"قوة النار".. أوكرانيا تطلب "تكافؤ" وقود الجبهات
توازنات مختلة على أرض المعركة ترنو أوكرانيا لتعديلها لصالحها عبر تأمين "قوة تكافؤ النار" بدعم عسكري من حلفائها.
وتأتي مطالب كييف بعد انسحاب قواتها من سيفيرودونيتسك؛ المدينة الاستراتيجية في منطقة دونباس الغنية بالمناجم، والتي تقصفها المدفعية الروسية منذ أسابيع.
وفي تدوينة عبر صفحته بموقع فيسبوك، قال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، فاليري زالوجني، إنه شدد في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي الجنرال مارك ميلي، على "ضرورة تحقيق التكافؤ في القوة النارية مع العدو".
وأكد المسؤول العسكري الأوكراني أن ذلك "سيسمح لنا بتثبيت الوضع في منطقة لوغانسك التي تتعرض لأكبر تهديد".
وبحسب "فرانس برس"، لا تكف أوكرانيا عن المطالبة بمزيد من الأسلحة الثقيلة من حلفائها لمواجهة القوة الضاربة الروسية، خصوصا في منطقة دونباس الصناعية.
وقال سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك حيث تقع سيفيرودونيتسك "لم يعد من المنطقي البقاء في مواقع قصفت باستمرار لأشهر" بينما أصبحت المدينة "مدمرة بشكل شبه كامل" بسبب عمليات القصف المستمرة.
وأضاف أن "البنية التحتية الأساسية بأكملها دمرت وتسعين بالمئة من المدينة تضرر وثمانين بالمئة من المنازل يجب هدمها".
ويرى خبراء أن عمليات القصف المكثفة هذه أدت إلى إخضاع الجنود الأوكرانيين لكن من دون أن تحدث بالضرورة تغييرا جذريا للوضع على الأرض.
فيما قال مسؤول عسكري فرنسي، طالبا عدم كشف هويته، إن "الوحدات الأوكرانية منهكة وتكبدت خسائر فادحة وبعضها تم تحييده بالكامل".
"حرب بطيئة"
أكد الباحث في جامعة تارتو الإستونية إيفان كليشز لـ"فرانس برس"، أن "الرؤية الشاملة - حرب بطيئة لمواقع محصنة - لم تتغير"، مضيفا أن "الانسحاب كان مقررا من قبل على الأرجح ويمكن اعتباره تكتيكيًا".
من جانبه، رأى مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أيضا طالبا عدم كشف هويته، أن القوات الأوكرانية "تنفذ انسحابا مهنيا وتكتيكيا من أجل تعزيز مواقع ستكون أكثر قدرة على الدفاع عنها".
وتتوقع كييف الآن هجمات جديدة على مدينة ليسيتشانسك المجاورة لسيفيرودونيتسك والمطوقة بشكل شبه كامل من القوات الروسية التي تسيطر يوما بعد يوم على مزيد من الأراضي المحيطة بها.
وقال غايداي إن بلدة ميكولايفكا التي تبعد حوالى 20 كيلومترا جنوب غرب ليسيتشانسك باتت تحت سيطرة الجيش الروسي، مشيرا إلى أن الروس يحاولون الآن "احتلال غيرسكيه" البلدة المجاورة.
وعند مدخل ليسيتشانسك المحرومة جزئياً من الماء والغاز والكهرباء، كان جنود يحفرون خنادق، وجنوبا، قال بافلو كيريلينكو حاكم دونيتسك، المقاطعة الأخرى في دونباس، إنه "ليست هناك أي مدينة" في المنطقة "آمنة" والمعارك التي تجري عنيفة جدا.
أما في كراماتورسك؛ البلدة الي تقع وراء الجبهة، فتحدث جندي عرّف عن نفسه باسمه الأول فولوديمير ويعمل أمام المستشفى العسكري، عن العدد الكبير من الجرحى الذين يتم إحضارهم من الجبهة منذ أسابيع.
وقال إن "الرجال الذين أراهم هنا وطنيون جدا ولن أقول إنهم وقود للمدافع. إنهم يمتلكون كل المقومات لكن تنقصهم الأسلحة".
"صيف حار"
وأعلنت كييف الخميس وصول أول أربع قاذفات صواريخ أمريكية من طراز "هيمارس"، وهي أسلحة قوية تنتظرها القوات الأوكرانية بفارغ الصبر. وقالت إن "الصيف سيكون حارا للمحتلين الروس".
وكان الجيش الأمريكي حذر عند إعلانه عن إرسال هذه الأسلحة الثقيلة في بداية يونيو/ حزيران الجاري، أنه يريد أن يتقن الجنود الأوكرانيون أولا استخدام هذه المدفعية الدقيقة قبل شحن المزيد منها.
لكن خبراء عسكريون يشيرون إلى أن مدى صواريخ "هيمارس" أكبر بقليل من مدى الأنظمة الروسية المماثلة، مما سيسمح للقوات الأوكرانية بضرب مدفعية العدو مع بقائها بعيدة عن مرمى أسلحته.
وفي الأسابيع الأخيرة، استأنفت القوات الأوكرانية هجومها في الجنوب محاولة لاستعادة أراض خسرتها منذ بدء المعارك في 24 فبراير/شباط الماضي.
وتقول روسيا عن العملية العسكرية في أوكرانيا تهدف إلى حماية الناطقين بالروسية في أوكرانيا الذين يتعرضون لاضطهاد من قبل من تسميهم موسكو "النازيين الجدد" في كييف.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xMzYg جزيرة ام اند امز