إعادة إعمار أوكرانيا.. الأصول الروسية المجمدة في مصيدة حلفاء كييف
وسط ضجيج المعارك وغياب أفق لسلام بات عملة نادرة في كييف، يفكر حلفاء أوكرانيا في خطط لإعادة الإعمار، جنبًا إلى جنب مع دعم العسكري والسياسي غير المحدود.
وفيما أنفقت المليارات على الدعم العسكري لأوكرانيا، ولت الدول الغربية وجهها شطر الأصول الروسية المجمدة، لتكون ذخيرة الدعم الذي تعتزم تقديمه لإعادة إعمار البلد الأوراسي.
فما آخر خطواتها في ذلك الاتجاه؟
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قالت يوم الأربعاء إنه سيتم خلال الأسابيع المقبلة طرح مقترح للاتحاد الأوروبي لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا.
وخلال مؤتمر حول إعادة إعمار أوكرانيا في العاصمة البريطانية لندن، قالت فون دير لاين، إن المفوضية الأوروبية ستطرح خطة في هذا الصدد قبل إجازة الصيف، مشيرة إلى أن الأصول الروسية المجمدة يجب أن تستخدم.
ويهدف "مؤتمر تعافي أوكرانيا" الذي بدأ يوم الأربعاء في لندن، ويستمر طيلة يومين، إلى وضع الأسس لإعادة بناء أوكرانيا بعد الدمار الذي تعرضت له جراء العملية العسكرية الروسية، التي بدأت في فبراير/شباط من العام الماضي.
ويركز المؤتمر على كيفية تشجيع شركات القطاع الخاص على الاستثمار في أوكرانيا والمساعدة في بناء اقتصادها، فيما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية إنه ليس لديها "أدنى شك" في أن أوكرانيا سوف تنضم للاتحاد الأوروبي يوما ما.
وتابعت: "الأوكرانيون أبلغونا أنهم عندما يتصورون مستقبلهم، يرون العلم الأوروبي يرفرف فوق مدنهم. ليس لدي أدنى شك في أن أوكرانيا سوف تكون جزءا من اتحادنا"، مضيفة أن كييف سرعت من أجندتها الإصلاحية بـ"سرعة وحزم مثيرين للإعجاب".
في السياق نفسه، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في تصريحاتها خلال المؤتمر، إن إعادة إعمار أوكرانيا يجب أن تكون مرتبطة بشكل وثيق بعملية الانضمام للاتحاد الأوروبي.
وأضافت بيربوك: "غير أننا نريد على المدى الطويل المساعدة في إرساء الأساس لاقتصاد أوكراني مزدهر ملائم للمستقبل من خلال عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".
مساعدات ضخمة
وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اعتزام بلادها تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 381 مليون يورو خلال العام الجاري، مشيرة إلى أنه سيتم تخصيص هذه الأموال على سبيل المثال لشراء مولدات ومواد غذائية وخيام.
وأوضحت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر أن قيمة المساعدات الألمانية لكييف ستصل بذلك إلى 16.8 مليار يورو منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا.
في الوقت نفسه، رأت بيربوك أن أموال المساعدات لن تكفي على المدى البعيد، قائلة: "نحن نساعد أوكرانيا على الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة" مشيرة إلى أنه من الممكن بذلك تشكيل إعادة إعمار أوكرانيا بطريقة خضراء وبالتالي بطريقة دائمة ومستدامة.
كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أعلن خلال المؤتمر تخصيص 1.3 مليار دولار (1.19 مليار يورو) كمساعدات إضافية لأوكرانيا، مشيرًا إلى أنه سيتم تخصيص 520 مليون دولار لإصلاح شبكة الطاقة الأوكرانية وجعلها أكثر نظافة وقدرة على التحمل.
ورأى بلينكن أنه من الممكن لأوكرانيا بهذا الإجراء والقيام بإصلاحات لسوق الطاقة أن تتحول إلى مصدر مهم للطاقة.
وستكلّف إعادة بناء الاقتصاد 411 مليار دولار وفقا لدراسة حديثة أجراها البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والحكومة الأوكرانية، في رقم مرشّح للارتفاع، وخاصة مع تدمير سد كاخوفكا للطاقة الكهرومائية في مطلع يونيو/حزيران الجاري، في منطقة خاضعة لسيطرة روسيا، وهو ما أدى إلى فيضانات كبرى.
وتقدّر كييف كلفة الأضرار البيئية بـ1,5 مليار دولار، من دون احتساب "الخسائر اللاحقة بالقطاع الزراعي والبنى التحتية والمساكن وتكلفة إعادة بناء المحطة الكهرومائية"، وفق رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال.
معوقات قانونية
وبانتظار ترجمة هذا الطرح، الذي ينطوي على معوقات قانونية، على أرض الواقع، عزّز حلفاء كييف مساعداتهم المالية للاستجابة إلى الاحتياجات الهائلة.
وأعلنت الولايات المتحدة مساعدة اقتصادية جديدة لأوكرانيا بقيمة 1,3 مليار دولار تركز على حاجات الطاقة والبنى التحتية، فيما أفرجت لندن عن ضمانات ائتمانية من البنك الدولي تصل إلى ثلاثة مليارات دولار على مدى ثلاث سنوات لتمويل الخدمات العامة الأوكرانية.
ويضاف إلى ذلك 240 مليون جنيه إسترليني (280 مليون يورو) من مساعدات ثنائية مخصصة لإزالة الألغام ولمشاريع إنسانية.
وفيما حرّرت فرنسا 40 مليون يورو لإعادة بناء خدمات الطوارئ، خصوصا المعدّات الطبية، اقترحت المفوضية الأوروبية حزمة مساعدات قيمتها 50 مليار يورو حتى العام 2027.