تحتاجها أوكرانيا الآن.. ما هي خطة مارشال التاريخية؟
مع كل أزمة تمر بها إحدى الدول، تسارع دول العالم لإطلاق ما يعرف بـ"خطة مارشال" لإنقاذها، فما قصة هذه الخطة التاريخية؟
وأعاد المستشار الألماني أولاف شولتز التذكير بـ"خطة مارشال" بعد أن دعا إلى إطلاقها لإعادة بناء أوكرانيا التى تواجه حاليا عملية عسكرية روسية قاسية في الشرق.
ووعد شولتز أوكرانيا بتقديم دعم طويل الأمد لإعادة الإعمار بعد الحرب، قائلا إنها ستكون "مهمة للأجيال".
وفى بيان للحكومة الألمانية أمام البرلمان (البوندستاج)، قال شولتز: "ما نحتاجه هو خطة مارشال" مماثلة لتلك التي في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
وقال إنه دعا الرئيس الأوكراني إلى المشاركة في قمة مجموعة السبع التي تبدأ الأحد في جنوب ألمانيا من أجل "الاتفاق على خطة مارشال لأوكرانيا".
ما هي خطة مارشال؟
مشروع اقتصادي أطلق لإعادة تعمير أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ووضعه الجنرال جورج مارشال رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي في وقت الحرب قبل أن يصبح وزيرا للخارجية الأمريكية.
وتم وضع هذا المشروع في يناير/كانون الثاني عام 1947، قبل أن يعلن عنه بنفسه في 5 يونيو/حزيران من العام نفسه وهو وزير للخارجية في خطاب أمام جامعة هارفارد.
وأسفرت الحرب العالمية الثانية عن تدمير الاقتصاد الأوروبي وانهياره وكساده إلى حد كبير وعميق، ما أدى لانتشار الفقر والبطالة بشكل واسع، ورأى الغرب في ذلك فرصة لخلق تربة خصبة لانتشار الشيوعية.
آنذاك، أعلنت الولايات المتحدة عن مشروع مارشال كبادرة أولية لإنعاش اقتصاديات غرب أوروبا.
وكانت الهيئة التي أقامتها حكومات غرب أوروبا للإشراف على إنفاق 12 مليارا و99 ألف دولار أمريكي قد سميت "منظمة التعاون والاقتصادي الأوروبي"، والتي ساهمت في إعادة إعمار وتشغيل اقتصاد ومصانع القارة.
إطلاق المشروع
وصادق الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان على مشروع مارشال بالتوقيع عليه في 3 أبريل/نيسان من عام 1948، مانحًا 5 مليارات دولار باعتبارها مساعدات لـ16 دولة أوروبية.
وخلال السنوات الأربع التي كانت خطة مارشال سارية المفعول فيها، تبرعت الولايات المتحدة بـ17 مليار دولار؛ إذ اعتبرت هذه الأموال مساعدات اقتصادية وتقنية بهدف مساعدة الدول الأوروبية المنضمة لمنظمة التعاون الاقتصادي الأوروبي في التعافي.
وتعامل مشروع مارشال مع جميع العقبات التي وقفت في وجه التعافي بعد الحرب وعمل على تحديث الممارسات الصناعية والتجارية الأوروبية، وفقًا للنماذج الأمريكية.
ومع حلول عام 1952 وانتهاء التمويل، تجاوز اقتصاد كل دولة مشاركة مستوياته قبيل الحرب؛ إذ ارتفع الإنتاج في كل دولة مستفيدة من مشروع مارشال بنسبة 35% على الأقل في عام 1951 عن الحالة التي كان عليها في عام 1938.
وعلى مر العقدين التاليين، شهدت أوروبا الغربية نموا وازدهارا بشكل غير مسبوق.
واعتبر مشروع مارشال واحدًا من العناصر الأولى المساهمة في التكامل الأوروبي، إذ استطاع إلغاء العوائق التجارية وإنشاء مؤسسات هادفة إلى تنظيم الاقتصاد على المستوى القاري، وبالتالي شجّع على عملية إعادة الإعمار السياسي الكامل لأوروبا الغربية.
aXA6IDE4LjIyNy40OS43MyA= جزيرة ام اند امز