في منطقة محظورة.. تدريبات جيش أوكرانيا توقظ "تشرنوبيل"
في موقع مهجور بمنطقة محظورة بتشرنوبيل الأوكرانية على الحدود مع بيلاروسيا، تتعالى أصوات طلقات نارية لقوات تتدرب على القتال.
دوي أعيرة نارية يبعث الحياة في شوارع مهجورة ومبانٍ خالية بالمدينة التي أخليت خلال أسوأ كارثة نووية في التاريخ، لكنها باتت اليوم ساحة مثالية للتدريب وسط أزمة تشهدها أوكرانيا؛ الدولة السوفيتية السابقة التي يُخشى أن تجتاحها روسيا.
ورغم أن موسكو نفت مرارا وتكرارا وجود أي نية لديها لغزو أوكرانيا، فإن تحشيدها العسكري على الحدود يفاقم مخاوف كييف والغرب بشأن احتمالات قد تستنسخ سيناريو ضمّ شبه جزيرة القرم في عام 2014.
حياة من العدم
تدريبات تعيد الحياة إلى المدينة الواقعة بمقاطعة كييف شمالي أوكرانيا، والتي شهدت كارثة تشرنوبيل في عام 1986 حين وقع انفجار بمفاعل تشرنوبل النووي على بعد 122 كيلو متر من المدينة المهجورة بسبب تلوثها بالإشعاع الناجم عن انفجار المفاعل،
وفي الموقع الذي يشهد أكبر نشاط إشعاعي في العالم والمهجور منذ 35 عاما، تسمع طلقات نارية لقوات أوكرانية تتدرب على القتال في المدن بالمنطقة المحظورة في تشرنوبيل.
ووفق وكالة "فرانس برس"، أجرت قوات الحرس الأوكراني، الجمعة، تدريبات بالذخيرة الحية في مبان مهجورة بمدينة بريبيات المقفرة، على بعد بضعة كيلومترات عن مفاعل تشرنوبيل لتوليد الطاقة، المنطقة التي تم إجلاء سكانها خلال ثلاث ساعات في 27 نيسان/أبريل 1986 ولم يعودوا بعد ذلك.
ظلت المنطقة مهجورة إلى أن دبت الحياة في أوصالها من جديد لتوقظها أعيرة القوات الأوكرانية، وتصاعد التوتر على الحدود.
وتدربت عناصر هذه القوات الخاصة ببزاتهم الشتوية المموهة على طرد مهاجمين مسلحين من مبان أو التصدي لقناصة في وسط مدينة، فيما نظمت خدمات الطوارئ عمليات إجلاء أمرت بها عبر مكبرات صوت حملتها طائرات مسيرة، كافحت حرائق اندلعت خلال القتال.
وقال أحد أعضاء الحرس الأوكراني قدم نفسه باسم ليتفا: "بما أنه لا وجود لمدنيين حولنا يمكننا إجراء تدريبات بالذخيرة الحية في ظروف أقرب ما يمكن إلى حرب شوارع حقيقية في المدن".
وقبل التدريبات غير المسبوقة في بريبيات، كان على موظفين مجهزين بعدادات غايغر فحص الموقع للتأكد من خلوه من نقاط مشعة بدرجة تتجاوز الحدود المقبولة.
عقبات
في بريبيات، قلل وزير الدفاع الأوكراني أوليكسيتش ريزنيكوف من احتمال حصول غزو من جانب القوات الروسية المرسلة إلى بيلاروس، والتي تقدرها واشنطن بنحو 30 ألف عسكري.
ورأى ريزنيكوف أن "بضعة آلاف" من الروس الذين يعبرون حاليا حدود بيلاروس لا يمثلون عددا كافيا لشن هجوم، لافتا إلى أن "عبور هذه المنطقة صعب جدا لأنها تضم غابات ومستنقعات وأنهارا، والتنقل فيها سيرا على الأقدام معقد وبالدبابات أكثر تعقيدا".
وأضاف "لا تنسوا أنه منذ الكارثة ما زالت هناك مناطق تشهد نشاطا إشعاعيا عاليا على طريق بيلاروس".
من جانبه، أعلن وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي تعزيز الأمن حول جميع المفاعلات النووية بما في ذلك موقع تشرنوبيل، المغطى الآن بصندوق واقٍ ضخم، وذلك على خلفية التوتر الحاصل.
وأضاف "نحن متأكدون تماما من أن محطة تشرنوبيل للطاقة النووية ليست مهددة".