سخونة معارك أوكرانيا تقهر "صقيع يناير".. حرب طويلة أم "انتصار" قريب؟
في شهرها الحادي عشر، تغلبت الأزمة الأوكرانية على "البرد القارس"، بـ"سخونة المعارك"، التي باتت حامية الوطيس، بين طرفيها، متخذة من بلدة صغيرة ميدانًا لها.
فالمعارك التي يخوضها الجيشان الروسي والأوكراني للسيطرة على سوليدار وباخموت في شرق أوكرانيا وصفت بـ"الأكثر دموية" منذ بداية العملية العسكرية الروسية في فبراير/شباط الماضي، بحسب مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك.
"الأكثر سخونة"
ورغم أن تلك المعارك والتي وصفت بـ"النقطة الأكثر سخونة في الحرب"، طرحت سيناريو تصعيديًا، وخاصة بعد إثارة نقطة مهاجمة أوكرانيا لروسيا، إلا أن الرئاسة الأوكرانية، نفت ذلك، قائلة إنها "لن تهاجم روسيا".
وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك: "نحن نخوض حربا دفاعية حصرا"، واضعًا شرطًا لانتصار بلاده، قائلا إن كييف ستكون قادرة على الانتصار في الحرب هذا العام إذا زادت القوى الغربية من إمدادات الأسلحة، خصوصا منظومات صواريخ بعيدة المدى.
وتابع: "فقط الصواريخ التي يزيد مداها عن 100 كيلومتر هي التي ستتيح لنا تسريع عملية تحرير الأراضي" مضيفا أن هذا السيناريو سينهي الحرب بحلول الخريف على أبعد تقدير".
وأضاف أنه مع هذه الأسلحة "سنقوم بتدمير كل البنى التحتية العسكرية للجيش الروسي في الأراضي التي سيطرت عليها، بما في ذلك في دونباس" (شرق أوكرانيا) وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014.
شرط أوكراني
وشدد على أن "شركاءنا أدركوا بوضوح اليوم أن توفير أسلحة بكميات كافية لأوكرانيا سيجعل من الممكن حصر هذه الحرب في الأراضي التي سيطرت عليها موسكو".
وتابع: "سنكون قادرين على إغلاق أجوائنا في غضون شهر" معتبرا أن أوكرانيا ستتمكن قريبا من إسقاط 95% من الصواريخ التي تطلقها روسيا بدلا من 75% حاليا.
وحول العمليات العسكرية، قال المسؤول الروسي في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "كل ما يحدث اليوم في باخموت وسوليدار هو السيناريو الأكثر دموية لهذه الحرب"، مضيفًا: "هناك الكثير من الدماء والكثير من القصف المدفعي والكثير من الاشتباكات، خصوصا في سوليدار اليوم".
وفيما اعترف بأن الجيش الأوكراني يخسر المزيد من العناصر، زعم أن روسيا لديها خسائر عسكرية "هائلة"، قدرها بحوالي "10 آلاف إلى 15 ألف رجل، وربما أكثر" في هذه المنطقة منذ الصيف.
فيما امتنع المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن إعلان النصر في سوليدار وأقر بوقوع "خسائر فادحة، قائلا: دعونا لا نتسرع، دعونا ننتظر التصريحات الرسمية. هناك ديناميكية إيجابية في التقدم.
خسائر الحرب
وبحسب منظمة العمل ضد العنف المسلح، فإن عدد الوفيات الناجمة عن الصراع والحرب، ارتفعت في صفوف المدنيين جراء استخدام الأسلحة المتفجرة بنسبة 83% العام الماضي.
وقالت منظمة العمل ضد العنف المسلح إن العدد الإجمالي للقتلى والجرحى المبلغ عنه في عام 2022 بلغ 20776، وهو أعلى مستوى منذ عام 2018، مع 10381 ضحية في أوكرانيا وحدها، بناءً على تقارير من وسائل الإعلام الناطقة باللغة الإنجليزية.
فيما تشير أحدث أرقام الأمم المتحدة إلى وقوع 17994 ضحية في صفوف المدنيين في أوكرانيا، و6919 قتيلاً و11075 جريحًا.
حرب طويلة
يأتي ذلك، فيما قال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي، إن التكتل "مستعد لحرب طويلة" في أوكرانيا وسيدعم كييف ضد روسيا.
وفي مؤتمر صحفي، قال بيلستروم: رغم محاولات روسيا المستمرة لتقسيمنا، إلا أن الوحدة داخل الاتحاد الأوروبي وعبر المحيط الأطلسي كانت قوية، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي مستعد لحرب طويلة وسيواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا من خلال الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري والإنساني لأطول فترة ممكنة.
وأكد المسؤول السويدي أن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل على فرض مزيد من العقوبات على موسكو بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
تنسيق وثيق
فيما قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن الحكومة ليست على علم بأي طلبات من حلفائها لإرسال دبابات ليوبارد القتالية إلى أوكرانيا، في تصريحات تأتي بعد سويعات من زيارة لوزيرة الخارجية الألمانية إلى مدينة خاركيف بشرق أوكرانيا، تعهدت خلالها بمزيد من الأسلحة.
وقالت المتحدثة إن ألمانيا تنسق بشكل وثيق مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وأماكن أخرى بشأن الدعم العسكري لأوكرانيا، وفقًا لرويترز.
وفي اجتماع مع مسؤولين روس، قال الرئيس فلاديمير بوتين، إن روسيا لديها كل الموارد التي تحتاجها لتحسين الحياة في المناطق الأوكرانية الأربع التي ادعت موسكو من جانب واحد أنها ضمتها في سبتمبر/أيلول الماضي.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xOTUg جزيرة ام اند امز