أزمة أوكرانيا.. حلول "غائبة" ودعم عسكري "يفجر" الأوضاع على الأرض
على أبواب عامها الأول تقف أزمة أوكرانيا دون حلول، فيما التصعيد الميداني على أشده بين البلدين "المتحاربين"، مشوبا بدعم الحلفاء.
ذلك الدعم بدا واضحًا خلال الأيام القليلة الماضية، مع اتخاذ ألمانيا وأمريكا قرارات وصفت بـ"التاريخية" لتسليح أوكرانيا؛ أملا في أن يستطيع البلد الأوراسي أن ينهض من عثرته بـ"هجوم ربيعي مضاد"، يحيي آمالا خبا أثرها بفعل "الانتصارات" الروسية الأخيرة.
وبين الدعم الغربي لأوكرانيا وما يقابله من تصريحات آسيوية تندد وتشد من "أزر" روسيا، بدت "الحرب" على أبواب مفترق طرق، تنتظر قرارًا قد يبدد آمال الحل أو يحييه.
إلا أن روسيا اعتبرت أن قرار تزويد أوكرانيا بدبابات ألمانية وأمريكية قد يبدد أية آمال للحل، بحسب نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، والذي أكد اليوم الإثنين أنه ليس من المنطقي أن تجري روسيا محادثات مع أوكرانيا أو الدول الغربية التي "تحركها كالدُمى" بعد أن قررت الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بدبابات.
حلول غائبة
وقال الدبلوماسي الروسي، إن الغرب لم يطرح أي مبادرات جادة لحل الأزمة الأوكرانية.
ورغم الإشارات الروسية إلى إمكانية طرح حلول للأزمة شريطة وقف الدعم عن أوكرانيا، إلا أن ذلك المطلب يبدو بعيد المنال، وخاصة بعد تصريحات للأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، والتي دعا فيها كوريا الجنوبية إلى "تكثيف" مساعدتها العسكرية لأوكرانيا، مقترحا عليها مراجعة سياستها المتمثلة في عدم تسليح الدول المتحاربة.
وقال ستولتنبرغ الإثنين في معهد تشي Chey بسول "إذا كنا نؤمن بالحرية والديمقراطية، وإذا كنا لا نريد أن تسود الأنظمة الاستبدادية والشمولية، فإنهم (الأوكرانيون) يحتاجون إلى أسلحة"، داعيا سول إلى بذل مزيد من الجهد من أجل كييف.
وكان ستولتنبرغ التقى قبل يوم كبار المسؤولين في حكومة كوريا الجنوبية بمن فيهم وزير الخارجية بارك جين، في إطار جولة لتعزيز العلاقات بين الناتو وحلفائه في آسيا.
وتعدّ كوريا الجنوبية مُصدِّرا مهما للأسلحة على الصعيد العالمي؛ فسول وقعت في الآونة الأخيرة عقودا لبيع مئات الدبابات إلى دول أوروبية بما في ذلك بولندا. لكن قوانينها تمنعها من بيع أسلحة لدول في حالة حرب، وهو ما يجعل من الصعب تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا التي زودتها سيول معدات غير مميتة ومساعدات إنسانية.
الناتو يتدخل
وقال ستولتنبرغ إن كييف "بحاجة ماسة إلى مزيد من الذخيرة"، مشيرا إلى أن دولًا من بينها ألمانيا والنروج اللتان كانت لديهما قوانين أسلحة مماثلة لقوانين كوريا الجنوبية، قد عدّلت سياستها بغية دعم كييف.
وأشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إلى أن الجيش الروسي يستعد لمجهود حربي جديد، لافتا إلى أن موسكو تتلقى أسلحة، خصوصا من كوريا الشمالية، بحسب معلومات كشفها البيت الأبيض.
غير أن كوريا الشمالية نفت الأحد إمداد موسكو بالأسلحة بعد أن اتهمتها واشنطن بتسليم صواريخ إلى مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية المنخرطة في الحرب على أوكرانيا.
وندد مسؤول كبير في حكومة كوريا الشمالية الأحد بـ"محاولة غبية لتبرير" شحنات أسلحة مستقبلية من واشنطن إلى كييف بعد أن وعدت الإدارة الأميركية الخميس بإرسال 31 دبابة أبرامز إلى أوكرانيا.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية عن المسؤول كوون جونغ غون رفضه هذه "الإشاعة الملفقة"، محذرا الولايات المتحدة من أنها ستعرض نفسها "لنتيجة غير مرغوب فيها" إذا واصلت نشر هذه الإشاعة.
لكن ماذا عن الوضع الميداني؟
قال مسؤولون أوكرانيون إن ضربات صاروخية روسية قتلت ثلاثة أشخاص في مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا.
وقالت صحيفة "الغارديان"، إن الجيش الروسي قصف اليوم الإثنين، أحياء سكنية ومبنى المستشفى الإكلينيكي الإقليمي، في مدينة خيرسون.
فيما قالت الإدارة العسكرية الإقليمية في خيرسون على قناتها على "تلغرام"، إن القوات الروسية استهدفت مستشفى ومدرسة ومحطة حافلات ومكتب بريد ومصرفًا ومباني سكنية في ضربة يوم الأحد.
من جهة أخرى، قال المقدم المتقاعد بجمهورية لوغانسك التي تسيطر عليها روسيا، أندريه ماروتشكو، إن كييف تقوم بنقل وحدات ومعدات عسكرية إضافية إلى التجمع السكني تشاسوفوي يار بالقرب من مدينة أرتيوموفسك.
وأضاف المسؤول الروسي: "رصدنا تعزيزًا للمواقع الأوكرانية في منطقة التجمع السكني تشاسوفوي يار. تحاول الوحدات الأوكرانية تعزيز التحصينات القديمة وبناء التحصينات ومعدات إطلاق النار الجديدة وإقامة حقول ألغام".
وتعد مدينة أرتيوموفسك (باخموت) الواقعة في منطقة تسيطر عليها كييف، شمال مدينة غورلوفكا، نقطة نقل هامة لدعم القوات الأوكرانية في دونباس.
وأكد القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك، دينيس بوشيلين، أن المقاتلين من وحدة "فاغنر" العسكرية الروسية يخوضون معارك مع العدو في المدينة.
aXA6IDMuMTM5Ljk4LjEwIA== جزيرة ام اند امز