ثغرة في الجنوب تفتح الطريق لأوكرانيا.. هل تصل محطة القرم؟
من الدفاعات الروسية المتينة إلى حقول الألغام الممتدة لمئات الكيلومترات وخاصة في الجنوب، صعوبات جمة، واجهت الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ في يونيو/حزيران الماضي.
تلك الصعوبات حاولت كييف التغلب عليها، بل وقلب الطاولة على موسكو، بشن هجمات نادرة على أهداف في عمق روسيا، إلا أن الأخيرة كانت مستعدة على الدوام، بهجمات مضادة.
وبين الهجوم والهجوم المضاد، سعت أوكرانيا إلى فتح الطريق أمام تقدمها نحو المناطق الجنوبية التي يسيطر عليها الجيش الروسي، بعد ما تردد عن إحكام قبضتها هذا الأسبوع على بلدة روبوتين "الاستراتيجية".
واعتبرت كييف أن سيطرتها على بلدة روبوتين فتحت الطريق أمام الهجوم الأوكراني باتجاه المناطق الجنوبية وصولاً إلى القرم.
فتح الطريق
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أمام دبلوماسيين فرنسيين خلال زيارته لباريس: "من خلال ترسيخ وجودنا في أطراف روبوتين، نفتح الطريق إلى توكماك وأخيرا ميليتوبول وحتى الحدود (الإدارية) للقرم"، مؤكدًا أنّ هذه القرية "ذات أهمية استراتيجية".
وتعدّ توكماك وميليتوبول من المدن الرئيسية في منطقة زابوريجيا، ومن المدن التي سيطرت عليها روسيا في أسابيع عمليتها العسكرية في مطلع العام 2022.
لكنّ الجيش الروسي لم يعلن حتى الآن انسحابه من روبوتين، متحدثًا عن معارك عنيفة في المنطقة وحول بلدة فيربوف المجاورة.
وأعلن مسؤول منطقة زابوريجيا الذي عينته موسكو يفغيني باليتسكي، عبر تطبيق تلغرام، أنّ "منطقة روبوتين-فيربوف الرمادية ستكون مقبرة جماعية للقوات المسلحة الأوكرانية".
هل تقترب من روسيا؟
وعلق مستشار الرئاسة الأوكرانية السابق ميخايلو بودولياك على منصة "إكس" قائلاً إنّ "الحرب تقترب أكثر فأكثر من روسيا، ولا يمكن إيقافها".
وغرد ميخايلو بولدولياك، أحد كبار مساعدي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، قائلا: "ستستمر الحرب ما بقي بوتين رئيسا. وستسحب روسيا باستمرار إلى عمق هاوية الفوضى".
وبعيدًا عن خط المواجهة، استيقظ سكان كييف صباحا على دوي مضادات الطائرات في مواجهة الصواريخ الروسية.
وقال رئيس الإدارة العسكرية في المدينة سيرغي بوبكو على تطبيق تلغرام، إن "الحطام المتساقط" أدى إلى مقتل شخصين وإصابة ثلاثة بجروح، مضيفًا أنّ قوات الدفاع الجوي الأوكرانية دمرت "بالإجمال أكثر من 20 هدفا معاديا".
وتابع: "لم تشهد كييف هجوما بمثل هذه القوة منذ الربيع"، مشيرًا إلى أن روسيا استهدفت العاصمة أولاً بمسيّرات من اتجاهات مختلفة ثم بصواريخ أطلقت من قاذفات تو-95 إم إس.
وتعرّضت مناطق أخرى في أوكرانيا، لا سيّما أوديسا وميكولاييف في الجنوب، أيضاً لهجمات ليلية، قال عنها سلاح الجوّ الأوكراني إنّ كل الصواريخ الثمانية والعشرين أُسقطت، وكذلك 15 من 16 مسيرة مفخخة من نوع "شاهد".
تدمير أهداف
وقال الجيش الروسي إنه استهدف "مراكز مراقبة واستخبارات" أوكرانية "بأسلحة عالية الدقة"، وإنه دمر جميع الأهداف.
وفي البحر الأسود، قالت موسكو إنها أغرقت عدّة زوارق عسكرية أوكرانية، بينما تستخدم كييف زوارقها وطائراتها المسيّرة لشنّ هجمات في شبه جزيرة القرم أو ضد السفن الروسية.
وسبق وأن أعلن الجيش الروسي الأسبوع الماضي تدمير سفن أوكرانية، لكنّ كييف نفت ذلك. ولا يعترف أيّ من الطرفين علنا بخسائره العسكرية.
وتم استهداف الأراضي والقوات الروسية أيضا بهجمات بمسيرات خلال الليل وصباح الأربعاء.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية تحييد مقذوفات أو تدميرها في سماء العديد من المناطق، في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم وفي ضواحي موسكو وبريانسك وأوريل وكالوغا وريازان. ولم تبلغ السلطات الروسية عن أي أضرار.