مفاوضات أوكرانيا.. روسيا لا تتوقع اختراقا سياسيا بعد «هجوم الجسور»

تقف الحرب في أوكرانيا على حافة جمود جديد، إذ لا تتوقع روسيا اختراقا سياسيا قريبا، فيما يتزايد حديث في واشنطن عن فرض عقوبات جديدة.
واستبعدت روسيا، تحقيق اختراق سريع باتّجاه تسوية النزاع "المعقّد للغاية" في أوكرانيا، غداة فشل ثاني جولة من المحادثات المباشرة مع كييف في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
من جهتها، نددت أوكرانيا بشروط السلام التي طرحتها روسيا، الإثنين، خلال مفاوضات جرت في إسطنبول، معتبرة أنها "إنذارات" غير واقعية لن تتيح وضع حد للحرب.
وفي حين يتفوق الجيش الروسي الأكبر حجما والأفضل تجهيزا في الميدان، تتهم كييف روسيا منذ أشهر بعرقلة مفاوضات السلام، مع رفض موسكو طلبها هدنة غير مشروطة يمكن أن تسمح لأوكرانيا بتعزيز قوتها بمساعدة حلفائها.
وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، خلال مؤتمره الصحفي اليومي "سيكون من الخطأ توقع حلول واختراقات فورية".
وأضاف أن "مسألة التوصل إلى تسوية معقّدة للغاية وتشمل الكثير من المسائل الدقيقة" التي يتعيّن حلّها.
وذكر أن موسكو تريد قبل كل شيء "القضاء على الأسباب الجذرية للنزاع" من أجل تحقيق السلام مع كييف.
جاء ذلك غداة تنفيذ قوات أوكرانية عملية وصفتها بأنها "فريدة من نوعها"، استهدفت جسر القرم للمرة الثالثة، عبر تفخيخ دعائمه.
وبصفة عامة، تربط موسكو وقف القتال بحل هذه "الأسباب الجذرية"، أي وضع الأراضي الأوكرانية التي أعلنت ضمها ورغبة كييف في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهو ما تراه موسكو تهديدا وجوديا.
فيما كتب وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيغا، على منصة "إكس": "بدل الردّ على اقتراحاتنا البناءة في إسطنبول، قدّم الجانب الروسي سلسلة من الإنذارات المعروفة مسبقا والتي لا تساهم في تقدم الوضع نحو سلام فعلي".
مطالب متعارضة
ولم تنجح الجهود الدبلوماسية التي أطلقها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منتصف فبراير/شباط لإنهاء النزاع في إسكات البنادق.
التقى الروس والأوكرانيون في إسطنبول الاثنين في جولة ثانية من المفاوضات بوساطة تركيا، بعد اجتماع أول عقد في 16 مايو/أيار. لكن موسكو رفضت مجددا عرض الهدنة "غير المشروطة" الذي قدمته كييف ودعمته واشنطن والأوروبيون.
واكتفى الروس والأوكرانيون بالاتفاق على تبادل جميع أسرى الحرب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما أو المصابين بجروح بالغة، بالإضافة إلى جثامين آلاف العسكريين القتلى.
من ناحية أخرى، لا تزال مطالب الطرفين الجوهرية تبدو غير قابلة للتوفيق.
وقدم الوفد الروسي مذكرة للأوكرانيين، تطالب بـ"انسحاب كامل" للجيش الأوكراني من المنطقتين المحتلتين جزئيا دونيتسك ولوغانسك (شرق) ومن زابوريجيا وخيرسون (جنوب) قبل تنفيذ وقف إطلاق النار شامل.
وتشمل البنود الأخرى "الاعتراف القانوني الدولي" بهذه المناطق وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، باعتبارها أراضي روسية، فضلا عن "حياد" أوكرانيا، في حين تسعى كييف إلى الانضمام إلى "الناتو".
هذه الشروط غير مقبولة لأوكرانيا التي تريد انسحابا كاملا للقوات الروسية من أراضيها، فضلا عن ضمانات أمنية ملموسة مدعومة من الغرب، مثل حماية حلف شمال الأطلسي أو وجود قوات غربية على الأرض، وهو ما ترفضه موسكو تماما.
عقوبات في الطريق؟
وتدعو كييف واشنطن وحلفاءها الغربيين إلى فرض مزيد من العقوبات على موسكو لإجبارها على قبول هدنة شاملة.
في هذا السياق، هناك دعم متزايد في مجلس الشيوخ لفرض عقوبات جديدة على روسيا تهدف إلى الضغط عليها لإنهاء حربها في أوكرانيا، وفق مجلة نيوزويك الأمريكية.
ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الرئيس، دونالد ترامب سيدعم إجراءً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ يستهدف روسيا، على الرغم من إحباطه العلني المتزايد من الحرب وعدم إحراز تقدم في محادثات السلام.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAwIA== جزيرة ام اند امز