الواقع بل حربا بحكم القانون، سنطلب من الحكومة التركية بحث إمكانية إغلاق المضيقين إلى البحر الأسود أمام الدولة المعتدية".

وبموجب اتفاقية مونترو الموقعة عام 1936 تسيطر تركيا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي، على مضيقي البوسفور والدردنيل اللذين يربطان البحر المتوسط بالبحر الأسود.

وتمنح الاتفاقية أنقرة سلطة تنظيم عبور السفن الحربية وإغلاق المضيقين أمام هذه السفن في وقت الحرب أو عندما تتعرض لتهديد.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال اليوم الأربعاء إنه لا يمكن لتركيا، التي تربطها علاقات جيدة بكل من روسيا وأوكرانيا، التخلي عن علاقاتها بأي منهما، وأن بلاده ستتخذ خطوات لا تضر بعلاقاتها الثنائية مع البلدين.

هولندا تستدعي السفير الروسي 

واستدعت هولندا، الثلاثاء، السفير الروسي في لاهاي بعد اعتراف موسكو باستقلال المنطقتين الانفصاليتين المواليتين لها في شرق أوكرانيا وإعلانها عن نشر جنود روس في أوكرانيا، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الهولندية، الأربعاء.

وقالت متحدثة باسم الخارجية الهولندية، إنّ "هولندا استدعت بالفعل سفير روسيا الثلاثاء، وأوضحت له أنّ أفعال روسيا الأخيرة غير مقبولة وستكون لها عواقب وخيمة".

واستدعت أيضاً كلّ من النمسا وبريطانيا سفيري روسيا المعتمدين لديها.

واعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين، باستقلال منطقتيَ دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا، وأمر بإرسال قوات روسية إليهما.

ويتّهم الغرب موسكو بحشد 150 ألف جندي عند حدود أوكرانيا استعدادا لشنّ هجوم محتمل على جارتها.

وتخشى الدول الغربية من أن يشكل تصاعد حدّة المعارك على خطّ الجبهة، ذريعة لروسيا لغزو أوكرانيا.