أوكرانيا تغرد خارج السرب.. "صاروخ بولندا" تائه بين الشرق والغرب
"شظايا" صاروخ سقط في بولندا لا تزال تتناثر شرقا وغربا لترتد على أوكرانيا، وتوحد المواقف الدولية حول حادثة فجرت سيلا من ردود الأفعال.
وفي خضم المواقف الغربية والدولية التي برأت روسيا من الصاروخ الذي أسفر عقب سقوطه الثلاثاء عن مقتل شخصين، تجددت تصريحات المسؤولين الأوكرانيين، لكنها تأتي هذه المرة كنشاز يكسر شبه إجماع عالمي على هوية الصاروخ المثير للجدل.
تصريحات يعتقد مراقبون أنها بدت كتغريد خارج السرب، وترد على كييف موقفا أرادت من خلاله الانقضاض على موسكو وتعزيز الاصطفاف الدولي ضدها، قبل أن تنقلب موازين التحليلات وتضع أوكرانيا في قلب العاصفة.
وفي تصريحات إعلامية، قال أليكسي دانيلوف، أمين مجلس الأمن القومي الأوكراني: "ننتظر من حلفائنا إمدادنا بالأسس التي استندوا عليها للتوصل إلى أن الصاروخ الذي سقط في بولندا أطلقته قواتنا"، في تشكيك واضحة بالروايات الغربية.
وأضاف: "نريد صلاحية الوصول لموقع الانفجار في بولندا"، معربا عن استعداد كييف لتقديم أدلة على وجود "آثار روسية" على الصاروخ الذي سقط في بولندا.
وتصر كييف على وجود بصمات روسية في الحادثة، في وقت كشفت فيه مصادر متطابقة، اليوم، عن معطيات جديدة تقاطعت جميعها عند تبرئة موسكو من الصاروخ.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة رويترز عن مصدر لم تسمه في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قوله إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ الشركاء في مجموعة السبع والحلف أن انفجار بولندا نتج عن صاروخ أوكراني.
من جانبه، قال وزير الدفاع البلجيكي إن نظام اعتراض الصواريخ الأوكراني وراء سقوط الصاروخ في بولندا، ليدعم بذلك تصريحات أدلى بها مسؤولون أمريكيون قالوا فيها إن النتائج الأولية ترجح أن الصاروخ أطلقته قوات أوكرانية لاعتراض صاروخ روسي.
بينما رجح حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أن يكون الصاروخ الذي سقط بأراضي بولندا، أطلقه نظام الدفاع الجوي الأوكراني، وليس هجوما روسيا متعمدا.
وأمس الثلاثاء، أعلنت أوكرانيا إن روسيا أطلقت نحو 100 صاروخ على أراضيها، معتبرة أن الهجوم الصاروخي الروسي هو الأكبر على منشآت الطاقة منذ بداية الحرب.
وسارع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باتهام روسيا بالوقوف وراء استهداف بولندا، في تقدير سرعان ما دحضته تقارير متطابقة.