هجمات "إرهابية" بروسيا وسيناريو المؤامرة.. ضرب على الوتر الحساس
اندلاع حريق في مبنى وزارة الداع الروسية، قتل مدون عسكري روسي شهير، أحداث أشعلت الاتهامات المتبادلة بين موسكو وكييف، وأطلقت التكهنات لسيناريو "المؤامرة".
تلك التكهنات دفعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء إلى اتهام أجهزة استخبارات غربية لم يسمّها بالضلوع في "هجمات إرهابية" في بلاده.
فما أبرز الهجمات التي شهدتها روسيا مؤخرا؟
نقلت وكالات أنباء رسمية روسية عن أجهزة الطوارئ قولها إن حريقا اندلع مساء الأربعاء، لفترة قصيرة في مبنى تابع لوزارة الدفاع الروسية في وسط موسكو.
وأظهرت لقطات تداولتها وسائل إعلام رسمية على وسائل التواصل الاجتماعي تصاعد عمود محدود من الدخان الأسود من مقر وزارة الدفاع في شارع زنامنكا بموسكو بالقرب من الكرملين، فيما قالت وكالة تاس للأنباء إن السلطات أخمدت الحريق الصغير بعد وقت قصير من اندلاعه دون أن يسفر عن وقوع إصابات أو قتلى.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع قولها في بيان "في حوالي الساعة 19:30 (1630 بتوقيت جرينتش) في أحد المباني الإدارية التابعة لوزارة الدفاع في موسكو، رصد المناوبون في الخدمة دخانا في المبنى. وصلت فرق إدارة الإطفاء ووزارة الطوارئ إلى مكان الحريق".
ونقلت تاس عن أجهزة الطوارئ المحلية قولها إن الحريق شغل مساحة 60 مترا مربعا، فيما قالت وزارة الدفاع إنها تعمل حاليا على تحديد سبب الحريق.
مقتل مدون عسكري
الحريق يأتي بعد ثلاثة أيام من مقتل مدوّن عسكري روسي شهير في تفجير عبوّة ناسفة في سانت بطرسبورغ، قال عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال ترؤّسه اجتماعاً لمجلس الأمن القومي نُقلت وقائعه عبر التلفزيون إنّ "هناك كلّ الأسباب للاعتقاد أنّ دولاً ثالثة وأجهزة استخبارات غربية متورّطة في التحضير لأعمال تخريبية وإرهابية" في روسيا كما في الأراضي الأوكرانية الخاضعة لسيطرة موسكو.
وشارك في الاجتماع قادة المناطق الأوكرانية الأربع التي ضمّتها روسيا العام الماضي، وخلال الاجتماع، اتّهم الرئيس الروسي السلطات الأوكرانية بأنّها ارتكبت في هذه المناطق الأربع "جرائم خطيرة ضدّ المدنيين الذين يعيشون هناك".
وأضاف أنّ قوات كييف "لا تستثني أحداً" في هجماتها على هذه المناطق، من قصفها بالمدفعية إلى تنفيذ "هجمات إرهابية" فيها تستهدف مسؤولين عينتهم روسيا وشخصيات عامة أخرى.
أوامر رئاسية
وأمر بوتين قوات الأمن الروسية "ببذل كلّ ما في وسعها لضمان سلامة السكّان المحليّين" في هذه المناطق.
والأحد، قُتل المدوّن العسكري الشهير ماكسيم فومين، المعروف بتأييده للعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، في انفجار عبوة ناسفة داخل مقهى في سانت بطرسبورغ (شمال غرب).
والإثنين، اتّهمت روسيا أوكرانيا بأنّها رتّبت هذا الهجوم بالتواطؤ مع أنصار للمعارض المسجون أليكسي نافالني، فيما قالت أوكرانيا إنّ اغتيال المدوّن ما هو إلا عملية تصفية حسابات داخل الدوائر الروسية المؤيّدة للعملية العسكرية.
ووصف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الاغتيال بأنه "هجوم إرهابي" واتهم أوكرانيا بالوقوف وراءه، قائلا: "هناك أدلة على أن الخدمات الخاصة الأوكرانية قد تكون متورطة في التخطيط لهذا الهجوم الإرهابي".
والأربعاء، أعلنت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنّ اغتيال فومين سيكون "أحد مواضيع النقاش" في مجلس الأمن الدولي الذي تولّت روسيا رئاسته الدورية السبت.