هل سمح البنتاغون لأوكرانيا بمهاجمة الداخل الروسي؟
ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، نقلا عن مسؤول أمريكي بارز أن البنتاغون أعطى "تأييدًا ضمنيًا" لأوكرانيا لشن هجمات على أهداف داخل روسيا.
وأوضحت الصحيفة أن الإذن الأمريكي يأتي رداً على سلسلة الهجمات التي تشنها موسكو ضد البنية التحتية الحيوية لكييف منذ أكثر من شهرين.
وأشار المسؤول، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، إلى أنه منذ بدء الهجمات بشكل يومي على المدنيين في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قام البنتاغون بمراجعة تقييمه لتهديدات الحرب، بما في ذلك مراجعة شحنات الأسلحة التي ترسلها واشنطن إلى كييف، وما إذا كانت تلك الشحنات ستقود إلى مواجهة عسكرية بين روسيا وحلف الناتو.
وترى الصحيفة أن ذلك يمثل تطورًا مهمًا في الحرب التي دخلت شهرها العاشر"، وهو ما يعني أن واشنطن بات قاب قوسين أو أدنى من تزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى.
وأوضح المسؤول أن واشنطن باتت في الوقت الحالي "أقل قلقًا" من أن تؤدي الضربات الجديدة بعيدة المدى داخل روسيا إلى تطور دراماتيكي للحرب.
شملت هجمات موسكو الانتقامية حتى الآن ضربات صاروخية تقليدية ضد أهداف مدنية. كان البنتاغون أكثر حذرًا في السابق بشأن مهاجمة أوكرانيا للأراضي الروسية بسبب مخاوفه من أن يرد الكرملين إما بأسلحة نووية تكتيكية أو باستهداف دول الناتو المجاورة.
برغم ذلك، لا تريد واشنطن أن يراها العالم وهي تعطي الضوء الأخضر لمهاجمة كييف للأراضي الروسية، فذكر المسؤول "نحن نملي على الأوكرانيين استهداف الروس في روسيا أو القرم. لا يمكننا أن نملي عليهم ما ينبغي عليهم القيام به. الأمر متروك لهم في كيفية استخدام أسلحتهم. لكن عندما يستخدمون الأسلحة التي قدمناها، فإن الشيء الوحيد الذي نصر عليه امتثالهم لقوانين الحرب واتفاقيات جنيف الدولية".
بيد أن رواية المسؤول تتناقض مع تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، عقب الهجمات الأوكرانية الأخيرة التي استهدفت قواعد عسكرية داخل الأراضي الروسية، والذي قال: "لم ندفع الأوكرانيين ولم نسمح لهم بقصف أهداف داخل روسيا".
وخلصت الصحيفة البريطانية إلى أنه في حال قررت واشنطن تزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى قادرة على استهداف مناطق أعمق في روسيا، فإن ذلك يعزز المخاوف بشأن احتمالية التصعيد، وخاصة التصعيد النووي الذي قد يلجأ إليه الرئيس الروسي إذا تعرضت بلاده للخطر.