لثلاثة أسباب.. أوكرانيا تواجه الشتاء الأصعب منذ بدء الحرب
يبدو أن هذا الشتاء سيكون الأكثر خطورة بالنسبة لأوكرانيا منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022، وذلك لثلاثة أسباب.
وتواجه أوكرانيا شتاءً قاسيًا آخر قد لا تستطيع التغلب عليه، ويعود ذلك جزئيًا إلى أن مصير البلاد لن يكون بالكامل بين يديها، وفقا لما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "بوليتيكو".
أزمة تمويل
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الأوكرانيين يكافحون خلال الأسابيع والأشهر الباردة لمواجهة ثلاثة تحديات جسيم، أولها أزمة تمويل مع حلول عام 2026.
وقالت إن "أوكرانيا في طريقها إلى نفاد السيولة النقدية في فبراير/شباط المقبل، ما لم ترفع بروكسل حظرها على خطة جريئة لإصدار قرض تعويضات بقيمة 140 مليار يورو باستخدام أصول البنك المركزي الروسي المجمدة في مستودع للأوراق المالية في العاصمة البلجيكية".
وأضافت أن "المخطط المقترح ينص على أن يستبدل الاتحاد الأوروبي الأصول الروسية بسندات بدون فوائد، على أن تذهب الأموال إلى كييف. ولن يتعين على أوكرانيا السداد إلا في حال موافقة موسكو على دفع تعويضات الحرب لكييف".
وأشارت إلى أنه مع اقتراب موعد قمة الاتحاد الأوروبي الحاسمة الشهر المقبل، لا توجد مؤشرات تُذكر على إمكانية كسر الجمود بين مسؤولي الاتحاد الأوروبي والحكومة البلجيكية، التي تشعر بالقلق إزاء الدعاوى القضائية المرفوعة ضدها وردّ روسيا عليها.
وازدادت المشكلة تعقيدًا بإعلان سلوفاكيا الأسبوع الماضي معارضتها لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل الإنفاق الدفاعي لأوكرانيا.
وأكدت "بوليتيكو" أنه "بدون قرض التعويضات، سيواجه الاتحاد الأوروبي صعوبة في توفير التمويل الذي تحتاجه أوكرانيا، وهو أمر أكثر إلحاحًا الآن بعد توقف الدعم المالي الأمريكي في عهد الرئيس دونالد ترامب".
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى الاحتجاجات المتصاعدة بشأن قضايا الفساد في أوكرانيا، لافتة في هذا الصدد إلى قضية الفساد في قطاع الطاقة التي كُشف ععنها مؤخرا، أطاحت بوزيري العدل والطاقة في أوكرانيا، فضلا عن توجيه تهم لآخرين تتعلق بمخطط غير قانوني للسيطرة على شركات رئيسية مملوكة للدولة.
وأضافت "تحتل قضية فساد المشتريات الدفاعية أيضًا اهتمام المحققين، ووفقًا لأشخاص مقربين من التحقيق، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، سيتم إجراء المزيد من المداهمات قريبًا على وزارة الدفاع الأوكرانية كجزء من التحقيق في عقود المشتريات المتضخمة".
وقال مستشار أجنبي للحكومة الأوكرانية لصحيفة "بوليتيكو": "يأتي كل هذا في توقيت سيء للغاية، في الوقت الذي يتعين فيه على بروكسل اتخاذ قرار بشأن زيادة التمويل لكييف".
وأضاف: "هذا يُسبب للأوكرانيين صعوبات جمة في إقناع حلفائهم الغربيين بمواصلة التمويل. وهو يُمثل ذخيرة لمن يُؤيدون "جعل أمريكا عظيمة مجددًا" ومن هم في أوروبا الوسطى، ليقولوا: "لماذا نفعل هذا؟".
وقال مسؤول أوكراني سابق، رفض الكشف عن هويته لمناقشة قضايا حساسة، إنه يتوقع استمرار التمويل والأسلحة الغربية، لأن أوكرانيا "أكبر من أن تُفشل". لكن بروكسل ستُعرب بوضوح شديد، من وراء الكواليس، عن استيائها، وستربط تمويل بعض المشاريع المستقبلية بالإصلاحات بشكل أكثر صرامة.
أرض المعركة
أما المشكلة الثانية التي تواجه كيي فهي "ساحة المعركة"، حيث تتعرض أوكرانيا لضغوط متزايدة من القوات الروسية، وهي على وشك خسارة مدينة بوكروفسك، التي تعد مركزا لوجستيا مهما.
وستؤدي خسارة بوكروفسك إلى انطلاق مرحلة جديدة في معركة دونيتسك، وتمنح الروس هامشًا أوسع في محاولة السيطرة على 25% من المنطقة التي لم يتمكنوا من السيطرة عليها. كما ستعزز موقف القادة الروس لتهديد مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك، ذات الأهمية الاستراتيجية، وفقا لـ"بوليتيكو".
وما يزيد من المخاوف هو أن القادة الأوكرانيين ربما تفوقوا تكتيكيا في معركة بوكروفسك، بعد أن وقعوا في فخ روسي في أغسطس/آب الماضي عندما خدعوا على ما يبدو بهجوم روسي على بلدة دوبروبيليا المجاورة.
وقالت النائبة الأوكرانية ماريانا بيزوهلا: "لقد شتت الروس انتباه جنرالاتنا بتحقيق اختراق في دوبروبيليا، ثم استخدموا هذا لاختراق بوكروفسك".
حرب الطاقة
وبعيدا عن المخاوف بشأن التمويل وما يحدث على أرض المعركة، هناك التحدي الكبير الثالث الذي يواجه أوكرانيا في الشتاء، وهو حرب الطاقة.
ففي فصول الشتاء الماضية، ركّز الأوكرانيون على إبقاء الكهرباء مضاءة بينما كانت الغارات الجوية الروسية تقصف شبكة الكهرباء بلا هوادة، كجزء من استراتيجية الكرملين لتجنيد "الجنرال شتاء"، وبفضل إصلاح الأوكرانيين النظام المتضرر، إلى جانب استيراد الطاقة من أوروبا، بقيت الكهرباء مضاءة إلى حد كبير، وإن كانت مصحوبة بانقطاعات متكررة.
وقالت بوليتيكو: "لكن هذه المرة، كانت الهجمات الروسية أشد وطأة بكثير، والأوكرانيون يفتقرون إلى الدفاعات الجوية الكافية، ومن غير المرجح أن يحصلوا عليها قريبًا. علاوة على ذلك، عدّلت روسيا تكتيكاتها باستهدافها ليس فقط شبكة الكهرباء، بل أيضًا البنية التحتية للغاز الطبيعي في أوكرانيا، حيث يعتمد 60% من الأوكرانيين على الغاز الطبيعي لتدفئة منازلهم".
مع اقتراب فصل الشتاء في أوكرانيا بعد شهر واحد فقط، ربما تكون البلاد قد فقدت ثلث طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي، وربما أكثر.
وحذرت وزيرة الطاقة الأوكرانية السابقة أولغا بوهوسلافيتس من الأمر، قائلة: "من الواضح بالفعل أن هذا الشتاء سيكون أصعب بكثير من كل المواسم السابقة".
وخلصت الصحيفة الأمريكية إلى أن الشتاءً سيكون قاسيًا على أوكرانيا. وتساءلت: "هل ستخرج البلاد من هذه الأزمة وهي في وضعٍ جيدٍ لمقاومة أي اتفاق سلامٍ سيءٍ يُفرض عليها؟".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTIg جزيرة ام اند امز