التحرش والتمييز وروسيا.. أوكرانيات يواجهن أكثر من عدو
أكثر من "عدو" يواجهنه مجندات بالجيش الأوكراني، فإلى جانب روسيا، هناك عدة جبهات أخرى لا تزال مفتوحة، والتحرش أبرزها.
فنحو 60 ألف امرأة تخدم في القوات المسلحة الأوكرانية، بينهن 5 آلاف في الخطوط الأمامية، لكن الصورة التي حاولت كييف ترويجها بمشاركة النساء والرجال في العمليات القتالية كشفت عن عيوب خطيرة، وفقا لصحيفة الغارديان البريطانية.
الصحيفة أشارت، بناءً على مقابلات مع المجندات والمنظمات التي تساعدهن، بما في ذلك هيئة المحاربين القدامى من النساء، إلى أن الرجال لا يحترمون وجهات نظر المجندات، ما يشكل أحد الإخفاقات التي تعوق الفاعلية القتالية لأوكرانيا.
ومنذ انطلاق الحرب الروسية في أوكرانيا، قُتلت أكثر من 100 امرأة أوكرانية، ولا تجند كييف "النساء للقتال"، لكنهن تطوعن لخوض المعركة دفاعا عن بلادهن.
مساواة على الورق فقط
كان ذلك سببا في إحباط وغضب ناديا هاران التي التحقت بالجيش الأوكراني عام 2017، كـ"فني لاسلكي"، وأرادت أن تصبح مترجمة، لكن القانون الأوكراني الذي صدر في ذلك العام منع النساء من تولي مناصب عليا، بما في ذلك في العمليات القتالية.
وتشير هاران إلى أن المساواة داخل الجيش على الورق فقط، وأن الأدلة على ذلك واضحة تماما، إذ لا يتم التعامل مع احتياجات المرأة من حيث الزي القتالي والدروع الواقية للبدن والتطوير الوظيفي كأولويات، ويعتبر بمثابة شكل من أشكال الاستفزاز من قبل العديد من الرجال الذين يقاتلون إلى جانبهم.
وذكرت في مقابلتها مع الغارديان: "أود أن أقول إنه يتعين علينا محاربة عدوين في آن واحد، الأول هو روسيا، والثاني هو القوالب النمطية التي نواجهها كل يوم. لكن الوحيد الذي لا أشعر فيه بذلك التمييز، هو الخطوط الأمامية للمواجهة، لأن الجميع كانوا مشغولين بالقتال من أجل بلدهم".
وعلى صعيد الزي، تضطر النساء إلى الملابس المصممة للرجال أو شراء ملابس خاصة أو طلب التبرع، كما أن الدروع الواقية للبدن التي يوفرها الجيش ليست مصممة لترتديها الإناث.
وتشكو المجندات من عدم وجود منع الحمل في الخطوط الأمامية، إضافة إلى أن الأطباء على الجبهات غير مدربين على أمراض النساء، وعندما ينتهي عقد المجندة، يجب أن تخضع لفحص طبي لإعادة تجنيدها، حيث تعتقد الكثيرات أنها محاولة للتأكد من أنهن لسن حوامل ويبحثون عن إجازة مدفوعة الأجر.
تحرش وتهديدات
هاران قالت أيضا إن أحد الضباط الكبار قال لها إن "مكانها في المطبخ"، مشيرة إلى تعرض بعض المجندات لـ"التحرش الجنسي".
وأضافت: "بالأمس كنت أتحدث مع فتاة وضعت في مصحة نفسية لمجرد أنها تقدمت بطلب الانتقال إلى وحدة قتالية".
وتابعت أنه "عندما تقدمت مرؤوستي السابقة، التي تعمل مسعفة، ببلاغ عن تعرضها للتحرش الجنسي كان هناك شهود، لكن جميع الرجال رفضوا الإدلاء بشهادتهم لصالحها وهددها قائدها بإرسالها إلى المصحة لإبلاغها عن تعرضها للتحرش الجنسي".
ولفتت إلى أن "أحد كبار الضباط أخبر بعض المجندات أنه سيرسل أزواجهن إلى خطوط القتال الأمامية ليموتوا إذا لم يمارسن الجنس معه".