سيفيرودونتسك الأوكرانية.. لماذا تحولت لمركز الهجوم الروسي؟

برزت مدينة سيفيرودونتسك الأوكرانية كنقطة محورية للحرب الروسية الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة، حيث يتواصل القتال العنيف بتلك المنطقة.

ووفقا لتقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تأتي المدينة في صميم هدف موسكو المتمثل في الاستيلاء على إقليم دونباس، وهي منطقة تضم المناطق (الأوبلاستات) الأوكرانية الشرقية في منطقتي لوهانسك ودونيتسك. وتوقعت وزارة الدفاع البريطانية سيطرة القوات الروسية على لوهانسك في الأسبوعين المقبلين على الأرجح، لكن بتكلفة باهظة.

• سر الانفجارات الضخمة في كييف.. الخبر اليقين بيد الجيش الروسي

وإليك أهم المعلومات عن المدينة الاستراتيجية.

أين تقع سيفيرودونيتسك؟

تقع سيفيرودونيتسك في إقليم لوهانسك، بالقرب من الحدود مع دونيتسك، وتبعد حوالي 90 ميلاً جنوب الحدود الروسية، وبالقرب من نهر دونيتس، الذي يمر في وسط شرق أوكرانيا.

وعقب استيلاء الانفصاليين الموالين لروسيا على مدينة لوهانسك، العاصمة الإدارية لأوبلاست لوهانسك، جعلت أوكرانيا سيفيرودونيتسك العاصمة الإدارية للإقليم.

كان عدد سكان المدينة قبل الحرب حوالي 100 ألف نسمة.

وتقول "واشنطن بوست" إنها" تُعرف منطقة دونباس بأنها المركز الصناعي لأوكرانيا، وتحتوي سيفيرودونتسك على العديد من المصانع بالإضافة إلى مصنع آزوت للكيماويات، وهو أحد أكبر مصانع إنتاج الأسمدة النيتروجينية في أوكرانيا. وكان يتم تصدير الأسمدة منه إلى جميع أنحاء العالم قبل الحرب".

ما هي الأهمية الاستراتيجية للمدينة؟

تعد سيفيرودونيتسك أحد آخر المدن التي تقف في طريق سيطرة روسيا على المنطقة. وتحفل المدينة بمزايا استراتيجية، بينها موقعها على نهر دونيتس.

وقال مايكل كوفمان، مدير برنامج الدراسات الروسية في معهد أبحاث "سي إن إيه" ومقره فرجينيا، لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ، إنها أيضًا واحدة من المدن الثلاث التي ينبغي على روسيا السيطرة عليها لإحكام قبضتها على كل مناطق دونباس. وتحاول روسيا قطع القوات الأوكرانية هناك عن خطوط الإمداد إلى الغرب.

ووفقا للصحيفة سيساعد الاستيلاء على سيفيرودونتسك روسيا على مهاجمة مدينة ليسيتشانسك المجاورة وتأمين السيطرة الكاملة على منطقة لوهانسك. ومن هناك ، يمكنهم الانتقال عبر الجنوب الغربي إلى دونيتسك.

لكن نهر دونيتس لا يزال يمثل عقبة أمام تقدم القوات الروسية إلى ليسيتشانسك، الواقعة على الجانب الآخر من النهر ، وإلى دونيتسك.

وقال هايداي حاكم لوهانسك، أمس السبت، إن القوات الروسية قامت بتفجير الجسور لمنع أوكرانيا من جلب تعزيزات أو مساعدات.

وبالنسبة لأوكرانيا ، فإن التمسك بسفيرودونتسك سيمنع الكرملين من تحقيق انتصار كبير في حرب استمرت لفترة أطول مما كان متوقعًا وتأتي بتكلفة كبيرة على موسكو.

وصرح هايداي لوسائل الإعلام المحلية يوم الجمعة أن القوات الأوكرانية تمكنت من استعادة السيطرة على 20 % من المدينة.

لكن التوقعات تشير إلى احتمالية انسحاب أوكرانيا من المدينة لتعزيز قواتها في أماكن أخرى،

ما هي الأهمية الرمزية للمدينة؟

كانت سيفيرودونتسك نقطة توتر بين أوكرانيا وروسيا من قبل، فقد استولى عليها الانفصاليين المدعومين من روسيا لفترة وجيزة عام 2014.

وسيمنح الاستيلاء على المدينة، روسيا نصرا رمزيا تشتد الحاجة إليه بعد سلسلة إخفاقات. وستشجع الكرملين لإعلان المضي قدما نحو تحقيق هدفه المتمثل في "تحرير" دونباس، التي يتحدث جزء كبير من سكانها اللغة الروسية كلغة أولى.

ومن المرجح أن يكون انتصار روسيا في سيفيرودونتسك باهظ الثمن، فقد غادر سكانها إلى حد كبير، ولا يزال هناك حوالي 13000 مدني يحتمون في المدينة.

وقال أولكسندر ستريوك، عمدة المدينة الأوكراني، إن القتال دمر جميع البنية التحتية الحيوية، كما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع إن 90 % من منازل سيفيرودونتسك تعرضت لأضرار، مضيفا أن " روسيا سوف تكسب مدينة مدمرة، مع رائحة الجثث النتنة التي تملأ هواء الصيف".