العملية الروسية بأوكرانيا أقوى من الحرب العالمية.. فما السر؟
وصف الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز، الحرب الدائرة في أوكرانيا بـ"الحرب العالمية الأولى الحقيقية".
يرى فريدمان أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا الذي دخل أسبوعه السادس هو أول حرب عالمية حقيقية مقارنة بالحرب العالمية الأولى أو الحرب العالمية الثانية.
ووصف فريدمان هذه الحرب بأنها أول حرب عالمية تبث وقائعها على شاشات التلفزيون، إذ بات بمقدور كل سكان هذا الكوكب إما مراقبة القتال بشكل دقيق، أو المشاركة بطريقة ما أو التأثر اقتصاديًا بها – بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه.
وقال: "في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، لم يكن لدى أي شخص هاتف ذكي أو القدرة على الوصول إلى الشبكات الاجتماعية التي يمكن من خلالها متابعة الحرب والمشاركة فيها بطرق غير مباشرة. بل كان قسم كبير من سكان العالم لا يزال مستعمرًا ولم يكن لديهم الحرية الكاملة للتعبير عن وجهات نظر مستقلة".
وأضاف الكاتب الأمريكي: "الحكومة الأوكرانية تمكنت من الاستفادة من مصدر جديد تمامًا للتمويل حيث جمعت أكثر من 70 مليون دولار من العملات المشفرة من متبرعين في جميع أنحاء العالم بعد مناشدات على وسائل التواصل الاجتماعي لجمع التبرعات".
ولفت كذلك إلى "قيام الملياردير إيلون ماسك مالك شركة تسلا، بتنشيط خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية سبيس إكس في أوكرانيا لتوفير إنترنت عالي السرعة بعد تغريدة لمسؤول أوكراني".
كما "وفرت شركات الأقمار الصناعية التجارية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها؛ مثل ماكسار تكنولوجيز، صورا تابع من خلالها سكان الكوكب من الفضاء مئات الأشخاص اليائسين الذين اصطفوا خارج المراكز التجارية في ماريوبول للحصول على الطعام؛ على الرغم من تطويق الروس للمدينة ومنعوا أي صحفي من الدخول".
وأشار أيضا إلى أن "قراصنة الإنترنت لعبوا دورا في المعركة، فقد ذكرت قناة سي إن بي سي أن حسابًا شهيرًا على تويتر يُدعى (مجهول) أعلن تمكن مجموعة من القراصنة من تعطيل مواقع الحكومة الروسية البارزة والأخبار والشركات والمواقع الإلكترونية وتسريب البيانات من كيانات مثل روسكومنادزور، الوكالة الفيدرالية المسؤولة عن الرقابة على وسائل الإعلام الروسية".
واعتبر أن مثل هؤلاء الأطراف والمنصات العالمية غير الحكومية لم تكن حاضرة في الحرب العالمية الأولى أو الثانية.
وحول تأثيرات الحرب على بقية دول العالم، قال فريدمان: ”لأن روسيا واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي والنفط الخام ووقود الديزل في العالم الذي يستخدمه المزارعون في جراراتهم، فإن العقوبات المفروضة على البنية التحتية للطاقة في روسيا تقيد صادراتها، مما أدى بالتبعية إلى ارتفاع أسعار البنزين من مينيابوليس إلى المكسيك إلى مومباي".
ونبه كذلك إلى إجبار المزارعين في مناطق بعيدة مثل الأرجنتين على تقنين استخدامهم للجرارات التي تعمل بالديزل أو خفض استخدام الأسمدة الغنية بالوقود الأحفوري، مما يعرض الصادرات الزراعية للخطر ويزيد من ارتفاع أسعار الغذاء العالمية.