خبيئة سد كاخوفكا.. التاريخ ينتصر في أوكرانيا
عقب انهيار سد كاخوفكا الأوكراني في يونيو/ حزيران الماضي، كشف خزان السد الواقع شرقي البلاد عن الكنوز التي كانت غارقة تحت مياهه.
فتح جفاف خزان السد بوابة جديدة لدراسة تاريخ المنطقة بعد العثور على الكثير من القطع الأثرية التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، وفقا لتقرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وخلال جولة لعالم الآثار الأوكراني، أناتولي فولكوف، انحنى ليلتقط قطعة طولها حوالي بوصتين وقال: "إنها قطعة فخار من العصر البرونزي، تعود إلى 3 آلاف سنة على الأقل".
قبل اندلاع الحرب، كان علماء الآثار الأوكران يعملون في عدد كبير من المواقع الأوكرانية، لكن اشتعال الصراع في فبراير/ شباط عام 2022، جعل الأمر أكثر صعوبة.
وجاء الكشف عن هذه القطع الأثرية المتناثرة في خزان السد بمثابة ترضية صغيرة عن الدمار الكبير الذي لحق بأوكرانيا وبسد كاخوفكا.
وعثر علماء الآثار في خزان السد على فؤوس حجرية لا يقل عمرها عن ألف عام وخوذات تعود إلى الحقبة النازية، وجسر قديم وقذائف مدافع من القرن السابع عشر، والكثير من المعدات الحربية القديمة.
وقال رئيس رابطة علماء الآثار الأوكرانيين، يفين سينيتزيا: "لم نواجه شيء من هذا القبيل مطلقا. هذا جنون".
ولفتت الصحيفة إلى أن مثل هذه الاكتشافات تعني الكثير لأوكرانيا على اعتبار أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قلل من استقلالية أوكرانيا واعتبرها امتداد روسي يفتقد للغة والثقافة والتاريخ الخاص بها.
يتم غسل القطع التي يتم العثور عليها وفرزها وفحصها وفهرستها. ويشعر علماء الآثار بضغط كبير لإنجاز العمل، حيث تثور مخاوف من تسلل لصوص الآثار الذين تمكنوا في الأسابيع الأخيرة من التسلل إلى الموقع بحثًا عن قطع لتجارة الآثار.
وألقى ضباط الشرطة بالفعل القبض على العديد من الرجال الذين يتجولون في المناطق المحظورة بأجهزة الكشف عن المعادن وسماعات الرأس الكبيرة.
وتظهر المخاوف بين علماء الآثار في أوكرانيا بسبب تصريحات حكومة كييف، بأنه فور انتهاء الحرب، سيتم إعادة بناء السد وملء الخزان مجددًا، وبالتالي غمر المنطقة بالمياه مرة أخرى.
غرقت هذه المنطقة تحت الماء في عام 1956، عندما تم الانتهاء من السد كجزء من محطة رئيسية لتوليد الطاقة الكهرومائية. قام علماء الآثار السوفيات بمسحها، ويقول سينيتزيا إنه لم ينتبه أحد إلى الهوية الأوكرانية آنذاك، وتابع "لقد فقدنا الكثير منذ ذلك الوقت".
وأسفر انهيار سد كاخوفكا عن فيضانات في البلدات والقرى في جميع أنحاء جنوب أوكرانيا، وغمرت المياه آلاف المنازل والشركات ودُمرت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الغنية، ومن المرجح أن تستغرق التكلفة البيئية والاقتصادية الكاملة سنوات لقياسها.